كشف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، أمس، عن سلسلة اصلاحات كانت مرتقبة كثيراً، منها تعزيز حقوق الاقلية الكردية في اوج عملية سلام بين انقرة والمتمردين الاكراد من حزب العمال الكردستاني. وبين الاصلاحات التي اطلق عليها اردوغان اسم «الرزمة الديموقراطية» التي عرضها امام الصحافيين «تعليم اللغات واللهجات المحلية في المدارس الخاصة» غير اللغة التركية ومنها الكردية المحظورة حتى الآن. وأعلن ايضاً أن بعض البلدات الكردية التي تغيرت اسماؤها خلال الثمانينيات بعد انقلاب 1980، ستستعيد اسماءها الكردية.
هذا الانفتاح من شأنه أن يمنح مزيداً من الحرية للاقليات التركية عموماً (الروم والعلويون والاشوريون)، فيما لم تلبِّ مطالب اكراد تركيا، الاقلية التي يقدر عدد افرادها بنحو 15 مليوناً من اصل 75، وتطالب بتعليم لغتها في المدارس العامة والإشارة بوضوح إلى هويتها في الدستور.
وأعلن اردوغان أن حكومته ستلغي قراراً كان يحظر على الموظفات التركيات ارتداء الحجاب في اماكن عملهن بالمؤسسات العامة، بعد أن كان حزب «العدالة والتنمية» قد رفع هذا الحظر في حرم الجامعات، فيما سيظل الحظر سارياً على الشرطيات والعسكريات والقاضيات والمدعيات.
كذلك أعلن اردوغان أن حكومته قد تخفض نسبة الأصوات التي يتعين أن يحصل عليها أي حزب سياسي لدخول البرلمان إلى 5% من الأصوات أو ربما تلغي هذا الشرط تماماً.
وكانت نسبة العشرة بالمئة من الأصوات المعمول بها في الوقت الراهن قد حالت دون دخول جماعات كردية البرلمان. وهذا التعديل قد يساعد على دفع عملية سلام مع الأكراد قدماً.
ولفت اردوغان إلى أن إصلاحاته المقترحة لا ترتبط مباشرة بالجهود المبذولة لإنهاء الصراع الدائر منذ 29 عاماً مع حزب العمال الكردستاني المحظور.
وأضاف: «أكبر أمل لشعبنا هو دعم السلام الداخلي وتعزيز وحدة المجتمع».
وأشار أردوغان إلى أن هذه الإصلاحات من شأنها دعم الوحدة التركية، ووصفها بأنها لن تكون الأخيرة، مؤكداً أن حزبه سيواصل مسيرة التحول «رغم العراقيل التي نواجهها».
كذلك شنّ هجوماً عنيفاً على المعارضة واتهمها باعتماد سياسة التشويه والتخويف في كل ما من شأنه إعمال التغيير في البلاد، وشدد على أن العقليات التي ما زالت تميز بين انتماءات الشعب التركي مرفوضة.
وكان أردوغان قد أعلن مطلع الأسبوع الجاري مقترحات لتعزيز الحريات والديموقراطية والتآخي في المجتمع، وقوبلت تلك الاقتراحات بتشكيك من قبل أحزاب المعارضة وممثلي الأكراد.
(أ ف ب، رويترز)