رحّب سياسيون وصحف في إيران أمس بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والذي اعترف فيه بارتكاب «أخطاء الماضي» في العلاقة مع طهران، إذ تحدث نائب وزير الخارجية مرتضى سرمدي أمس عن «النبرة المعتدلة والمحترمة» لأوباما، بينما حذر الرئيس الأسبق محمد خاتمي من فشل «إيجاد أجواء ثقة» بين الطرفين. والأهم من ذلك، كان إعلان الرئيس الايراني حسن روحاني أنه لم يجتمع بنظيره الأميركي في نيويورك لأن الوقت «لم يكن كافياً» للإعداد لهذا اللقاء. وقال روحاني إن «الولايات المتحدة أظهرت اهتماماً بمثل هذا اللقاء، ومن حيث المبدأ يمكن أن يحصل في بعض الظروف»، مضيفاً في مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية «سي أن أن»، «أعتقد أنه لم يكن لدينا الوقت الكافي لتنسيق اللقاء فعلاً».
وأشار روحاني مع ذلك الى ان الجليد بدأ «ينكسر» بين واشنطن وطهران، «لأن المناخ تغير بسبب رغبة الشعب الإيراني في إقامة علاقات جديدة».
وامتنع روحاني والوفد المرافق عن المشاركة في مأدبة غداء الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، وذلك بسب احتوائها على مشروبات كحولية، حسبما ذكرت وكالة «مهر» الايرانية. والتقى الرئيس الايراني في نيويورك نظيره النمساوي هانز فيشر، أمس، وبعث برسالة تهنئة الى الملك السعودي عبدالله لمناسبة اليوم الوطني لبلاده.
في غضون ذلك، نقلت وكالة «إيسنا» الإيرانية عن سرمدي قوله «يبدو أن مناخاً جديداً قد بدأ يلوح مع تسلم الحكومة الايرانية الجديدة مهماتها، وجميع الاطراف الدولية تحاول أن تتجاوب مع هذا المناخ الجديد. وعلى سبيل المثال، حاول باراك أوباما أن يتحدث بنبرة تتسم بمزيد من الاعتدال والاحترام».
أما اللواء يحيى رحيم صفوي، المستشار الأعلى للمرشد الايراني الاعلى علي خامنئي، فرأى، في الإشارة الى خطاب الرئيس الاميركي في نيويورك، أن «الأميركيين قد أدركوا هذه الحقيقة، وهي أن إيران دولة قوية ومستقرة في المنطقة تتبع أسلوباً منطقياً وذكياً في التعامل مع أعدائها».
في هذه الاثناء، رحّبت الصحافة الإيرانية بتصريحات أوباما حيال إيران أمام الجمعية العام للمنظمة الدولية، مشيرة الى وضع دولي جديد «لمصلحة إيران».
وبحسب صحيفة «شرق» الإصلاحية، فإن «العلاقات بين البلدين على سكة جديدة، وحتى الأكثر تردداً أدركوا أن وقت التغيير قد حان». وقالت الصحيفة في مقالة إن «الوضع الدولي تغير بشكل كبير لمصلحة إيران»، في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «بات معزولاً». ونشرت صحف عدة، خصوصاً صحيفة «إيران» الحكومية على صفحاتها الأولى، تصريحاً لأوباما حول أهمية «فتوى المرشد الأعلى» علي خامنئي حول حظر الإسلام امتلاك السلاح الذري. وفي مقالة موجهة الى صحيفة «الغارديان» البريطانية نشرتها صحف إيرانية صادرة بالانكليزية، ذكر خاتمي أنه «منذ أكثر من عقد كان الاتفاق ممكناً، لكن الدبلوماسية فشلت».
وحذّر من أن الفشل «في إيجاد أجواء ثقة» قد يكون له عواقب «ليس فقط إقليمية بل عالمية». لكن الصحف المحافظة لم تبد هذا التفاؤل، وسخرت «كيهان» من «ثرثرة أوباما ضد إيران»، واعتبرت تصريحاته، خصوصاً حول احترامه حق الايرانيين في الطاقة النووية السلمية، «دليلاً على قوة إيران».
من جهته، تمنى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، عشية اجتماعه مع مندوبي الدول الست «5+1» اليوم في نيويورك، «بداية قوية للمفاوضات... مع هدف التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت».
وأضاف بعد اجتماع مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، أن «الجمهورية الاسلامية لديها استعداد سياسي وإرادة سياسية لإجراء مفاوضات جادة، ونأمل أن يكون الجانب الآخر لديه الإرادة أيضاً».
الى ذلك، استقبل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، أمس، وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي في طهران. وشدد شمخاني على «ضرورة اتحاد دول وشعوب المنطقة لمواجهة زعزعة الاستقرار وتدخل الأجانب».
(أ ف ب، رويترز، فارس، مهر)