فيما تسير عجلة المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة الدول الست الكبرى بسرعة غير مسبوقة لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني، تبدو اسرائيل والسعودية المتضررتان من أي اتفاق بين الولايات المتحدة والنظام الاسلامي في حالة من الهستيريا، إذ ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي (الموساد) يتعاون مع مسؤولين سعوديين في وضع خطة طارئة لتوجيه ضربة محتملة الى إيران إذا لم تتمكن المفاوضات في جنيف من وقف هذا البرنامج المثير للجدل.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي أن الحكومتين الإسرائيلية والسعودية مقتنعتان بأن المفاوضات النووية، التي تُستأنف بعد غد في جنيف، لن تساعد كثيراً على إبطاء تصميم الرؤوس الحربية النووية.
وقال الدبلوماسي إن «الخيار العسكري سيعود إلى جدول الأعمال فور التوقيع على اتفاق جنيف»، بينما أكدت الصحيفة أن الرياض وافقت على السماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي في حال نوجيه ضربة الى إيران.
وقبل يومين من اجتماع ممثلي ايران ومجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) في جنيف للمرة الثالثة خلال شهر تقريباً، قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي يترأس فريق المفاوضين الايرانيين، إن «المفاوضات المقبلة ستكون صعبة»، مذّكراً بأنه «لن يجري التوصل الى اي اتفاق في حال عدم احترام حقوق الأمة الايرانية» في المجال النووي وتخصيب اليورانيوم.
من جهته، كرّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، القول ان «تخصيب اليورانيوم يمثل جزءاً لا يتجزأ من حقوق ايران بموجب معاهدة حظر انتشار» الأسلحة النووية. أما مساعد وزير الخارجية في شؤون أوروبا واميركا عضو الفريق الإيراني المفاوض مجيد تخت روانجي، فوصف اجتماع جنيف المقبل «بمثابة اختبار للطرف المقابل».
من ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن احتمالات التوصل الى اتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني كبيرة، مع الاتفاق بالفعل على النقاط الكبرى، وان كل ما يبقى هو وضع ذلك في وثيقة.
وعبر لافروف في مقابلة تلفزيوينة عن تفاؤله ازاء المحادثات التي أجريت في الآونة الاخيرة، قائلاً «انطباعنا المشترك هو ان هناك فرصة جيدة جداً الآن يجب عدم تفويتها. المحادثات مع وزير الخارجية الايراني اكدت انه للمرة الاولى في عدة سنوات تبدي القوى الست وطهران استعداداً ليس فقط لعرض مواقفهم التي لا تتلاقى في أغلب الحالات، بل أيضاً لايجاد فرص لتسوية».
وأضاف لافروف «ليست هناك اي اختلافات كبرى الآن بشأن القضايا التي تتطلب حلولاً عملية. الان الامر كله يتعلق بوضع هذا التفاهم الذي حققناه على الورق بطريقة صحيحة وبلغة دبلوماسية..لذلك لدينا بالفعل وثيقة مشتركة لم تفرض على احد من الخارج».
وكان مسؤول أميركي قد ذكر الجمعة أن «5+1» تقترب من إبرام اتفاق مبدئي مع إيران للحد من برنامجها النووي.
من جهة ثانية، وبعد رفض ثلاثة مرشحين لمنصب وزير الشباب والرياضة، وافق البرلمان الايراني على المرشح محمود كودرزي بـ 199 صوتاً من اصل 267. وكودرزي الذي له خبرة طويلة في مجال الرياضة يتولى حالياً رئاسة كلية التربية البدنية والعلوم الرياضية في جامعة طهران. ودعا الرئيس روحاني النواب الى الموافقة على تعيين كودارزي لاثبات «وحدة البلاد» امام الاسرة الدولية، فيما استؤنفت المفاوضات النووية منذ توليه مهماته مطلع آب.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن روحاني قوله «لن تعرف الحكومة النجاح في سياستها الخارجية الا اذا رأى الأجانب وحدتنا»، مشدداً على ضرورة «التعاون على نحو أكبر» بين البرلمان والحكومة بسبب «ظروف البلاد والمجتمع والمنطقة».
ورفض النواب أول ثلاثة مرشحين لقلة خبرتهم ولأنهم مقربون من الإصلاحيين او متهمون بالمشاركة في حركة الاحتجاج ضد اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد في 2009.
الى ذلك، وبرعاية وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، سيجري اليوم ازاحة الستار عن أحدث طائرة مسيرة من دون طيار جرى تصنيعها في منظمة الصناعات الجوية التابعة لوزارة الدفاع في ايران.
وأُطلقت تسمية «فطرس» على هذه الطائرة الجديدة، التي تعد اكبر طائرة استراتيجية من دون طيار يجري التحكم فيها عن بعد وتمتلك مزايا خاصة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، مهر)