في إطار الجهود الأميركية لتسهيل تطبيق اتفاق جنيف ــ 3 الذي يقضي برفع تدريجي للعقوبات عن إيران مقابل التزام الأخيرة إعطاء ضمانات حول سلمية برنامجها النووي، نحجت ادارة الرئيس باراك اوباما بالحصول على حليف مهم في محاولتها منع فرض عقوبات جديدة على طهران مع إعلان الرئيس الديموقراطي للجنة المصرفية التابعة لمجلس الشيوخ والمكلفة تقليدياً تحديد اي عقوبات جديدة ضد طهران والتصويت عليها، تيم جونسون تجميد محاولة في هذا الصدد. وأوضح جونسون خلال جلسة برلمانية أنه لا يؤيد التصويت على عقوبات جديدة مضيفاً إن «طلب الادارة فترة توقف دبلوماسية طلب معقول».
وأوضح جونسون أن «فرض سلسلة جديدة من العقوبات الأميركية اليوم يمكن أن يضعف وحدة التحالف الدولي ضد البرنامج النووي الإيراني»، ولفت إلى أنه«ينبغي الا نفعل شيئاً يمكن أن يأتي بنتيجة عكسية من شأنها اضعاف الوحدة الغربية في هذا الملف. علينا العمل بحيث اذا ما فشلت المفاوضات أن يكون هذا الفشل ناجماً عن خطأ من إيران». وشدد جونسون على عدم اعطاء ذريعة لإيران ولمجموعة 5+1 او لاي بلد اخر لالقاء مسؤولية اي فشل على الولايات المتحدة. وفي كل الحالات لن يجري اي تصويت في كانون الاول الحالي حيث إن جدول الاعمال مشحون بالفعل قبل اجازة اعياد الميلاد الاسبوع المقبل.
وفي اطار متصل، كشف مصدر في مجلس الشيوخ أن الرئيس الأميركي يملك بعض المرونة التي تمكنه من تأجيل فرض عقوبات جديدة كل 30 يوماً.
وأشار المصدر في حديث لوكالة «فرانس برس» إلى أن الرئيس الديموقراطي للجنة الشؤون الخارجية روبرت ميننديز والجمهوري مارك كيرك اللذين اعدا العقوبات الجديدة على إيران والمدعومين من عدد كبير من النواب الديموقراطيين والجمهوريين من بينهم السناتور جون ماكين، لم يكشفا حتى الآن مشروع القانون الذي اعداه لكنهما قد يفعلان ذلك هذا الاسبوع.
في سياق متصل، أعلنت وزارتا الخارجية والخزانة الأميركيتان في وقت سابق أمس أنها اضافت نحو عشر من الشركات والأفراد، على لائحتها السوداء للاشتباه في التفافهم على برنامج العقوبات الدولي ضد إيران.
وأوضح مساعد وزير الخزانة المسؤول عن مكافحة الارهاب، ديفيد كوهين، كما جاء في البيان، أن هذا الاتفاق «لا يتدخل ولن يتدخل في جهودنا الحثيثة الرامية إلى الكشف والوصول إلى جميع الذين يدعمون البرنامج النووي الإيراني، او الذين يسعون إلى الالتفاف على الاتفاق».
في المقابل، أعلن وزیر الخارجیة الإیراني محمد جواد ظريف أن مقاومة وصمود الشعب الإیراني هما ما ردعا أميركا عن مهاجمة إیران. وقال، بعد لقائه خطیب صلاة الجمعة في مدینة مشهد (شمال شرق)، «أنا أعلنت رداً علی سؤال لأحد الطلاب الذي كان یعتقد ان سبب عدم مهاجمة أميركا لإیران، یعود لعدم معرفتها بقدرات الأخيرة، اعلنت ان سبب عدم هجوم أميركا لیس عدد الدبابات او الصواریخ، بل مقاومة الشعب، وهذا هو عامل الردع».
من جهته، دعا القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء محمد علي جعفري، الرئيس حسن روحاني، والفريق النووي المفاوض، الى «صون دماء الشهداء والتمسك بمواصلة المفاوضات بنهج الصمود والمقاومة».
وقال جعفري «من الصحيح انه جرى السماح بالتفاوض على اساس المرونة البطولية المطروحة من قبل سماحة قائد الثورة (علي خامنئي) ولم يجرِ العدول لغاية الآن عن المبادئ، لكن عندما يكون من المقرر ان تعطي المفاوضات ثمارها، فانه ينبغي صون عزة الشعب الايراني».
وفي سياق آخر، أكد اللواء جعفري، أن «القدرات الصاروخية التي تمتلكها البلاد تُعدّ أحد الاجراءات الرادعة في مواجهة الأعداء»، معلناً تزويد الطائرات من دون طيار التي يمتلكها الحرس الثوري قنابل وصواريخ موجهة بالكامل.
(رويترز، إرنا، فارس، مهر، أ ف ب)