القاهرة | لم ينجح خبراء مياه دول حوض النيل (مصر والسودان وإثيوبيا)، أمس، خلال اجتماعهم في الخرطوم، في التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف حول سد النهضة الذي تشيّده إثيبويا ويثر حفيظة مصر، وكيفية تنفيذ توصيات اللجنة الدولية بشأنه، وتقليل آثاره السلبية على الأمن المائي المصري. ووصف الوفد المصري المفاوضات بـ«المعقدة»، معلناً انتظار رأي الوزراء المقرر اجتماعهم اليوم، للنظر في ما طرحته إثيوبيا من تطمينات تقلل مخاوف الجانب المصري من آثار السد السلبية على مصر التي اعتبرت التطمينات «غير كافية».
وقالت مصادر مصرية دبلوماسية وفنية، شاركت في المفاوضات، إنه خلال التحضير للمفاوضات الشهر الماضي، لم تتلقّ القاهرة أي إشارات تفيد بموافقة الجانب الإثيوبي على المقترحات المصرية بوجود خبراء أجانب في الآلية الجديدة لضمان تنفيذ توصيات اللجنة الثلاثية الدولية، ولكن ذلك الشهر شهد تقارباً بين الجانبين الإثيوبي والسوداني.
وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم كشف هويتها، أن تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير الأخيرة عن تأييد بلاده الرسمي لإنشاء سد النهضة خلال افتتاح خط كهرباء بين السودان وإثيوبيا، قد تعقّد الوصول إلى اتفاق مع مصر، معتبرةً أن هذه التصريحات لم تضع أي اعتبار لآثار السد السلبية على الأمن المائي السوداني والمصري.
وأكدت المصادر أن هذه التصريحات سيكون لها تأثير سلبي على جو الثقة والتفاهم في المفاوضات الفنية والتي يجب أن تصعد إلى المستوى السياسي والرئاسي، بعدما صعدها السودان إلى هذا المستوى.
وحول توقعات نتائج الاجتماعات، قالت المصادر إنه حتى الآن «لا تزال المناقشات مستمرة بين الخبراء الفنيين، ولم تتضح بعد أي مواقف نهائية للدول المشاركة، لكن الجانب المصري متمسك بموقفه، وإن كان وحيداً، لكنه يُعبّر عن مخاوف وحقوق مشروعة ومستندة إلى قواعد القانون الدولي».
واعتبرت المصادر أنه «إن كان هناك مفاجآت خلال الاجتماع الجاري، فستكون موافقة الجانبين الإثيوبي والسوداني على وجود خبراء أجانب، وهو لا يعني حل المشكلة، لكننا سندخل في مرحلة جديدة من التفاوض بمشاركة الخبراء الأجانب»، مشيرةً إلى ضرورة أن تكون القرارات الصادرة عن هذه الآلية إلزامية للجانب الإثيوبي.
من جانبه، أكد مصدر إثيوبي يشارك في الاجتماعات أن «إثيوبيا تحاول تقديم جميع الأدلة على حسن نيتها وترفض التصادم مع الجانب المصري»، موضحاً أن «هناك ملامح إيجابية ستظهر خلال الاجتماع الحالي، ولكن هذا لا يعني تراجعنا عن إنشاء سد النهضة الذي أصبح مشروعاً قومياً لجميع الإثيوبيين».
ورأى المصدر أن «إخواننا في مصر يعلمون مدى النتائج الإيجابية للسد لهم وللسودان».