رفضت السعودية أمس تسلّم مقعد غير دائم في مجلس الأمن، معللة ذلك بأسباب سياسية. هي المملكة نفسها التي سبق أن جاهدت للحصول على هذا المقعد قبل 15 عاماً، وحتى قيل إنها حاولت قبل أربع سنوات شراء مقعد لبنان.
الأسباب المعلنة كانت عبارة عن احتجاج «لعدم إصلاح مجلس الأمن الدولي الذي لا يتحمل مسؤولياته. فهو عجز عن حل القضية الفلسطينية لمدة 65 عاماً، ولم يفرض تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة منزوعة من أسلحة الدمار الشامل، ولم يتحرك لإنقاذ الشعب السوري من البطش والقتل واستخدام السلاح الكيميائي ضده»، كما ورد في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية عن المراجع الحكومية المعنية.
ما خفي كان أعظم. حال من الاضطراب في الموقف يعكس انقساماً داخلياً وضياع مركز القرار في الرياض التي شاخت إلى حدّ بات الغربيون، ويتقدمهم جيفري فيلتمان، يمعنون في التحدث بصورة سلبية عن تلك المملكة «الخرفة» التي تتعامل مع الملفات الدولية بعقلية البدو. شخصنة مفرطة لأزمات المنطقة، وردود فعل انفعالية، أبرز مؤشر عليها ما فعله سعود الفيصل خلال الاجتماعات الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومع ذلك، ما لم تقله الرياض عن السبب الفعلي لقرارها في شأن عضوية مجلس الأمن، أعلنته فرنسا على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة جيرار آرو. قال، قبيل دخول قاعة مجلس الأمن أمس: «إننا ندرك إحباط السعودية من واقع أن مجلس الأمن الدولي لم يكن قادراً على العمل لمدة تتجاوز عامين. لم يتح للمجلس العمل بفعل استخدام متكرر للفيتو من قبل دولتين. نتفهم الإحباط الذي يمثل إحباط جانب كبير من المجتمع الدولي».
واقع الأمر أن مجلس الأمن الدولي، ولأول مرة منذ أكثر من عشرة أعوام، يبدو متناغماً مع أعضائه ومع الأمين العام، واتخذ القرار 2118 بالإجماع بشأن نزع السلاح الكيميائي السوري، وأتبعه ببيان رئاسي بعد ذلك بيومين يدعو إلى فتح المعابر ووقف القتال لإيصال المساعدات إلى المدنيين السوريين حتى عبر الحدود. وأكد في البيانات والقرارات المتعددة أن لا حل في سوريا غير الحل السياسي. آرو قال: «المطلوب هو رحيل الرئيس السوري بشار الأسد... وجوهر الأزمة هو الحرب الأهلية التي يشنها الأسد على شعبه». تجاهل الديبلوماسي الفرنسي، أو أنه لم يأخذ على محمل الجد، السببين السعوديين الآخرين.
ليست السعودية وحدها من يشعر بتضاؤل دوره السياسي جراء حرب سوريا، بل الفرنسيون أيضاً، الذين اعتقدوا للحظة من اللحظات أن السعودية ستكون عوناً سياسياً لهم في المجلس بعد أن شكّلت عوناً اقتصادياً على مدى عقود.
