قد يطلق سراح رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشنكو في ما يشبه الصفقة بين الحكومة الأوكرانية والاتحاد الأوروبي. تلك المرأة المثيرة للجدل قد تكون قريباً في طريقها إلى ألمانيا لتلقي العلاج لمرض الديسك الذي تعانيه. قرارٌ لم يكن متوقعاً أن يصدر عن رئيس الجمهورية الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي يعتبر من ألد أعداء تيموشنكو السياسيين.
«لا شيء بدون مقابل» هو الشعار الذي رفعه الاتحاد الأوروبي في دعوته للإفراج عن تيموشنكو التي اعتقلت في العام 2011 على خلفية إدانتها بتهمة استغلال السلطة. إن كانت أوكرانيا ترغب بتوقيع اتفاقية تعاون سياسي ــ اقتصادي مع الاتحاد الأوروبي فعليها تنفيذ هذا الشرط. يراهن ممثلو الاتحاد على لهفة الأوكرانيين للانضمام إلى اتحادهم، فاتفاقية التعاون هذه بمثابة مقدمة لدخول أوكرانيا للإتحاد الأوروبي، لذلك فمن غير الممكن أن يفوت يانوكوفيتش فرصةً مماثلة قد تشكل منعطفاً مهماً في تاريخ البلاد.
و كان يانوكوفيتش قد رفض في شهر نيسان الماضي طلب العفو عن تيموشنكو مبرراً بالتحقيقات التي ما زالت جارية في قضيتين موجهتين ضدها، الأولى تتعلق بالغش والتهرب الضريبي والثانية باتهامها بالوقوف وراء التخطيط لقتل عضو البرلمان الأوكراني يفين شيربان.
و يرفض الأوروبيين اعتقال رئيسة الوزراء السابقة واصفين الخطوة بــ«العدالة الانتقائية» و ذات الدوافع السياسية، و لكنهم لم يقوموا بأي إجراءٍ من شأنه أن يصعب من دخول أوكرانيا للإتحاد الأوروبي، كون خطوة كتلك قد تدفع بالبلد السوفياتي السابق للعودة إلى الفضاء الروسي التي كانت قد ابتعدت عنه في السنوات الماضية. و يصف مناصري تيموشنكو في أوكرانيا اعتقالها بالمؤامرة التي يديرها رئيس البلاد من أجل إبعادها عن الانتخابات البرلمانية التي أقيمت في العام المنصرم والانتخابات الرئاسية في العام 2015 خوفاً من المنافسة التي قد تطيح باماله في الفوز بولاية ثانية. و الجدير بالذكر هو أنها تحظى بشعبية جارفة قد تجعل خوف يانوكوفيتش من منافستها في الإنتخابات الرئاسية المقبلة مبرراً. و تقضي يوليا تيموشنكو صاحبة تصفيفة الشعر الشهيرة عقوبة سجن لمدة 7 سنوات. وهي من أهم القادة السياسيين في أوكرانيا، كما تعتبر من مهندسي الثورة البرتقالية التي بدأت في العام 2004. و قد شغلت منصب رئاسة الوزراء في مناسبتين: من 24 كانون الأول 2005 حتى 8 أيلول 2005 و من 18 كانون الأول 2007 حتى 4 اذار 2010.
هي صفقة سياسية بامتياز التي أعادت لتيموشنكو حريتها، صفقةٌ خرج الجميع منها رابحاً إلا روسيا التي بات عليها تحمل خسارة دولة أخرى من الدول السوفياتية السابقة.