واشنطن | برزت رسائل متبادلة بين واشنطن وطهران بشأن العديد من القضايا، في أعقاب تهديد الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز واغتيال العالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشن، فيما تحدثت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن رسائل مكثّفة للتعبير عن رفض الولايات المتحدة لأي هجوم عسكري إسرائيلي محتمل على إيران. وأفادت الصحيفة، في تقرير نُشر أول من أمس، بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير دفاع بلاده ليون بانيتا وغيرهما من كبار المسؤولين الأميركيين قد توجهوا أخيراً بسلسلة من الخطابات السريّة إلى القادة الإسرائيليين لتحذيرهم من العواقب الوخيمة للهجوم المحتمل، وإعلامهم بالموقف الأميركي المتمسك بمنح المزيد من الوقت للعقوبات المفروضة على طهران كي تؤتي ثمارها في امتناع إيران عن تصنيع السلاح النووي. لكن الصحيفة نقلت عن مسؤولين عسكريين أميركيين قولهم إن ثمة استعدادات لوجستية تقوم بها واشنطن في الخليج تحسباً لأي ردّ فعل إيراني على ضربة إسرائيلية محتملة.
وفي لندن، أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لصحيفة «صندي تلغراف» عن مخاوف من أن أفعال إيران في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم «قد تُشعل سباقاً للتسلح النووي في المنطقة». وبعد تصاعد المخاوف من ردّ إيراني على اغتيال العالم النووي، مصطفى روشن، لم تنتظر تل أبيب طويلاً حتى بادرت إلى النأي بنفسها عن العملية، وقال وزير الاستخبارات دان مريدور للإذاعة الإسرائيلية «لا أعرف شيئاً عن هذا الموضوع ولا أودّ مناقشته». كذلك لفت مريدور إلى أن إسرائيل «ليست القوة الوحيدة التي تسعى إلى الحيلولة دون اكتساب إيران خبرات تمكّنها من الحصول على قنبلة نووية»، مشيراً إلى أن الدول العربية أيضاً لها مصلحة في ذلك.
في موازاة ذلك، ورغم أن إسرائيل تمتنع عموماً عن نفي تقارير تنسب إلى الموساد تورطه في عمليات مختلفة، نفى مصدر رسمي «مطّلع جداً على النشاطات الاستخبارية»، حسبما ذكرت صحيفة «هآرتس»، التقارير التي تحدثت عن أن رجال الموساد انتحلوا شخصية الاستخبارات الأميركية في تجنيد عناصر من تنظيم «جند الله» السلفي المعادي للنظام الإيراني، وأنهم استخدموا جوازات سفر أميركية، ووصفها بـ«الهراء التام».
من ناحية أخرى (إرنا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإیرانیة رامین مهمانبرست أن بلاده تسلمت رسالة «تتضمن قضايا» من الولايات المتحدة بشأن مضیق هرمز، عن طریق كل من الرئیس العراقي جلال الطالباني ومندوبة أمیركا لدی الأمم المتحدة سوزان رايس والسفیر السویسري لدى طهران. وجاء هذا الخبر في أعقاب ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» عن أن الرئيس أوباما لا يزال راغباً في الإبقاء على قنوات الاتصال مع طهران، حسبما أفاد معاونوه. وفي وقت لاحق، أعلن التلفزيون الإيراني أن وزير الخارجية علي أكبر صالحي بعث برسالتين منفصلتين إلى الحكومتين الأميركية والبريطانية، احتجّ فيهما على «دعم» الدولتين للأعمال الارهابية، مشيراً إلى أن طهران لديها أدلة على تورّط واشنطن في حادثة اغتيال العالم النووي مصطفى روشن.
على خط آخر، حذر ممثّل إيران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك، محمد علي خطيبي، من أنه «إذا أعطت الدول النفطية في الخليج الضوء الأخضر للتعويض عن النفط الإيراني (المحظور بفعل العقوبات) وتعاونت مع الدول المغامرة (الغربية)، فستكون مسؤولة عن حوادث ستحصل، وبادرتها لن تكون ودّية».
إلا أن وزير النفط السعودي علي النعيمي أوضح أمس قائلاً: «نحن لم نقل أبداً إن السعودية تسعى إلى تعويض إنتاج إيران من النفط في حال جرى حظره، بل قلنا إننا مستعدون لتلبية الزيادة في طلب زبائننا من النفط، ونملك فائض قدرة إنتاجية قادراً على تلبية الزيادة في الطلب العالمي نتيجة أي ظرف».