أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في مقال نشرته صحيفة «زودويتشه» الألمانية أمس، أنه يريد «إعادة بناء العلاقات وتحسينها» مع دول أوروبا وأميركا الشمالية. الا أن واشنطن تحدثت عن وسائل لإعادة فرض العقوبات على ايران اذا ثبت قيامها بصنع قنابل بعد التوصل إلى اتفاق جنيف.
وقال روحاني: «نرغب في اعادة بناء وتحسين علاقاتنا مع دول أوروبا وأميركا الشمالية على أساس الاحترام المتبادل». وعبّر عن أمله في إقامة «علاقات دبلوماسية بناءة» مع الدول المجاورة لايران «والفاعلين الآخرين في المنطقة».
وحول البرنامج النووي الايراني، أكد روحاني أن بلاده مصممة على عدم السير «في طريق تطوير وانتاج قنبلة ذرية»، مضيفاً: «نحن مقتنعون بأن تطوير وإنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة النووية مخالفة لمبادئ الإسلام».
وفي الوقت نفسه، رأى روحاني أن «الضغوط والمضايقة والترهيب والعقوبات لا تؤدي إلا الى تسميم الملف النووي والقضاء على امكانية لتحقيق تقدم». وأُرجئت المفاوضات بين خبراء ايران وبلدان مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا) التي استؤنفت الخميس الماضي في جنيف للاتفاق على «خطة عمل» من أجل تطبيق الاتفاق المُبرم في 24 تشرين الثاني، بمناسبة عيد الميلاد.
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، أن المفاوضات التقنية بين ايران ومجموعة «5+1» على مستوى الخبراء ستُستأنف في جنيف بداية الاسبوع المقبل.
وكتب ظريف على صفحته في « فيسبوك» تقريراً عن أداء ايران الدبلوماسي في الأيام الماضية، مشيراً إلى تصديق الجمعية العامة للأمم المتحدة على اقتراح رئيس الجمهورية بجعل العالم خالياً من التطرف والعنف. وقال: «إن اهمية هذا الاقتراح والترحيب العالمي به، قد افشلا مخططاً واسعاً ضد ايران وايجاد اجواء للتخويف من ايران والاسلام والشيعة في العالم».
في هذه الأثناء، رأى رئيس الحكومة الإيطالية، إنريكو ليتا، أمس، انه يجب «المراهنة» على رغبة الاصلاح والانفتاح التي أبداها الرئيس روحاني والحفاظ على مطلب مراقبة برنامج طهران النووي.
وقال ليتا، خلال مؤتمره الصحافي لنهاية السنة، إن «جزءاً كبيراً من حالة عدم الاستقرار في السنوات الماضية» في منطقة الشرق الأوسط بأسرها «كان مرتبطاً بما حصل في ايران مع خيارات محمود احمدي نجاد» الرئيس الإيراني السابق.
وزارت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو، في نهاية الاسبوع طهران حيث التقت نظيرها الايراني محمد جواد ظريف والرئيس روحاني.
في المقابل، أعلنت مستشارة الأمن القومي الأميركي، سوزان رايس، انه سيكون لدى الولايات المتحدة وحلفائها وسائل لإعادة فرض العقوبات على ايران اذا ثبت قيامها بصنع قنابل بعد التوصل إلى اتفاق لتجميد برنامجها النووي.
ورفضت رايس في مقابلة في برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي اس» التلفزيونية فكرة انه بمجرد التخفيف سيكون من الصعب اعادة فرض العقوبات الاقتصادية على ايران.وقالت إن أي قرار لمجلس الامن الدولي يكفل اتفاقية نووية نهائية يمكن ان يتضمن وسائل لإعادة فرض العقوبات على ايران تلقائياً اذا خرقت الاتفاقية. ووقعت ايران وست دول كبرى اتفاقاً مؤقتاً يستمر ستة اشهر في جنيف في نوفمبر تشرين الثاني .
واضافت رايس: «لن نبني اتفاقية او نقبل اتفاقية لا نستطيع فيها التحقق بدقة مما يفعلونه. واذا ضبطوا فسنضمن اعادة فرض الضغوط عليهم».
وقالت إنه لم توضع اللمسات الأخيرة على آلية لمثل هذه «الوسائل التلقائية»، ولن يجري التوصل إلى أي اتفاق يتجاوز الترتيب الحالي قبل أشهر.
(رويترز، إرنا، مهر، أ ف ب)