رؤوس متعددة
والمستغرب في خطوة التراجع السعودية أن الرياض، التي لم يعد يعرف أي رأس يقرر فيها، كانت تعلم واقع مجلس الأمن قبل عقد الجمعية العامة أول من أمس في جلسة التصويت التي نالت منها 167 صوتاً، وتم اختيارها بين خمس دول أعضاء غير دائمين لاحتلال مقعد لمدة عامين. وهو مقعد عربي متعارف عليه، تارة يكون من آسيا، وتارة أخرى من شمال أفريقيا. فما عدا مما بدا أن تغير رأيها خلال ساعات معدودة؟
ربما كان ينبغي العودة قليلاً إلى ما جرى في الأسابيع الأخيرة. تزامن انعقاد الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في الثلث الأخير من أيلول الماضي مع توافق روسي ـ أميركي على مستقبل الوضع في سوريا وما بعد سوريا. صحيح أن ما حصل بعده اقتصر على الشكليات. اتصال هاتفي أجراه باراك أوباما واستجاب له حسن روحاني. لكنها شكليات تحمل الكثير من الدلالات. لعل أولها إدراك واشنطن أن الدول التي تسير في فلكها في الشرق الأوسط لم تعد تملك القدرة على حسم النزاعات لمصلحتها بضربة، أو حتى بضربات، قاضية. بات واضحا أن السعودية تستطيع استخدام أدواتها في تفجير سيارات مفخخة، وممارسة الإرهاب بشتى أنواعه، وتجنيد المقاتلين وتمويلهم وإرسالهم إلى العراق وسوريا، لكنها لا تستطيع كسب الحرب. باتت واشنطن مقتنعة، على ما ظهر، بأن أعداءها في المنطقة يمتلكون ما يكفي من قوة الردع لشل حركتها وإجهاض مخططاتها، فيما هي تحت ضغط وضع اقتصادي متآكل، وميداني يجري بعكس ما تشتهي سفنها. تحتاج إلى الانسحاب من أفغانستان، ومن دون مساعدة روسيا وإيران لا يمكنها نقل معداتها وجنودها من تلك الدولة عبر الأراضي الباكستانية كما فعلت عند دخولها. أيضاً هي تخشى من أن تؤدي سياسة الإخوان المسلمين، باستخدام الإرهاب استراتيجية، إلى خسارة منعة واستقرار دول أخرى مهمة لها، كالأردن وتركيا ولبنان وكردستان، وتهدد بإغراقها في حروب وأزمات على غرار ما يجري في سوريا والعراق. ولا تستطيع في الوقت نفسه تحمل التبعات الديموغرافية والإرهابية التي ستتمخض عن تلك الحالة... إلى ما هناك من ملفات تحتاج إلى حلول في منطقة بلغت درجة الاحتقان فيها حداً كادت تودي بها إلى حرب شاملة.
قرأ المسؤولون السعوديون ما يجري جيدا. ربما لم تتوافر لهم المقدرة على استيعاب كل المتغيرات وتحليلها، بل حتى مجرد إدراكها. لكنهم بلا شك شعروا، بفطرتهم، بأنهم باتوا خارج اللعبة. انتقلوا من القلب إلى الأطراف. باتوا في الخلفية، يؤدون الأدوار الثانوية. يقفون على هامش حركة التاريخ.
الخطر من الشمال
كانت السعودية قد حددت المخاطر التي تتهدد مملكة آل سعود عام 2002، بعد أشهر من 11 أيلول 2001، في دراسة قدمها الأمير نايف بن أحمد آل سعود، العقيد في سلاح الطيران السعودي. قال إن المخاطر تأتي من الشمال. وجاء في دراسته التي نشرت في الولايات المتحدة: «بنظرة إلى الخليج الفارسي في العقود الماضية، يتضح أن مصدر الخطر هما دولتان، إيران والعراق».
وشرح نايف بن أحمد قائلاً إن الخطر هذا نابع من أن الدولتين يمكن أن تشكّلا منافساً للسعودية على النفوذ في المنطقة. وبالطبع، يصبح الخطر بنظر السعودية مضاعفاً إذا جاء من اجتماع إيران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان في استراتيجية موحدة.
لم يأت المفكر العسكري الاستراتيجي السعودي في دراسته المعمقة على ذكر إسرائيل. ولم يتحدث في كلمة واحدة عن فلسطين. فهي ليست في حسابات السعودية. بل إن الوثائق البريطانية كشفت بشكل قاطع تنازل مؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود عن فلسطين لممثل بريطانيا كوكس بيرسي «للمساكين اليهود أو غيرهم كما تراه حكومة بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى قيام الساعة». وشددت الدراسة على أهمية تعزيز قوة المملكة العسكرية؛ لأن القواعد العسكرية الأميركية تتعارض مع الإجماع الشعبي السعودي. كل ذلك تبدل بعد حرب سوريا.
