على رأس وفد ضخم يتألف من أكثر من مئة رجل وسيّدة أعمال ومسؤولي أكبر الشركات البريطانية على أنواعها (نفطية، سياحية، صناعية، ثقافية، رياضية، هندسية، أكاديمية، اتصالات...) وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى الصين أول من أمس. هدف الزيارة المعلن والصريح «تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين» ومدّة الزيارة ثلاثة أيام، سيلتقي خلالها أعضاء الوفد بمسؤولين صينيين وبـ«نظرائهم» التجّار وأصحاب الأعمال.
«أريد أن تلعب المملكة المتحدة دوراً مهما في توسّع الصين» قال كاميرون بعد لقائه برئيس بلدية شنغهاي يانغ شيونغ أمس، في جلسة حضرها أعضاء من الطرفين. كما ألقى كاميرون كلمة أمام طلاب في جامعة جياو تونغ في شنغهاي، ركّز فيها على إيجابيات التعاون الاقتصادي بين عملاقين تجاريين كبريطانيا والصين.
وأثارت مساعي كاميرون لإبرام اتفاقيات تجارة حرة بين الاتحاد الأوروبي والصين قلق المفوضية الأوروبية المعروف أنها تعارض مثل هذه الخطوة على أساس انها تخاطر بإغراق الاتحاد الاوروبي بواردات صينية رخيصة.
وانتقد البعض كاميرون لأنه «يولي التجارة أهمية أكبر من حقوق الانسان. وخلال هذه الرحلة يريده نشطاء أن يثير مسألة ما يصفونه بانتهاكات حقوق الانسان في التيبت مثلاً».
واجتمع كاميرون في اليوم الأول من زيارته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس وزرائه لي كه تشيانغ في بكين. ومن المقرر أن يصل اليوم إلى تشينغدو في إقليم سيشوان في جنوب غرب البلاد بعد زيارته لشنغهاي.
نداء صاحبة ثاني أضخم اقتصاد في العالم، لبّته فرنسا سريعاً أيضاً، إذ سيتوجّه رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت الى الصين غداً في زيارة رسمية تستمر أربعة أيام وتهدف الى «تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين».
وسيرافق رئيس الوزراء الفرنسي وفد كبير يضمّ حوالى مئة شخص بينهم عدد كبير من الوزراء (الانعاش الانتاجي والبيئة والتجارة والتصنيع الزراعي)، ورئيس شركة كهرباء فرنسا هنري بروغليو وغيرهم...
وتأمل فرنسا أن تعيد التوازن الى المبادلات مع بكين والتي شهدت عجزاً بلغ 27 مليار يورو. علماً أن الاستثمارات الصينية في فرنسا تتزايد، وتقول باريس إن 500 ألف شخص يعملون في 1500 شركة فرنسية في الصين، في مقابل 200 شركة صينية في فرنسا يعمل فيها تسعة آلاف شخص.
ومن المفترض أن يشدد رئيس الوزراء الفرنسي خلال زيارته على التعاون الثنائي في المجال النووي المدني عبر بناء مفاعلين في تايشان بجنوب الصين. وفي مجال التصنيع الزراعي، ترغب فرنسا في تطوير صادراتها من منتجات اللحوم الى الصين، ومشتقات الحليب لاسيما المخصصة للاطفال.
كما تأمل باريس التوصل الى إنهاء التوترات الناجمة عن التحقيق الصيني حول إغراق السوق بالمشروبات الروحية الاوروبية. وكانت الصين قد فتحت تحقيقاً في حزيران الماضي بعد قرار المفوضية الأوروبية فرض رسوم مؤقتة على الإعلانات الضوئية الصينية.
وبعد زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى الصين في نيسان الماضي، من المنتظر أن يقوم الرئيس الصيني بزيارة الى باريس في الربيع المقبل، في مناسبة الذكرى الخمسين لاقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين في 27 كانون الثاني 1964. وقالت رئاسة الوزراء الفرنسية «نحاول أن نجعل من 2014 سنة فرنسية ــ صينية يستفيد منها العدد الاكبر من الناس»، مشيرة الى أن البلدين يطمحان الى زيادة عدد الطلاب الصينيين في فرنسا من 35 الفا في الوقت الراهن الى 50 الفا وزيادة عدد الطلاب الفرنسيين في الصين من 7500 في الوقت الراهن الى 10 آلاف.
(الأخبار، أ ف ب)