نواكشوط ــ باريس | اتسعت رقعة الاشتباكات بين الجيش المالي وثوار الطوارق المنضوين في الحركة الوطنية لتحرير أزواد، في مناطق شمال مالي المتاخمة للحدود مع النيجر، بحيث تواصلت المواجهات لليوم الثالث على التوالي، وامتدت من مينكا المتاخمة للحدود إلى كيدال وتمبكتو في الجزء الغربي من الساحل الأفريقي، الأقرب إلى الجزائر وموريتانيا. وكانت المعارك قد نشبت فجر أول من أمس في مدينة مينكا، التي لم يلبث المتمردون الطوارق أن أحكموا سيطرتهم عليها، رغم لجوء الجيش الحكومي المالي إلى سلاح الطيران. وفوجئت القوات الحكومية بضراوة القتال، بعدما استعمل مقاتلو حركة الأزواد المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، وتمكّنوا من إسقاط إحدى طائرات الجيش. وكانت التقارير الأمنية الغربية قد أشارت إلى أن متمردي الطوارق قد تزوّدوا بكميات هامة من الأسلحة التي غنموها في ليبيا، خلال الأشهر الأخيرة، ما شجّعهم على شق عصا الطاعة على الحكومة المركزية في باماكو، التي ترفض الاعتراف بالخصوصية الثقافية لشعب الطوارق ومنحهم الاستقلالية في إقليم الأزوارد. ومدينة مينكا، التي انطلق منها التمرد الطارقي، هي إحدى أكبر 4 مدن في الأزواد، إلى جانب تمبكتو وغاو وكيدال. وقال مصدر في الحركة الوطنية لتحرير الأزواد إن الهجوم الذي أفضى إلى «تحرير مينكا تزعمه العقيد آصلات أغا خبي، الذي كان في السابق قائداً للمنطقة العسكرية في مدينة مينكا، قبل أن ينشق في أيلول وينضم إلى المتمردين برفقة عشرات الضباط والجنود ذوي الأصول الطوارقية».
وأكد ثوار الطوارق من جهة ثانية أنهم سيطروا أيضاً على مدينة من المتاخمة للنيجر. وقال زعيم قبلي محلي في شمال مالي إن المتمردين هاجموا المدينة بأسلحة ثقيلة وأجبروا الجيش المالي على الانسحاب منها بالكامل صباح أمس. وأوضح رئيس المكتب السياسي للحركة الوطنية لتحرير الأزواد، محمود آغ عالي، في اتصال هاتفي مع «الأخبار» أن «الثوار نجحوا أيضاً في تحرير مدينة تيسي، وتمكنوا من تحطيم طائرة للجيش المالي، كذلك أُسر عشرات الجنود في المدينة». قبل أن يضيف: «إذا لم يتغير موقف حكومة باماكو، فإن العمليات المسحلة ستستمر إلى غاية تحرير كامل مناطق الأزواد».
وأعرب عالي استعداد حركته للحوار والتفاوض، قائلاً إن «الحكومة المالية هي التي فرضت علينا رفع السلاح، بفعل تجاهلها الدائم لمطالبنا، ورفضها النداءات المتكررة التي أطلقتها الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، منذ أكثر من عام، والداعية إلى الحوار». وأكد أن الحركات الأزوادية «ستظل على استعداد للتفاوض من أجل نيل حقوق شعبنا. فالحل السياسي هو الأمثل، والطوارق يرحبون بأي مبادرة دولية تهدف إلى حلّ منصف».