حثّ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، الصين والقوى الأخرى في العالم على مواصلة الضغط على إيران، بينما استؤنفت في مدینة جنیف السویسریة أمس مفاوضات الخبراء بین إيران ومجموعة «5+1»، لبحث الالیات التنفیذیة لاتفاق جنیف الذي وقعته ايران مع القوى الدولية في 24 تشرين الثاني الماضي. وفيما بدأ المفاوضون اجتماعاتهم في جنيف بين إيران ومجموعة الدول الست التي تضم كلاً من الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة اضافة الى ألمانيا، أعلن البيت الأبيض أمس أن مشروع قانون لفرض عقوبات جديدة على إيران من شأنه أن يعطل الدبلوماسية الرامية لمنع طهران من صنع سلاح نووي. وأضاف أن العقوبات يمكن فرضها سريعاً إذا فشلت جهود التوصل إلى اتفاق. وقال «لا نعتقد أن الوقت الحالي مناسب لأن يفرض الكونغرس أي عقوبات إضافية جديدة. من المهم جداً الامتناع عن أي عمل قد يعطل فرصة الحل الدبلوماسي».
وحول المفاوضات النووية توقع كبير المفاوضين النوويين الايرانيين، عباس عراقجي، استمرار المفاوضات التخصصیة والتقنیة بین بلاده ومجموعة «1+5»، حتی بدایة الاسبوع المقبل، مشيراً الى أن هذه المحادثات ستتناول كیفیة تنفیذ اتفاق جنیف بشكل دقیق وصیاغة البروتوكول التنفیذي واتخاذ القرار حول موعد تنفیذ الخطوة الاولی للاتفاق.
في السياق، أعرب رئیس منظمة الطاقة الذریة الإیرانیة، علي أكبر صالحي، عن أمله بتطبیق اتفاق جنیف بشكل كامل، قائلاً «لو قام الطرف الغربي بانتهاك بنود اتفاق جنیف فنحن سنواصل طریقنا ولن نتخلی عن حقنا».
وأعلن رئيس منظمة الطاقة من مدينة قم الدينية، أن مفاعل آراك للمياه الثقيلة لن يُغلَق، مشيراً الى ان العلماء الايرانيين أقدموا على انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة بمقدار يسد حاجة مفاعل طهران البحثي للوقود لمدة أربع سنوات. وفي القدس المحتلة، قال الرئيس الاسرائيلي بعد لقائه وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، «يجب على العالم، الذي تشكل الصين لاعباً رئيسياً فيه، ان يساعد الشعب الايراني على إبعاد أنفسهم عن سياسات التهديدات والعداء لمنع حيازة قدرات نووية».
واضاف بيريز في تصريحات نقلها مكتبه «يجب علينا مواصلة الضغط الدبلوماسي وضمان بقاء نظام العقوبات فعالاً لإجبار ايران على الامتثال لعمليات التفتيش والقيود التي يطالب بها المجتمع الدولي». اما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي مؤتمره الصحافي السنوي في موسكو، فقد رأى أن انتقادات الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخيرة لطهران لا تعد تراجعاً عن المواقف الجماعية المتفق عليها في محادثات جنيف بين «السداسية» وإيران.
الا أنه أعرب عن اعتقاده بأن «التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي بشأن إيران تدل على أن الإدارة الأميركية تخضع للضغط من قوى سياسية داخلية مختلفة بما في ذلك في الكونغرس الذي يؤيد معظم أعضائه، موقف إسرائيل».
في المقابل، أبدى وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، حذره حيال امكانية استكمال المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني التي استؤنفت أمس على مستوى الخبراء في جنيف.
وقال فابيوس في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية «يجب ان ننفذ المرحلة الأولى بصدق»، مضيفاً: «قلقي الرئيسي هو المرحلة الثانية، فليس من المؤكد أن يوافق الإيرانيون على التخلي عن اي قدرة على امتلاك أسلحة (نووية) نهائياً، أو فقط تعليق برنامجهم النووي». في هذه الأثناء، تباحث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره التركي احمد داود أوغلو، في اسلام آباد، حول القضايا الاقليمية والدولية. وذلك على هامش اجتماع وزراء خارجية دول منظمة «دي 8». وفي أنقرة، بحث نائب وزير الخزينة الأميركي المكلف الارهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، في تطبيق العقوبات الاقتصادية على إيران.
من ناحية ثانية، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية، مرضية أفخم، عن أسفها لانتهاج الأمم المتحدة للألاعيب السياسية.
وقالت أفخم، في معرض ردها على قرار الجمعية العامة للامم المتحدة بشأن حقوق الانسان في ايران: «بالرغم من أن قرار العام الجاري تضمن إشارات مُختصرة حول التطورات الأخيرة في ايران ومن بينها انتخابات رئاسة الجمهورية في دورتها الحادية عشرة واجراءات حكومة التدبير والأمل، لكنه مليء بمسائل غير واقعية مصدرها من المواقع الالكترونية ووسائل الاعلام المرتبطة مع متبني القرار الغربيين والزمر الارهابية السيئة الصيت والعميلة».
الى ذلك، أعلن مساعد قائد سلاح الجو في الجيش الإيراني العميد الطيار، علي رضا برخور، أن مناورات «فدائيو الولاية» الرابعة ستنطلق اليوم في منطقة «الخليج الفارسي». وقال برخور، في مدينة بندر عباس (جنوب) ان المناورات ستُجرى على ثلاث مراحل وبمشاركة كافة القواعد التابعة لسلاح الجو.
(إرنا، أ ف ب، رويترز، مهر، فارس)