نيويورك - بينما كان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يعلن أمس أن ايران «منفتحة على لقاءات على أعلى مستوى» مع الولايات المتحدة في نيويورك، طرح رئيس بلاده حسن روحاني، أمام مؤتمر دول عدم الانحياز في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، خريطة طريق لنزع السلاح النووي كلياً عبر مؤتمر سنوي رفيع المستوى يُعقد في 26 من أيلول من كل عام لهذه الغاية.
وقال الرئيس الايراني الذي يشارك في أعمال الجمعية العامة منذ الثلاثاء الماضي، إن «دول عدم الانحياز حافظت على نقاء العالم من السلاح النووي الذي يعد جريمة بحق الإنسانية ولا يوجد من له الحق بامتلاكه أو استخدامه أو التهديد به أو حتى تطويره».
ودعا بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة جون آش، الى «عالم بلا نووي يعد المثال لنا»، معتبراً أن «آلاف القنابل النووية لا تزال تمثل التهديد الأكبر للسلام». وقال إن «خفض عددها لا يفي بغرض نزعها. استخدامها جريمة لا تغتفر. والدول النووية تحدّث السلاح النووي بدل نزعه. وهي تتخلص من القديم وتنتج الجديد بدلاً منه».
وقال إن «المناطق المنزوعة من السلاح النووي هي مساهمة كبرى في سبيل تخليص العالم من هذا الخطر، ودول عدم الانحياز هي من أكبر المساهمين في ذلك»، معتبراً ان حركة عدم الانحياز تحث على توقيع المعاهدة بجعل جنوب شرق آسيا منطقة منزوعة من السلاح النووي. وقال إن «الجهود لجعل الشرق الأوسط ينحو نحو ذلك فشلت. إسرائيل هي الدولة الوحيدة خارج المعاهدة ويجب أن تنضم من دون أي تأخير»، مستخدماً تعبير إسرائيل وليس الكيان الصهيوني. ودعا الرئيس الإيراني الى «البدء المبكر في التفاوض على معاهدة تحرّم امتلاك تطويرها وإنتاجها وحيازتها عليها وتخزينها أو التهديد بها وتدميرها. وتحديد 26 أيلول من كل عام لتأكيد تصميمنا على التخلص من السلاح النووي».
كما دعا الى عقد مؤتمر نووي رفيع المستوى لمراجعة التقدم في هذا الاتجاه.
وأعرب عن ثقته بأن يحظى هذا المقترح بالدعم الدولي اللازم، قائلاً «دعونا نتجه الى الاستثمار في التنمية ومحاربة الجهل والأمراض وغرس فكرة عالم خال من السلاح النووي في أذهان أجيالنا. دعونا نتحد من أجل السلام». وقوبلت الكلمة بالتصفيق من الجميع.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» أول من أمس، أعرب روحاني عن أمله في توقيع اتفاق بشأن الملف النووي خلال «ثلاثة الى ستة اشهر» مع الدول الست «5+1»، موضحاً ان ايران تريد تسوية هذه المسألة «خلال الأشهر المقبلة وليس السنوات المقبلة».
ورداً على سؤال عما اذا كان المرشد الاعلى علي خامنئي، أعطاه صلاحية لحل المسألة، أجاب روحاني أن «حكومتي لها كامل السلطة لاجراء المفاوضات حول النووي»، مشيراً الى أنه «اذا اعترف الغرب بحقوق ايران فلن يكون هناك اي عائق امام الشفافية التامة الضرورية لتسوية هذا الملف».
وأكد أن «مثل هذا الاتفاق من شأنه ان يتيح اقامة علاقات طبيعية محتملة مع الولايات المتحدة».
في غضون ذلك (رويترز، أ ف ب)، وعشية لقاء وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمانيا في نيويورك مع نظيرهم الايراني محمد جواد ظريف لبحث ملف التفاوض حول برنامج طهران النووي، التقى الأخير نظيره الفرنسي لوران فابيوس، في مقر الأمم المتحدة.
وعبّر ظريف بعد اللقاء عن أمله في أن يمثل اجتماعه مع ممثلي كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا، الذي عقد أمس في نيويورك، بداية مفاوضات لإنهاء الخلاف المستمر منذ عشر سنوات بشأن برنامج إيران النووي.
وقال ظريف إن بلاده مستعدة للتفاوض بجدية ولديها الإرادة السياسية للقيام بذلك. وأبدى أمله في أن تكون الدول الأخرى كذلك. وأضاف «ان عقد لقاء ليس هدفاً بحد ذاته ولا من المحرمات، كان يمكن ان يكون ذلك بداية جيدة.. ولم يكن للرئيس روحاني مشكلة حول مبدأ» لقاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما.
وكان ظريف علّق على موقع «تويتر»، قائلاً «لدينا فرصة تاريخية لتسوية المسألة النووية»، لكن «على الدول الست تعديل موقفها ليتناسب بشكل أفضل مع النهج الايراني الجديد».
لكنه حذر على موقع «فايسبوك» من المراهنة كثيراً على نتائج هذا اللقاء الأول وكتب «لا يمكن ان نتوقع تسوية المشكلات المتراكمة خلال لقاء او بضع لقاءات». وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين آشتون، التي تمثل مجموعة «5+1» في المفاوضات مع ايران، أوضحت ان الاجتماع سيتضمن «مناقشة قصيرة» وأنها ستلتقي ظريف بعد ذلك في جنيف في تشرين الاول.
من جهة ثانية، دعا الرئيس الايراني الأسبق محمد خاتمي، إلى اطلاق سراح جميع السجناء السياسيين في بلاده في أعقاب قرار بالعفو عن 80 شخصاً في محاولة لتخفيف السياسات الأمنية الصارمة في ايران.
ورحب خاتمي على موقعه الالكتروني، بقرارات العفو التي أعلنت يوم الاثنين الماضي، لكنه قال انها غير كافية.
(أ ف ب، رويترز)