تلقى المرشح إلى الانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري ميت رومني صفعتين خلال يومين، أثرتا في معنوياته وحظوظه باكتساح السباق الجمهوري مبكراً، لمواجهة الرئيس باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني المقبل. الأولى تمثلت في ظهور نتيجة إعادة فرز أصوات الانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا، ومنح المركز الأول فيها إلى ريك سانتوروم، والثانية حلوله في المركز الثاني (27.8 في المئة من الأصوات) في انتخابات ولاية ساوث كارولاينا يوم السبت، خلف نيوت غينغريتش، الذي حصل على 40.4 في المئة من أصوات الناخبين الجمهوريين. هكذا حصد رئيس مجلس النواب السابق 23 من أصل 25 من مندوبي الولاية إلى المؤتمر الجمهوري العام في 27 آب المقبل، تاركاً مندوبين فقط ليتقاسمهما رومني وسانتوروم، الذي حل ثالثاً بـ17 في المئة من الأصوات.

أما السيناتور رون بول، فحل رابعاً مع 13 في المئة من الأصوات، ليصبح المرشح الوحيد من بين أبرز المرشحين ممن لم يربحوا ولاية حتى الآن. وهو اتخذ قراراً بعد صدور النتائج أول من أمس بعدم المنافسة في المرحلة المقبلة، في ولاية فلوريدا في 31 الشهر الحالي، والإعداد لانتخابات نيفادا في الرابع من شباط المقبل.
هكذا أصبح لغينغريتش 25 مندوباً حتى الآن، مقابل 33 لرومني، و14 لسانتوروم، وهم يتنافسون للحصول على 1144 مندوباً كي يضمنوا ترشيح حزبهم رسمياً. رومني إذاً كرر هزيمة الانتخابات الماضية في ساوث كارولاينا، التي لم يستطع استمالة جمهوريها المحافظين جداً. ولم تنفع تصريحات زوجة غينغريتش السابقة يوم الخميس في زعزعة مكانته بين الناخبين، إذ ظهرت ماريان غينغريتش، زوجته الثانية، لتقول إنّ سبب انهيار زواجها هو رغبة رئيس مجلس النواب السابق في أن تكون «علاقتهما مفتوحة»، أي أن يرتبطا بعلاقات عاطفية مع آخرين، وهو ما لم تقبله. وذكرت ماريان في حديثها أنّ زوجها قال لها حين رفضت «كاليستا (زوجته الحالية) لا تمانع». وأضافت ماريان إنّ زوجها السابق طلب يد زوجته الحالية كاليستا، حين كانا لا يزالان متزوجين، كما فعل معها حين كان مرتبطاً بزوجته الأولى كاثي.
في مقابل عدم تأثر الناخبين الجمهوريين بكلام زوجة غينغريتش السابقة، قد يكونون قرروا عدم التصويت لرومني بسبب رفضه الإفصاح عن الرقم الذي يدفعه للضرائب، وهو أمر يفعله جميع المرشحين طواعية في العادة. أثار ذلك تكهنات بشأن مدخوله الحقيقي ومقدار ثروته، وخصوصاً أنّه عاد وقال إنّه يدفع 15 في المئة من مدخوله ضرائب، لأنّه لا يقبض راتباً، بل يعيش على عوائد استثماراته. جعل ذلك الناخبين يبتعدون عنه في الأسبوع الماضي. وظهر ذلك في استطلاع للرأي أجرته «مؤسسة غالوب» يوم الجمعة، تبيّن أنّ تأييد الجمهوريين لرومني انخفض على المستوى الوطني إلى 30 في المئة، مقابل ارتفاع نسبة تأييد غينغريتش إلى 20 في المئة. وما زاد ورطة رومني قوله منذ ايام إنّ مبلغ الـ373 ألف دولار الذي تلقاه مقابل إلقاء خطاب «ليس بالشيء الكثير».
وإثر انتهاء سباق ساوث كارولاينا، توقع الرئيس السابق للحزب الجمهوري مايكل ستيل أن تكون نتيجة المؤتمر الحزبي العام غير متوقعة، وأن يضطر الجميع إلى الانتظار حتى موعد المؤتمر لمعرفة من سينافس باراك أوباما في تشرين الثاني المقبل. ولم يحصل ذلك في «الحزب الكبير» منذ السباق إلى انتخابات 1976، حين تواجه جيرالد فورد ورونالد ريغان في المؤتمر الحزبي العام الذي أقيم في كانساس سيتي آنذاك، وربح فورد الترشيح ليخسر أمام الديموقراطي جيمي كارتر. وبدأت الاستعدادات لاقتسام الخمسين مندوباً في ولاية فلوريدا بين رومني وغينغريتش وسانتوروم، والحصول على أغلبيتهم سيعزز حضور أي منهم قبل استحقاقي نيفادا (28 مندوباً) ومينيسوتا (40 مندوباً).