حضر سعود الفيصل إلى نيويورك الشهر الماضي، ووجد أن الأميركيين منشغلون عنه بوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، قبل حضور الرئيس المنتخب حسن روحاني. تفادى وزير خارجية السعودية في نيويورك، ولأول مرة في تاريخ الجمعيات العامة، الاحتكاك بوسائل الإعلام. كانت لقاءاته الغربية محدودة للغاية. لم يدل بأي تصريح. لا بل إنه بدا مرتبكاً ومتخبّطاً في حركته منذ اللحظة الأولى لدخوله مبنى الجمعية العامة، حيث اضطر مرافقه إلى أن يسنده ويمنع سقوطه. ورحل عن نيويورك حتى من دون أن يلقي كلمته أمام الجمعية العامة. ولم يطلب حتى من مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة إلقاءها بالنيابة. كان الأمر أكثر من كبر في السن ورعشة في الجسد.
سقى الله أيام النفط
السعودية تواجه أزمة لم تعرف مثيلاً لها حتى في 11 أيلول حين كان ينظر إليها في واشنطن على أنها مصدر الشر الإرهابي الأول في العالم. هو العالم نفسه الذي عانى ما عاناه في مثل هذه الأيام قبل 40 عاماً، يوم لوحت السعودية بسلاح النفط. اليوم، لجأت الولايات المتحدة إلى الانكفاء إلى إجراءات اقتصادية سالبة لتخفيف اعتمادها على نفط الشرق الأوسط. انتقلت من دولة مستوردة صافية للنفط إلى دولة مصدرة مستفيدة من مخزون ضخم من النفط الصخري. لم يعد هناك حاجة للقتال من أجل النفط. ومركز المصالح الأميركية هو حوض المحيط الهادئ. والكل يريد بيع نفطه.
شعر الفيصل بأن التحالف الأميركي ـ السعودي في خطر، وأدرك أن السيد لا يشاور عادة تابعه بمصيره في نهاية المشوار. صحيح أن الصحف الإسرائيلية تحدثت عن لقاءات خليجية كبرى جرت في نيويورك، لكن لا إسرائيل ولا السعودية معها يمكن أن تنجح حيث فشلت الولايات المتحدة. في الأمم المتحدة البحث جارٍ عن بديل للتمثيل السعودي.
«خرف سياسي»
الهند تترأس المجموعة الآسيوية التي تزكي عادة الدولة العربية. وحتى فجر اليوم، لم يكن قد تحدد اسم الدولة المرشحة بعد السعودية للمقعد. البعض قال إن الإمارات هي الأقرب في التسلسل الأبجدي بين الدول العربية الآسيوية. وبعدما يرسو الترشيح على الدولة المختارة، لا بد من عقد جلسة تصويت أخرى بعد خوض حملة انتخابية مكثفة. كل هذا يمكن تأمينه خلال 24 ساعة إذا تحقق إجماع.
في هذا الوقت، كاد الذهول يصيب الجميع. السعودية كشفت بخطوتها «خرفاً سياسياً» أزعج الأصدقاء قبل الأعداء.
بان لم يتبلّغ الرفض
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، أن السعودية لم تبلّغ الأمم المتحدة بعد بشكل رسمي رفضها تسلم مقعدها في مجلس الأمن.
وقال، في تصريح صحافي من نيويورك، إن الاستبدال المحتمل للسعودية في مجلس الأمن «قرار يعود إلى الدول الأعضاء»، إلا أن الأمم المتحدة «لم تتلق بعد بلاغاً رسمياً بهذا الشأن».
إلى ذلك، انتقدت روسيا أمس قرار السعودية رفض دخول مجلس الأمن الدولي، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «إن حجج المملكة تثير الحيرة. إن المآخذ على مجلس الأمن في إطار الأزمة السورية تبدو غريبة جداً».
وأضاف البيان أن السعودية «بقرارها أخرجت نفسها من الجهود المشتركة في إطار مجلس الأمن للحفاظ على السلام والأمن الدوليين».
