أنهى الرئيس الايراني حسن روحاني، ماراثوناً طويلاً في نيويورك، حيث حضر اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتنتهي رحلته باتصال هاتفي أجراه به نظيره الأميركي باراك أوباما، غير مسبوق في تاريخ العلاقات المقطوعة بين واشنطن وطهران منذ عام 1979.
الرئيس الإيراني، الذي أعاد معه أول من أمس إلى بلاده كأساً فضية فارسية على شكل حيوان اسطوري عمرها 2700 سنة قدمتها إليه الادارة الاميركية كـ «هدية خاصة» الى الايرانيين، أكد إجراء نظيره الأميركي اتصالاً هاتفياً معه، قائلاً «لدى وصوله الى مطار طهران، «اتصل بنا الأميركيون الخميس ليقولوا ان لديهم هدية لنا»، حسبما نقلت وكالة «ايلنا» العمالية الايرانية.
وقال روحاني انه دافع في نيويورك عن موقف ايران، وخصوصاً من الملف النووي في اطار سياسة «المرونة البطولية» التي حددها المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية، علي خامنئي، من دون التخلي عن «حقوق الأمة وأهدافها» في الملف النووي.
وحول مضمون مكالمته مع أوباما، قال «لقد تحدثنا عن المفاوضات بين ايران ومجموعة خمسة زائداً واحداً وعن النافذة التي فُتِحت» في اشارة الى الاجتماع الوزاري في نيويورك (ضم وزراء كل من الصين وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا وألمانيا)، الذي اعلن فيه استئناف المفاوضات منتصف تشرين الأول في جنيف. واضاف الرئيس الايراني «لقد اتفقنا على ضرورة الافادة من هذه الفرصة» للتوصل الى حل سريع.
من جهته، رأى رئيس البرلمان الايراني المحافظ، علي لاريجاني، أن «لهجة المسؤولين الأميركيين تغيرت في الأيام الأخيرة، لكن يتعين ان يظهروا في الواقع انهم غيروا فعلياً سياستهم حيال ايران».
ونقلت وكالة «مهر» عن رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، قوله «تبين (المكالمة الهاتفية) ان مكانة ايران في العالم لها أهمية كبيرة. وان يصر الرئيس الأميركي على إجراء المكالمة الهاتفية، فان ذلك يعد علامة على حسن النية».
واكد المتحدث باسم لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، حسن نجفي، أن «روحاني يملك تفويضاً (من المرشد الأعلى) للتحاور مع اوباما».
ومن نتائج زيارة الوفد الايراني الى نيويورك، لقاء بين وزير الخارجية الأرجنيتين هيكتور تيمرمان، ونظيره الايراني محمد جواد ظريف، ادى الى موافقة طهران على اتفاق مع الأرجنتين للتحقيق في تفجير مركز للطائفة اليهودية في بوينس آيرس عام 1991، الذي تتهم المحاكم في الأرجنتين إيران برعايته.
في غضون ذلك، احتفى مئات الإيرانيين بالرئيس روحاني لدى عودته من نيويورك السبت. وقالت وكالة الطلبة الايرانية للأنباء، إن المؤيدين الذين رفعوا صور روحاني رددوا هتافات «روحاني.. نحن نشكرك... ايران تدعو للاعتدال».
وحذر أستاذ العلاقات الدولية محمد علي بصيري، في صحيفة «اعتماد» من أنه «اضافة الى المتطرفين (داخل البلاد) المناهضين لتحسن العلاقات بين ايران والولايات المتحدة، هناك أيضاً معارضون في المنطقة. فالكثير من الدول، وخصوصاً النظام الصهيوني، ترى ان مصالحها ستكون في خطر إذا جرى تطبيع العلاقات بين ايران والولايات المتحدة، وتسعى الى منع ذلك».
الى ذلك، وضع إيرانيون من داخل البلاد وخارجها مئات الرسائل على صفحة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي. وجاء في إحدى الرسائل «لقد أسعدتم شعب ايران وخاصة مكالمة (روحاني) مع أوباما». وجاء في رسالة ثانية «نحن فخورون بكم». وجاء في رسالة ثالثة «لا تتراجع. نأمل ان تكون هناك يوما ما رحلات طيران مباشرة من طهران الى واشنطن».
من ناحية ثانية، أفادت وكالات الأنباء الايرانية ان الجيش الايراني كشف أول من أمس عن طائرة استطلاع جديدة من دون طيار تحمل اسم «يسير» يصل مداها الى 200 كيلومتر، وقادرة على الطيران حتى ارتفاع 4500 متر.
وقال قائد سلاح البر الإيراني، الجنرال أحمد رضا بوردستان، خلال احتفال لتقديم هذه الطائرة «إنها قادرة على كشف ومراقبة الأماكن البعيدة».
وتشبه هذه الطائرة الايرانية الطائرة الأميركية من دون طيار المعروفة باسم «سكان ايغل»، التي ضبط الجيش الايراني نموذجاً منها في كانون الاول 2012. وقالت ايران يومها انها تمكنت من فك اسرارها وبدأت بانتاج مثيل لها.
واعلن الجنرال بوردستان أيضاً ان الجيش باشر الانتاج المكثف لطائرة من دون طيار هجومية من نوع «رعد-85».
وتعتزم القوة البحرية الايرانية صنع فرقاطة «الخليج الفارسي» التدريبية، حسبما أعلن قائد القوة البحرية التابعة للجيش الايراني الأميرال حبيب الله سياري.
(أ ف ب، رويترز، فارس، إرنا)