يبدو أن عجلة الانفتاح الإيراني على دول الخليج العربية تسير بوتيرة متسارعة؛ فغداة لقاء بين وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، أكد الأول أن «الخلاف في وجهات النظر بين دول المنطقة لا ينبغي ان يؤدي الى التغافل عن المشتركات»، فيما يتابع جولته الخليجية لتشمل الإمارات، بعد تأكيد طهران أمس أنها ستلبي الدعوة الموجهة اليها من البحرين لحضور منتدى حوار المنامة. ويزور وزير الخارجية الايراني الامارات التي تتنازع مع ايران على ثلاث جزر تقع عند مدخل الخليج، حسبما أفاد أمس على صفحته على موقع «فايسبوك».
وكتب ظريف أنه «اثر زيارة وزير الخارجية الإماراتي (عبدالله بن زايد)، الاسبوع الماضي (الى طهران) سأتوجه الى الامارات غداً (اليوم) للقاء مسؤولين كبار في دبي وابو ظبي».
وأضاف ظريف أنه «مستعد لمفاوضات ما إن تكون السعودية مستعدة»، معتبراً ان تلك المباحثات ستكون «مفيدة لبلدينا والمنطقة والعالم الاسلامي».
أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، فأوضحت من ناحيتها أن الزيارة الى السعودية التي تلعب دوراً قيادياً بين دول الخليج «مطروحة على جدول أعمال» الوزير الايراني، مشيرة الى ان هذه الزيارة ستتم في «الوقت المناسب» وأنها تحتاج الى بعض التمهيدات.
وخلال مؤتمر صحافي أسبوعي في طهران، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، مرضية أفخم، أن جولة وزير الخارجية الايراني الإقليمية تأتي في إطار ارساء الامن والسلام، متمنية «فتح صفحة جديدة من العلاقات مع الكويت وقطر وسلطنة عمان».
وأكدت في الوقت نفسه أن ظريف سيزور الإمارات اليوم، وأن هناك زيارة مرتقبة للرئيس الاسبق هاشمي رفسنجاني الى السعودية، لكن لم يتم تحديد موعدها بعد.
وقالت أفخم إن طهران تسلمت دعوة للمشاركة في منتدى حوار المنامة، التي توترت العلاقات معها منذ سنوات بسبب قمع السلطات البحرينية للحراك الشعبي، مؤكدة أن ايران ستلبي هذه الدعوة وسيحضر هذا الاجتماع مستشار في الخارجية الايرانية. وكانت مصادر دبلوماسية مطلعة في المنامة، قد أكدت أن وزير الخارجية الإيراني لن يشارك في منتدى حوار المنامة الذي تنظمه المؤسسة الدولية للأبحاث الاستراتيجية المقرر عقده في الفترة من 6 إلى 8 كانون الأول الحالي.
من جهة أخرى، انتقدت ايران أمس الاتفاق الأمني الذي يجري التفاوض بشأنه بين أفغانستان والولايات المتحدة، معتبرة انه لا يخدم «على المدى البعيد مصالح الشعب والحكومة الافغانيين».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية «نعتقد ان ذلك سيؤثر تأثيراً سلبياً على التطورات الاقليمية ونأمل ان يكون القرار النهائي منسجماً مع مصالح الامة الافغانية على المدى البعيد».
في هذه الأثناء، يتوجه رئیس مجلس الشوری الاسلامي (البرلمان) علي لاریجاني، اليوم الی سلطنة عمان علی رأس وفد برلماني كبیر تلبیة لدعوة من نظیره العماني خالد بن حلال بن نصار المعولي.
وسیلتقي لاریجاني خلال هذه الزیارة، التي تستمر ثلاثة أیام، سلطان عمان قابوس بن سعيد، ونظيره العماني.
على الصعيد النووي، يجتمع خبراء إيران والدول الست التي تضم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية إن «المحادثات على مستوى الخبراء بين ايران ومجموعة 5+1 ستجرى في فيينا في 9 و 10 كانون الاول لوضع خطة عمل مشتركة».
وأضافت إن «مديرين وخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيشاركون في الاجتماع بصفة مراقبين لأن الوكالة تتحمل مسؤولية الاشراف على تطبيق الاتفاق» حول البرنامج النووي الايراني.
(مهر، إرنا، الأناضول، أ ف ب، رويترز)