(أ ف ب)
15 تعليق
التعليقات
-
متى تعود عقارات بيروت الى اصحابها بعد غزوة سوليدروهل تعود الغنائم التي استباحوها في لبنان اقله جزئياً الى خزينة الجمهورية اللبنانية وليحرنوا سعد وفؤاد وأوليائهم ومواليهم هذا هو السوأل مش غلط اللبنانين يرجعوا يضحكوا من جديد ونسكت ونشوف ولا نرد ولا نعلق لما يبكوا عالتلفزيونات بس هاالمرة بجد.
-
لماذا رفضت الرياض مجلس الامن العالم كله لا يستسيغ عضوية السعودية لمجلس الامن , تاريخ السعودية ونوعية " رجالها " ان وجدوا " رحم الله الملك فيصل هو الاستثناء الوحيد " لا تؤهل ابناء الجزيرة " المنحدرين من أل سعود " لارتقاء مناصب او مسئوليات من هذا النوع , لورجعنا بالتاريخ الى الوراء لاكتشفنا لا توجد مقارنة بين ابناء آل سعود " سعود الفيصل وامثاله " وبين ابناء دول اخرى كلبنان او ايران او العراق , يأتي ابناء آل سعود في اقل مرتبة من حيث القيمة الثقافية والعلمية والحضارية , ولكن اذا كان المعيار المال هم في المرتبة الاولى , لكن المال لا يؤهل حامله اي امتياز سوى انه " دابة تحمل ذهبا " لكنها لا يمكنها ان تحمل فكرا و علما او اي مؤهل لخدمة البشر , سوى فزاعة . خاصة ان رسالة محمد لم تتمكن من تغيير الانفس الحاقدة والكراهية والفوقية , هم فعلا اشباه رجال .
-
???ماذا تقصد بكلمة سنغفت ؟
-
ألذهب وألبترولعام 1523 أقدم(وبأمر من ملك إسبانيا)ألمغامر هيرمان كورتيس على محاصرة مدينة مكسيكو وتمكن من إبادة شعب ألأزتيك ألذي كان يملك يومذاك أكبر كمية من ألذهب وكانت أوروبا وإسبانيا بالتحديد تعاني ألفقر والجوع... مملكة آل سعود تقترب من نهايتها ألمفجعة وتحت ضغط ألأزمات ألإقتصادية ألدولية وخصوصا" ألأزمة ألأميركية التي يتابعها العالم اجمع ستقدم ألولايات ألمتحدة على وضع يدها وبشكل نهائي على منابع النفط في الصحراء العربية ولم تعد ترضى أن تكون حارسة" لهذا ألمنجم بينما يتنعم أمراء ومشايخ بهذه الخيرات وتدخل أميركا حروبا" من أجلهم ودفاعا" عنهم.وستتعاون مع إيران هذه ألحضارة ألكبيرة وألقديمة وألراسخة منذ ألاف ألسنين وألتي عرفت كيف تستغل عائدات نفطها وبشكل صحيح ومفيد لبلدها بدل صرفه على تفاهات مخزية ومخجلة ومنحطة .وأميركا تحترم وتخاف ألأقوياء وتهابهم بينما تحتقر ألمتخاذلين وألضعفاء واشباه الرجال ...
