خاص بالموقع - احتفلت ملكة الدنمارك مارغريت الثانية السبت الماضي بمرور أربعين سنة على تولّيها العرش. وخلال العقود الأربعة الماضية، تحولت الشابة إلى الحاكمة الأكثر شعبية في أوروبا، التي تتربع على عرش أقدم ملكية في أوروبا، والتي لم تشهد انقطاعاً منذ ما يزيد على الف عام.
وكانت مارغريت، وهي الابنة الكبرى لملك الدنمارك فريديريك التاسع والأميرة السويدية إنغريد، متزوجة آنذاك بالفرنسي هنري دي لابارد دي مونبيزا، الذي نال لقب الأمير هنريك. وكانت أيضاً أمّاً لصبيّين، هما ولي العهد فريديريك، والأمير يواكيم، اللذان كانا يبلغان من العمر أربع سنوات وثلاث سنوات.

وخرجت حشود السبت إلى شوارع وسط كوبنهاغن لتكريم ملكة الدنمارك، التي تجولت في عربة ذهبية تجرها الخيول. ورافق أفراد من الخيالة الملكية الملكة وزوجها الأمير هنريك، الذي قاد العربة المتلألئة يجرها ستة أحصنة رمادية وبيضاء اللون. واصطف الكثيرون في الطريق، حيث رفعوا أعلام بلادهم لتحية الملكة. ووُضعت شاشات كبيرة سمحت للكثيرين بمتابعة العروض الموسيقية التي أقيمت تكريماً للملكة في بلدية المدينة، وضمت جوقة مؤلفة من 500 فرد من أنحاء الدنمارك، إضافةً إلى جزيرة غرينلاند التي تتمتع بالحكم الذاتي.

وللمناسبة قال السفير الدنماركي في لبنان يان توب كريستنسن في حديث لـ «الأخبار» إن الدستور الدنماركي يعرّف دور الملكية بأنه تمثيلي. الملكة والعائلة المالكة يؤديان دوراً مهماً في كونهم رمز للبلاد. وحين تسافر الملكة الى الخارج، فإنها تعبر على نحو مميز واستثنائي عن الدور الثقافي، والفني والتقني والعملي والاقتصادي للدنمارك، وهو دور يحضى بتقدير واسع حول العالم.

ويظهر آخر استطلاع للرأي أن 77 بالمئة من الدنماركيين يدعمون نظامهم الملكي. وعلى رغم شعبية مارغريت الثانية، ترغب غالبية الدنماركيين بتنحيها عن العرش لمصلحة ابنها فريديريك، بعد خمس أو عشر سنوات من اليوم، وفق استطلاع نشر مطلع العام الحالي، لكن الملكة تأبى التقاعد، وقالت جازمة في مقابلة حصرية مع رئيس تحرير صحيفة بوليتيكن الدنماركية بو ليدغارد: «سأبقى على العرش حتى آخر يوم في حياتي».

وتقول مارغريت « لدي ابن اثق به كثيراً، هو انسان موهوب وسعيد ويحيط به عائلة وزوجة وأولاد محبون، وهو يعرف جيداً ماذا ينتظره في المستقبل، ولديه الكثير من الصفات، التي كان يتمتع بها والدي، وخصوصاً قدرته على الحوار، وقربه من الناس».

وبشأن مستقبل الملكية في بلادها، قالت مارغريت الثانية إنها على ثقة «بأن العائلة المالكة ستشق طريقها وتتطور على نحو طبيعي وتلقائي».

وكانت مارغريت الثانية الابنة الأولى لولي العهد الأمير فريدريك، والأميرة أنغريد، وعند ولادتها (16 نيسان 1940) لم يكن بمقدورها أن ترتقي العرش حيث كان الوصول إلى العرش مقتصراً على الرجال، طبقًا لقوانين الخلافة التي وضعت في خمسينيات القرن التاسع عشر، ولأنها لم يكن لها أشقاء، فقد كان متوقعًا أن يصبح عمُّها أرفبرينز كوند ملكًا، لكن شعبية الملك فريدريك التاسع، وابنته والدور المتزايد للنساء في المجتمع الدنماركي، أدت إلى تعديل الدستور عام 1953 بعد استفتاء شعبي، وأصبحت مارغريت بموجب القانون الجديد ولي العهد في الدنمارك، وبعد وفاة والدها في 14 كانون الثاني عام 1972صعدت إلى العرش تحت اسم مارغريت الثانية.

حافظت الملكة على رشاقتها وذوقها المميز، على رغم سنيها الواحدة والسبعين. فهي ما زالت تعشق الملابس المبهرجة والقبعات الغريبة. إلى ذلك، صممت الملكة أيضاً الأزياء والديكورات الخاصة بعروض ومسلسلات تلفزيونية عدة، لكنها تميزت خصوصاً في الرسم. فصممت رسوماً لكتب أدبية عدة، مثل النسخة المحدثة من كتاب «ذي لورد أوف ذي رينغز» عام 2002. وعرضت رسومها شبه التجريدية في متاحف وصالات مهمة في الدنمارك وخارجها.