أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اجتماع موسع لوزارة الدفاع الروسية أول من أمس، أن موسكو تدعو دائماً إلى حل جميع القضايا الدولية والإقليمية بوسائل دبلوماسية بحتة، معتبراً في الوقت نفسه أنه: «يجب أن نقول مباشرة أن عامل الردع العسكري في الظروف الجيوسياسية الراهنة ما زال يلعب دوراً مهماً». وأشار في هذا السياق إلى الأوضاع الصعبة في عدد من مناطق العالم قائلاً: «تتواصل المواجهة العسكرية في بعض دول الشرق الأوسط، وإن الانسحاب المرتقب للقوات الدولية من أفغانستان عام 2014 قد يؤدي ليس إلى تعقيد الظروف في هذا البلد فحسب، بل أيضاً إلى ظهور «منطقة عدم استقرار» في دول آسيا الوسطى المجاورة». ورأى أن محاولات زعزعة أو تقويض التوازن الاستراتيجي في العالم لا تتوقف، موضحاً أنها مرتبطة، قبل كل شيء، بخطط توسيع المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ، بما فيها خطط توسيعها في الاتجاه الأوروبي. إلى ذلك، كشف بوتين أن الجيش الروسي سيزوّد العام القادم بـ40 صاروخاً حديثاً عابراً للقارات، و210 طائرات ومروحيات حديثة، وما يزيد على 250 آلية من المدرعات المختلفة. وستدخل غواصتا «ألكسندر نيفسكي» و«فلاديمير مونوماخ» الذريتان الحاملتان للصواريخ في حوزة سلاح البحرية الروسية. أما قوات الدفاع الجوي والفضائي فستزوّد بـ6 أقمار صناعية جديدة. في السياق، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في الاجتماع الموسع لقيادة القوات المسلحة الروسية، أن نسبة تزويد القوات المسلحة بالأسلحة والمعدات الحديثة ازدادت العام الجاري إلى حد كبير، حيث بلغت تلك النسبة في القوات النووية الاستراتيجية الروسية 45%، وفي القوات البرية 21%، وفي سلاح الجو 42%، وفي سلاح البحرية 52%، وفي قوات الدفاع الجوي والفضائي 62%.
من جهته، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري روغوزين، في كلمة ألقاها في مجلس الدوما الروسي أمس، أن روسيا ستستعمل قواتها النووية في حال مهاجمتها في ظروف محددة، وعلى أي معتد أن يدرك ذلك. ورأى أن القوات النووية تمثل العامل الرئيسي للردع ومنع الاستفزازات ضد روسيا والاعتداءات عليها، مؤكداً أن موسكو لم تقلل أبداً من أهمية السلاح النووي. وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي أن صندوق البحوث الواعدة سيعمل على وضع خطة عسكرية للرد على استراتيجية الضربة العالمية الخاطفة، وهي الاستراتيجية الرئيسية التي تخطط لها الولايات المتحدة.
الى ذلك، أكد رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف أن حزمة الطاقة الثالثة تثير توتراً متزايداً بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وكذلك بين الدول الأعضاء في الاتحاد.
وأشار مدفيديف، في ختام مباحثاته مع رئيسة حكومة سلوفينيا ألينكا براتوشيك، إلى أن «روسيا طالبت الشركاء الأوروبيين مرات عديدة بإعادة النظر في ما يتعلق بالتوازن القانوني والاقتصادي لمبادئ حزمة الطاقة الثالثة».
(الأخبار)