-
لماذا سنغفت الرياض مجلس الأمن! 2..وثالث الأثافي وأهمها كانت فشل القوة العسكرية الأميركية التي اجتاحت افغانستان والعراق, في تحقيق الإمساك بالمنطقة مباشرة والسيطرة عليها والقضاء على ما فيها من أعداء وأهمهم إيران, وإخضاع ما يليها من خصوم والصين أهمهم, بل بالعكس ساهم هذا الفشل في إضعاف هيبة أميركا واقتصادها.. بعد "الهاتريك" الذي تلقوه هذا أساسا, سلم آل سعود تسليما كاملا "لإسرائيل" -تحت إشراف الناتو طبعا- في كيفية وجوب التعامل مع محيطهم, أو ما يقال له `المجال الحيوي` للدول.. -لا يحتاج المرء إلى إمعان النظر ولا كثير البحث, يحتاج فقط إلى إزالة غشاوة الهراء الدعائي عن عينيه, من "حلول الربيع العربي" مثلا أو "خطر الهلال الشيعي" مثل آخر! -إذ بينما هم يعني "إسرائيل" ودويلات الخليج يتنعمون بإستقرار شبه كامل, ضربت موجات تسونامي "الفوضى الخلاقة" العاتية العارمة كل محيطهم : لبنان 2005, العراق 2006, إيران 2009, تونس مصر اليمن سوريا ليبيا..2011, ولولا صمود سوريا الأسطوري (وهنا تستخدم هذه الصفة عن استحقاق, وليس كما استخدمها مستشار تميم بن موزة "الثقافي"!) الذي أجبر المخططين على تركيز أكبر جهودهم وتجميع أكثر مواردهم في ساحتها, لشملت وعمت البقية وخصوصا الجزائر وما بقي من السودان والأردن (تحضيرا لنقل أهل الضفة الغربية إليه!) -المبدأ بسيط : نشر الفتن على أنواعها حسب أرضية كل ساحة, والأهداف واضحة يتم بلوغها عن طريق "سيرورة":) (يعني يا ما شاء الله على عبقريتو لي كان عم ينظرلنا عن السيرورة الثورية الطبيعية!), غايتها القصوى التقسيم (المرشحون الأوفر "حظا" : العراق, ليبيا..) وإلا فما قبلها من "صوملة" (سوريا, لبنان, اليمن..) وإلا "وهذا أضعف الكفر" ففوضى دائمة وضعف مقيم والتهاء بالذات وسفاسف الأمور (مصر, تونس..)
-
لماذا سنغفت الرياض مجلس الأمن! 1-أهم ما يجمع "إسرائيل" وآل سعود (وبقية آلات الخليج) هو إحساسهم الدائم الملازم المرضي `بالقصور الذاتي` (ضعف الجسم عن تغيير حالته بسرعة منتظمة في خط مستقيم) تجاه محيطهم وخصوصا الحواضر التاريخية الكبرى (مصر, اليمن, إيران, العراق, بلاد الشام..) ولكنهم يختلفون في منبع هذا الإحساس, لأن سببه عند الكيان الصهيوني مثلا, هو يقينهم بأنهم (الصهاينة) عضو غريب صغير زرع عنوة وغصبا في جسم مريض, ولكنه كبير لم ولا ولن يقبلهم {ولو شاء} لفظهم مهما فعلوا, ولهذا فهم -ويجب الإعتراف لهم- عملوا ونشطوا وابدعوا في توفير أقصى ما يمكن من أسباب القوة التي تساعدهم على البقاء مستوطنين للأرض العربية, تساعدهم ولا تكفيهم "بدون ذنب تقصير منهم"! فسبب بقائهم الثاني بعد التخاذل العربي مباشرة, هو "حبل السرة" الغربي, الأميركي أساسا.. أما آل سعود هؤلاء, فمنبع إحساسهم "بالقصور الذاتي" هذا هو ذاتي! أقصد قصور في الإرادة الحرة والذكاء والمعرفة والشجاعة..الخ, فهم على رغم أنهم جزء "أصيل" في هذا الجسم العربي, ورغم تسلطهم على مقدرات مادية خيالية, وموقع جغرافي استراتيجي ديني ودنيوي.., ولكنهم أدمنوا بعد حب التبعية للغرب, والإعتماد {الكلي} تقريبا على حمايته وإدارته ومنتجاته..أو بسببهم ربما, الرفاهية الماجنة فالكسل فقصر النظر فقلة الخيارات في التعامل مع شعوبهم ومحيطهم.. -المهم اختصارا وبعد "صدمة صدام" الذي انفجر بوجههم بعدما نفخوه, فأرعبهم وهز عروشهم! ثم صدمة تلقي حليفتهم "إسرائيل" لهزائم متتالية في شمالها وجنوبها نزعت منها مهمة "العصا الغليظة" التي تعربد كما تشاء..يتبع
-
