بدأت السلطة والمعارضة في أوكرانيا مفاوضات يسودها التوتر في الأسبوع الرابع من الاحتجاجات وعشية تظاهرات كبيرة جديدة. وقبل بدء المفاوضات، عرض الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش إصدار عفو عن المتظاهرين الذين أوقفوا خلال احتجاجات الأسابيع الأخيرة. من جهته، قال بطل العالم في الملاكمة وزعيم حزب أودار المعارض فيتالي كليتشكو، الذي جلس مقابل الرئيس الأوكراني، «أتوجه إلى الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وأحملكم المسؤولية الشخصية لما يجري في البلاد».
وأضاف، بينما كان الرئيس يسجل ملاحظات، «نعرف أن هناك خططاً لتسوية الوضع بالقوة. سيكون لذلك نتائج كارثية على البلاد، وعليكم شخصياً».
وكان فيتالي كليتشكو قد قال أمام الاف المتظاهرين مساء الاربعاء إن «على جميع الأوكرانيين النزول إلى ميدان الاستقلال في كييف للتعبير عن تطلعاتهم إلى العيش في بلد أوروبي حديث». وأضاف «نرى أنهم يحاولون تخويفنا، لكنهم سيفشلون».
وتقوم المعارضة بتحركاتها بعد تراجع الرئيس الأوكراني في أواخر تشرين الثاني عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، كان يجري الإعداد له طوال ثلاث سنوات، مقابل تعزيز العلاقات مع روسيا.
وتتهم المعارضة يانوكوفيتش بالسعي إلى «بيع» أوكرانيا إلى روسيا. وتؤكد أنه قد يبادر في 17 كانون الاول في أثناء زيارة إلى موسكو إلى الانضمام إلى اتحاد جمركي بين روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة.
ويلتقي وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الإثنين في بروكسل وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون لبحث المسألة الأوكرانية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد أول من أمس أن باب الاتحاد الجمركي مفتوح لأوكرانيا، وأن مشروع التكامل هذا أفضل لكييف، مشدداً على «أننا لا نفرض شيئاً على أحد، لكن إذا رغب أصدقاؤنا في ذلك فإننا مستعدون لمواصلة العمل معاً»، حول مشاركة أوكرانيا في الاتحاد الجمركي.
وستوقع أوكرانيا يوم الثلاثاء المقبل في موسكو، اتفاقيات بشأن تسوية معظم الخلافات التجارية مع روسيا. وقال رئيس الوزراء الأوكراني نيكولاي أزاروف، خلال لقائه صناعيين وزراعيين أوكرانيين أمس، «لكي نتجنب الانهيار الاقتصادي الممكن حدوثه من جراء تقلص حجم التبادل التجاري مع روسيا، يجب علينا أن نعيد التبادل إلى حجمه السابق». وأكد أن حكومته ستبذل كل ما بوسعها لتحقيق ذلك. وذكر أزاروف أن حجم التبادل التجاري بين أوكرانيا وروسيا بلغ نحو 55 مليار دولار في وقت سابق، مضيفاً أن الحكومة تعتزم النهوض بحجم التبادل التجاري مع روسيا بتنفيذ مشاريع كبيرة للتعاون المشترك بين روسيا وأوكرانيا في صناعة السفن والطائرات والسيارات وماكنات الطاقة، وهي مشاريع سيبحثها الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في غضون ذلك، وصف رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيدف، دعوة الأوروبيين المواطنين الأوكرانيين التوجه إلى الميادين، بأنها تدخل في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة، وذلك في التصريحات التي أدلى بها للصحافيين في موسكو. وقال ميدفيدف: «لا أستطيع وصف دعوة الأوروبيين وممثلي بعض الدول إلى المواطنين الأوكرانيين بالتوجه إلى التجمعات إلا تدخلاً في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة».
ومن جانب آخر علق نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف على التصريحات الأميركية حول أوكرانيا قائلاً «إن بعض التصريحات الصادرة من الأميركيين حول أوكرانيا تثير القلق، وأوضحنا ذلك للطرف الأميركي».
(أ ف ب، الأناضول)