حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، من تخفيف العقوبات الاقتصادية عن طهران، معتبراً أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى انهيار هذه العقوبات، فيما شدد نظيره الأميركي، تشاك هاغل، على «يقظة» الولايات المتحدة خلال المفاوضات التي ستجريها مع إيران، مُجَدِّداً تعهّد واشنطن بعدم السماح لها بتطوير سلاح نووي.
والتقى يعالون نظيره الأميركي أول من أمس وبحث معه الملفين الإيراني والسوري، إضافة إلى التعاون الأمني بين الجانبين في ظل موجة الاقتطاعات التي تشهدها الموازنة الأميركية، وخصوصاً موازنة الدفاع. واللقاء الذي حصل في البنتاغون هو الثالث الذي يجمع وزيري الدفاع خلال الأشهر الستة الأخيرة.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن يعالون قوله خلال اللقاء إن «أي تخفيف للعقوبات سيؤدي إلى انهيارها، وهناك عدد غير قليل من الجهات ذات المصلحة التي ستسعد بالدخول إلى نشاط تجاري مع الإيرانيين، ما يخفف جداً من الضغط الاقتصادي من جهة ويسمح لهم بمواصلة تخصيب اليورانيوم من جهة أخرى». وشدد يعالون على ضرورة الحؤول دون ذلك ودون «الوقوع في هذا الفخ قبل الحصول من الإيرانيين على الشروط التي حددت لهم». واستشهد يعالون بما حصل في سوريا حيث «واجه (الرئيس) بشار الأسد تهديداً عسكرياً ذا صدقية ووقف أمام معضلة بقاء نظامه مقابل التنازل عن السلاح الكيميائي، وقرر التنازل عن هذا السلاح»، مشيراً إلى أهمية «متابعة عملية تجريد سوريا من السلاح الكيميائي كي يتم التثبت من أن التجريد كامل».
من جهته، أثنى هاغل على الشروع في تدمير السلاح الكيميائي السوري، مشيراً إلى أن هناك الكثير من العمل في هذا المجال، «لكن ما حصل خطوة في الاتجاه الصحيح». وفي الشأن الإيراني، قال هاغل، بحسب ما نقل عنه المتحدث باسم البنتاغون، جورج ليتل، إن الولايات المتحدة تعتزم فحص فرصة الحل الدبلوماسي مع إيران، و«سنحاول أن نبقي أعيننا مفتوحة في ما يتعلق بالتحديات المتوقعة، ولن نحيد عن سياستنا الصلبة، وهي منع إيران من الحصول على سلاح نووي».
وتأتي زيارة يعالون إلى واشنطن قبل أسبوع من انطلاق جولة التفاوض الجديدة في جنيف بين إيران ودول «5+1» وفي ظل أجواء من التفاؤل بإمكان حصول اختراق يؤدي إلى تخفيف العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس عن مسؤولين أميركيين قالت إنهم على اطلاع على الاستعدادات الجارية لاستئناف المفاوضات إن إيران أعدّت رزمة اقتراحات تتضمن تقليص تخصيب اليورانيوم تحت مستوى 20 في المئة وتعزيز الرقابة الدولية على منشآتها النووي في مقابل تخفيف العقوبات عنها.
وفي مؤشر على استمرار الإحباط الإسرائيلي من الانفتاح الغربي الإيراني، هاجم رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، أمس، الرئيس الايراني حسن روحاني، متّهماً إياه بانتهاج استراتيجية الأكاذيب والنفاق في تعامله مع العالم للتستر على تطوير البرنامج النووي.
وخلال اجتماعه في روما مع رئيسة البرلمان الإيطالي، لورا بولدريني، قال إدلشتاين إن «العقوبات المفروضة على طهران بضغط من إسرائيل قد أثبتت نجاعتها وألحقت أضراراً جسيمة بالاقتصاد الإيراني، مشبّهاً السماح لإيران بحيازة أسلحة نووية بمن يعطي مسدّساً محشواً بالرصاص لقاتل».
وفي سياق متصل، قدّمت إسرائيل شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة في أعقاب تعيين إيران في منصب مخبر في اللجنة الأممية لنزع أسلحة الدمار الشامل.
وأكد مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، رون بروس ــ أور، في رسالة بعث بها في هذا الصدد إلى أمين عام المنظمة الدولية، بان كي مون، ومجلس الأمن الدولي أنه يمكن مقارنة هذا الأمر بتعيين رئيس عصابة مهربي المخدرات مديراً عاماً لشركة عقاقير. ووصف بروس أور هذا التعيين بمهزلة أممية جديدة، إذ إن دولة تخضع لعقوبات من مجلس الأمن الدولي بسبب تطوير أسلحة نووية عيّنت مسؤولاً عن رفع تقارير إلى المنظمة الدولية عن التقدم الحاصل في تجريد دول العالم من أسلحة الدمار الشامل.