لماذا سنغفت الرياض مجلس الأمن! 3-أما أهم أدوات هذه السيرورة فهي : المال والإعلام وعصابات الوهابية التكفيرية "الجهادية", وفي هذه الأدوات الثلاثة كان لآل سعود المساهمة الأكبر و"الفضل الأعظم" على البقية, ومن هنا يمكن تفسير ضرب يدهم على الطاولة في مصر مؤخرا, وقلبهم لها في وجه أردوغان الأحمق الذي دخل المعمعة منذ بدايتها على خلفية حلمه بسلطنة إخوانية تعيد أمجادا غابرة, وهذا الحلم الصبياني يخالف أصلا الأهداف التي استدعت قيام تلك المعمعة! اكتشفت أميركا كيف يستخرج النفط من الصخر أو من الورد! و قررت الإتجاه شرقا أو إلى الفضاء! فالكلام عن تركها المنطقة التي تنتج معظم نفط العالم غير صحيح, لأن ما ستتركه من فراغ سيملؤه أعدائها مما سيرتد عليها سلبا, ولكنها تتعاطى بواقعية مع نتائج حربها حتى الآن على سوريا فتحاول تقليل الخسائر, أو تغيير التكتيك عبر ترك الحبل لبعض أدواتها يجربون بالدور وحسب رغبتها إلى أجل معلوم.. أما آل سعود, فقدراتهم العقلية لا تؤهلهم لاستيعاب كيف ذهب كل ما يستطيعون فعله لإسقاط الدولة أدراج الرياح في سوريا التي مرغت بالوحل عنجهيتهم وماء وجههم, الذي طالما حافظوا عليه بتحفظهم السابق عن الظهور في الصورة في أي نزاع شاركوا فيه, ثم سكبوه كله مرة واحدة في حربهم الهمجية على الشام, فما اغنى عنهم ذلك شيئا! وربما يقولون : من تردد في ضرب سوريا, لهو أجبن من ضرب إيران, ومن ضربها حزب الله في تموز, لهي أعجز من ضرب إيران, ومن ضربهم الحوثيون, كيف يرتاح لهم بال و"على حدودهم" بقيت دولة قوية نووية مستقرة لم يؤثر بها “النيروز"؟! وحتى يصدر فرمان أميركي يزجرهم ويخرسهم, فدعهم يزعلون ويحردون ويسنغفون "المجتمع الدولي" على "عدم إعطاء الفلسطينيين حقهم"!!
-
فشل ذريعهذه حقيقة السعودية التي شكلتها العصابات وقطاع الطرق لا تعرف أبدا العمل في النور،،وهي المسؤولة بشكل رئيسي عن حالة الانشقاق في الصف الاسلامي والعربي،،بعد ان نصب مخرفوها انفسهم زعماء للأمة ،،وعليهم ينطبق المثل القائل،،كبير وعقله صغير،،
-
السعودية في خبر كان واخواتهاالسعودية تشبه الولد الذي يحرن لان امه لم تنفذ له طلباته. هي مثل المرمطون والخادم المطيع الذي وجد انه بعد كل خدماته لاميركا خرج من المولد بلا حمص. هل كانت تصدق السعودية ان لها اية قيمة عند اميركا؟ اسرة فاسدة تتحكم بثرة هائلة وكل هدف الثروة هو المتعة الشخصية وسحق كل من يسأل عن مصدر ثروتها وعن مواقفها المعادية لمصلحة الامة. السعوديين حردوا في نيويورك ورفضوا القاء كلمة ورفضوا منصبهم مع انه منصب لا يقدم ولا يؤخر لمن مرجعيته اميركا. وكل ما قالته السعودية هو انها زعلانة لانهم لم يحلوا لها ثلاث مشاكل تريحها من كل الهم والغم: ١. حل مشكلة فلسطين: ما تقصده السعودية هو ابادة الشعب الفلسطيني. ٢. الازمة في سوريا وما تقصده السعودية هو اسقاط النظام السوري. ٣. حظر السلاح النووي في الشرق الاوسط وتقصد بذلك تدمير ايران. توهمت السعودية ان اميركا تعمل عندها ولما لم يمش الحال هاجت السعودية وركضت الى اسرائيل لمهاجمة ايران. وايران الدولة الحقيقية لم يكلفها الامر الا رفع التلفون واستقبال مكالمة اوباما فاذا بالسعودية صارت شيئا من الماضي. هل هناك مكان للسعودية حين تتحدث اميركا مع ايران؟ كل العبودية لاميركا راحت عالفاضي. كم كان حري بالسعوديين ان يقفوا مع امتهم ضد العدو المشترك الا انهم اختارو العمالة. وبعد العمالة وجدوا ان معلمهم يحتقرهم ويعتبرهم اعداء وهم بديل مؤقت عن اصيل ثابت هو تركيا وايران واسرائيل. فخسر السعوديون عروبتهم واسلامهم ولم يربحوا اميركا والغرب بل لم يمونوا على الغرب وظل الخليج بعد الشاه والخميني اسمه عند اميركا الخليج الفارسي. مبروك لابن سعود انه خسر اخرته ولم يربح دنياه.
