على الغلاف | نيويورك | رغم كل المناخات التواصلية بين إيران وواشنطن، أكد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية، محمد جواد ظريف، أن بلاده «متمسكة بكامل حقوقها ولن تتنازل عن أي شيء». وفي حديث خاص بـ«الأخبار» على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، تناول الملف النووي الإيراني والأزمة السورية والمقاومة وفلسطين، قال ظريف: «لسنا على استعداد للتنازل عن شيء. إيران متمسكة بحقوقها، لكننا على استعداد لمعالجة بعض المخاوف التي لديهم (الأميركيون). ونحن نعتقد أن من السهل جداً إظهار أن إيران لا تسعى إلى حيازة السلاح النووي. ونعتقد أن مصلحتنا أن نظهر أننا لا نسعى إلى امتلاك السلاح النووي. وفي الوقت عينه الطريقة الوحيدة لجعل المجتمع الدولي مقتنعاً بأن إيران لا تسعى إلى الحصول على السلاح النووي هو بالاعتراف بحقنا في حيازة نشاط سلمي شفاف داخل الأراضي الإيرانية، بما في ذلك التخصيب، بحيث إن الكفاءات من علماء وفنيين والتكنولوجيا التي نمتلكها في إيران يمكن استخدامها بطريقة شفافة تحت إشراف دولي». وأضاف: «لذلك فإننا مستعدون، لا للتخلي عن حقوقنا، بل لأن نمارسها بأسلوب لا يثير قلقاً».
وعن مستويات تخصيب اليورانيوم في مفاعلات ايران، أوضح ظريف أن «هذه أمور خاضعة للتفاوض. نفعل ما تحتاجه إيران وما هو مطلوب في إيران، ونحن مستعدون لعمله بتنسيق مع المجتمع الدولي.

عليهم أن يختاروا إن كانوا يودون المضي نحو حل واقعي. ونأمل أن تكون التصريحات التي تصدر من واشنطن، ولا سيما تلك التي تصدر عن الرئيس (باراك) أوباما والوزير (جون) كيري موجهة نحو المضي قدماً. وإذا كان الأمر كذلك نستطيع أن نمضي قدماً ونحل هذه القضايا بسرعة».
وأكد أنه «يمكن إنجاز ذلك بين ٣ و٦ أشهر إذا توافرت النيات الصافية. ما دام هناك نية هناك طريقة كما يقول المثل». وعن علاقة المفاوضات حول الملف النووي مع الأميركيين بالأزمة السورية، نفى ظريف أي ارتباط بين الملفين قائلاً: «إطلاقاً، نؤمن بأننا نسير في الشق السوري في الطريق الصحيح. نتحرك لنزع السلاح الكيميائي وندفع عملية سياسية تؤدي إلى وقف سفك الدم، وبدء المفاوضات. نؤمن بأن هذه الخطوات مهمة، ويجب أن تؤخذ بتصميم ثابت من أجل معالجة القضية بشكل واقعي وبالكامل، ونعتقد أن امتلاك السلاح الكيميائي من قبل لاعبين من غير الدول، ولا سيما من قبل الجماعات المتطرفة في سوريا يشكل خطراً على المنطقة بأسرها وكذلك للسلم والأمن الدوليين. خطر يحتاج للمعالجة بجدية ضمن إطار نزع سلاح سوريا من الأسلحة الكيميائية. ويجب أن يشمل ذلك كل المناطق السورية، بما فيها تلك التي تحتلها الجماعات المسلحة».
وبشأن دعم المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، أكد ظريف أنه «ينطلق من جوهر سياستنا الخارجية التي ستستمر. وحل مشكلة الشرق الأوسط يتحقق فقط بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وقبول ضرورة احترام الفلسطينيين وعودتهم إلى منازلهم وبحصولهم على كافة الحقوق أسوة ببقية شعوب العالم. أما خلق الأعذار لانتهاك حقوقهم كما حصل على مدى الستين عاماً الماضية، منها ٣٠ سنة قبل قيام الجمهورية الإسلامية، فلا يمكن قبولها».
وأضاف: «يجب وضع حد للأكاذيب التي يطلقها نتنياهو وعصابته في إسرائيل. إنها أكاذيب غرضها خداع المجتمع الدولي، وهي إهانة لعقول المجتمع الدولي. ويجب على المجتمع الدولي أن يردّ على تلك الأكاذيب. إنهم يتحدثون منذ عام ١٩٩٢ عن تطوير إيران لسلاح نووي خلال ٦ أشهر. وبعد ٢٢ سنة لا نملك أسلحة نووية، والآن لن نمتلك أسلحة نووية خلال ستة أعوام أو خلال ستين عاماً».
ورأى انه لا يمكن تحقيق السلام بواسطة العنف وبفرض الإرادة وباستباحة حقوق الفلسطينيين.