حذّر المسؤول السابق للاستخبارات السعودية تركي الفيصل من أن يؤدي التصعيد الإيراني إلى «مغامرة غير محسوبة»، مؤكداً استعداد دول الخليج العربية لاستخدام كل الخيارات المتاحة للدفاع عن مصالحها. كلام الفيصل أتى فيما تُشغل طهران بملف المفاوضات مع الغرب بشأن برنامجها النووي، التي أعلن وزير الخارجية التركي علي أكبر صالحي أمس أنها ستُستأنف في إسطنبول على الأرجح. أما المسؤول السعودي، فذكر خلال مؤتمر يبحث أمن دول الخليج، في المنامة أول من أمس، أن «الجميع سمع عن المناورات المستفزة التي نُفّذت في الخليج ومضيق هرمز وبحر العرب، والتصريحات العنترية من أفواه قادة إيران بشأن إغلاق مضيق هرمز واستهداف دول الجوار»، مشيراً إلى أن «زيادة التصعيد والتوتر الدائم قد ينتهيان بمغامرة غير محسوبة أو بمواجهة عسكرية غير مرغوبة».
وشدد تركي، الذي شغل في السابق أيضاً منصب سفير المملكة لدى لندن وواشنطن، على أن دول الخليج ليست طرفاً في النزاع الإيراني الغربي حول برنامج طهران النووي، إلا أنه أكد أن دول مجلس التعاون ملتزمة «بشكل كامل بالشرعية والقوانين الدولية». ورأى أن على إيران «ألا تؤجّج هذا النزاع، وعليها ألا تهددنا عندما نلتزم بالقرارات الدولية، وعليها تحييد مسألة أمن مضيق هرمز وأمن الطاقة الدولية عن هذا النزاع».
وشدد تركي الفيصل على أن «أي مساس بمصالحنا وأمننا سيجبرنا على اللجوء إلى كل الخيارات المتاحة لنا دفاعاً عن مصالحنا وأمننا الوطني والإقليمي».
واتهم القيادة الإيرانية بمحاولة بثّ الفرقة وإثارة الفتنة الطائفية بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي «في انتهاك لسيادتها واستقلالها».
من جهة ثانية، نقلت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT) عن وزير الخارجية الإيراني قوله، في مطار أنقرة، إن المحادثات مستمرة بين وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي.
وأشار صالحي إلى أنه عند استئناف المفاوضات النووية بين إيران والغرب، فإنها ستجري في إسطنبول على الأرجح. وأكد أن لا تاريخ أو مكان محدد بعد للمحادثات، ولكن المشاورات مستمرة في هذا الاتجاه.
في المقابل، نفت بريطانيا (وهي إحدى الدول الست المشاركة في المفاوضات مع طهران) وجود مفاوضات جارية لإجراء محادثات نووية جديدة بين إيران والقوى الغربية، وهذا ما يتعارض مع تصريحات صالحي. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية في لندن «لم يُتّفق على موعد أو على خطط محددة، لأن إيران عليها أن تظهر بوضوح استعدادها للرد على رسالة البارونة آشتون (مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي) وأن تتفاوض بلا شروط».
في غضون ذلك، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي، من أن توجيه «ضربة عسكرية لإيران سيكون له آثار كارثية»، محذراً من أن «تداعيات قوية ستشهدها المنطقة» إذا اندلعت حرب و«لن تكون رحلة سهلة». وقال إنه «لا يمكن التنبّؤ بالآثار التي لن يكون أوّلها تدفق أعداد كبيرة جداً من اللاجئين الإيرانيين إلى آذربيجان ومنها إلى روسيا، كما لن يكون آخرها تعميق الصراع بين الشيعة والسنّة، بما لذلك من تداعيات وخيمة».
وأعلن الوزير الروسي أن نائب الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي باقري سيزور موسكو، وسيناقش مع المسؤولين فيها المحادثات الإيرانية المرتقبة مع اللجنة السداسية الدولية (التي تضم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا).
في هذه الأثناء، أفادت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية بأن وفداً من المسؤولين الأميركيين، يترأسه مستشار وزارة الخارجية الخاص بحظر انتشار الأسلحة النووية روبرت إينهورن، التقى مسؤولين رفيعي المستوى من وزارات الخارجية والمال والتجارة في اليابان، واتفقوا على الحاجة إلى زيادة الضغط المفروض على إيران لكبح طموحاتها النووية، لكنّ الجانبين بقيا مختلفين على كيفية تنفيذ العقوبات.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)