-
مفترق الطرقأمام السعودية خياران : الأول : الإصرار على اعتذارها عن مقعد الأمم المتحدة وذلك يعني زيادة في التشدد واستمرارها فيه لكونها ترى في التفاوض فرصة لتصارع الإرادات والرغبات مع الآخرين ، بالوقت الذي تريد فيه أن تكسب الجولة بأية طريقة ، وذلك سيؤدي – كما قلت مراراً – إلى استهلاك طاقاتهم وأموالهم واستنفاذ جهودهم وخيبة أملهم وتكون خسائرهم كبيرة بعد ذلك ، ولا أظن بأن أحداً - يفهم ما يجري في الواقع بموضوعية - ينصحهم بهذا الخيار الثاني : العودة عما اتخذته بشأن الاعتذار عن شغل المقعد والذي لطالما طالبت به – خاصة أن بان قال بأنه لم يتبلغ بعد الاعتذار - والخضوع للأمر الواقع الذي فرضته تداعيات الأزمة السورية من جهة ومن جهة أخرى شيوع الأجواء الإيجابية كمناخ دولي يمهد لتسوية شاملة ، وذلك يعني دخول السعودية في عملية التفاوض من أجل هذه التسوية مما يتطلب على مستوى الداخل السعودي إجراء تعديلات مناسبة لهذا التغيير– كما يتوقع البعض – وإعادة ترتيب الأولويات وفقاً لذلك وهذا الخيار يعيد إليها موقعها الإقليمي ويفتح أمامها الباب على مصراعيه لبناء تفاهمات متكافئة على أساس الأرضيات المشتركة
-
لماذا رفضت الرياض مجلس الامنكلمة سعود الفيصل في الامم المتحدة مخجلة لا معنى لها ولا تدل على قوة شخصية وعقل واحترام للعقول والمنطق , سعود الفيصل " الذكي " يتحدث عن حكومة تقتل شعبها : اولا ما علاقة السعودية بلشعب السوري , هل هم وكلاء عن الشعب السوري للدفاع عنها امام ظلم حكومة سوريا ؟؟ل من اعطى الحق للحكومة السعودية التدخل في شئوون داخلية لسوريا ؟؟؟؟؟ عندما كانت قوات نظام السعودية تنفذ حملات قتل واعتقال وتنكيل قاسي وبشع لمواطنين من المنطقة الشرقية في السعودية , كان سعود الفيصل يرفض تدخل دول خارجية بشوؤن المملكة الداخلية . اين كان الحكومة السعودية عندما قتل صدام حسين اكثر من نصف مليون مواطن في محافظات جنوب العراق عام 1991 خلال ما يسمى الانتفاضة الشعبانية ؟؟؟ الم برف لآل سعود جفن ولم تعترض حينها لماذا ؟ ولماذا الحميةوالشهامة اليوم على الشعب السوري ؟؟؟؟؟؟ كرم اخلاق ؟ , وهل لدي حكومة السعودية دليل مادي على استعمال النظام للاسلحة الكيميائية ؟؟؟؟؟؟ نرجوا من سعود الفيصل ان يرد .