نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الخليجيين قلقون جداً من التقارب الأميركي الإيراني، ويطالبون واشنطن بعدم الوقوع في الفخ الإيراني، تماماً كما تفعل اسرائيل.
وذكرت الصحيفة انه في موازاة لقاء وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بنظيره الايراني، محمد جواد ظريف، توجه دبلوماسي سعودي الى نظيره الاسرائيلي، بالتساؤل «عما يحدث هنا؟».
وأوضح مصدر اسرائيلي رفيع المستوى أن «حوارات مشابهة دارت في الأسابيع الأخيرة بين دبلوماسيين اسرائيليين رفيعي المستوى ونظراء لهم من الإمارات والأردن، اضافة الى غيرهما من دول الخليج السنّية، اما الرسالة، فكانت واحدة في هذه الحوارات، مع احساس عام بالقلق».
وأكد المسؤول الاسرائيلي أن «كل حكومات الدول السُنّية المعتدلة، ولا سيما الخليجية منها، قلقة جداً من ذوبان الجليد بين الولايات المتحدة وايران، وهي تخشى من أن تأتي الصفقة الأميركية الايرانية على حساب مصالحها»، مشيرا الى أن «اسرائيل ليست وحدها التي تعيش في حالة من الضغط، بل ايضاً الدول الخليجية، التي تعملها في ثيابها». وبحسب المسؤول نفسه، فان رسائل القلق التي تصل الى واشنطن، ليست اسرائيلية وحسب، بل ايضاً، وربما اساساً، من السعودية والامارات، كاشفاً عن ان «السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، عادل جبير، أجرى محادثات مكثفة في الأيام الأخيرة مع مسؤولين رفيعي المستوى في الادارة الاميركية، وطالبهم بتوضيحات حول الموقف الاميركي من ايران».
واشار إلى ان «الموضوع الإيراني، أيضاً، كان على رأس جدول أعمال اللقاءات التي أجراها كيري مع وزراء خارجية عدد من الدول العربية، ومن بينهم وزراء خارجية الإمارات ومصر والاردن والكويت، حيث حذر الوزراء العرب، كما رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من مغبة وقوع الأميركيين في فخ العسل الايراني».
وقالت الصحيفة ان دول الخليج العربية، مثل السعودية والامارات والبحرين، وكذلك الاردن ومصر، عملت منذ البداية على مواجهة البرنامج النووي الايراني، «لكن منذ ان تسلم الرئيس حسن روحاني مهماته، باتت الاتصالات وتبادل الرسائل بين هذه الدول واسرائيل، أكثر تواترا واكثر حميمية من ذي قبل».
وذكرت «هآرتس» أن المعهد الدولي للسلام في نيويورك، جمع قبل أيام وعلى مأدبة عشاء مغلقة، أربعين مسؤولاً من العالم، ومن بينهم وزيرة القضاء الاسرائيلية، تسيبي ليفني، الى جانب وزراء خارجية تركيا وقطر والمغرب والكويت والأردن ومصر والعراق والأمين العام لجامعة الدول العربية، مشيرة الى ان ايا من الوزراء العرب لم يهاجم اسرائيل ولم يغادر القاعة حين اكتشف أن مندوبة اسرائيلية رفيعة المستوى تجلس الى جانبه «بل أعرب الجميع عن اهتمامهم واستمعوا الى كلمتها، وعندما بدأ البحث المفتوح بين المجتمعين، كانت ايران هي الموضوع الأساسي الذي طرح على الطاولة».