رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عودة الاقتصاد العالمي إلى نمو مستدام ومتوازن لم تكتمل بعد، مشيراً في أول جلسات قمة «العشرين» في مدينة سان بطرسبرغ الروسية أمس الى أن خطر الانتكاس والركود لا يزال قائماً.
وافتتح الرئيس الروسي قبل بدء قمة مجموعة العشرين اجتماع رؤساء دول مجموعة «بريكس» التي تضم كلاً من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا، يرافقه وزيرا الخارجية والمالية الروسيان سيرغي لافروف وانطون سيلوانوف.
ودعا بوتين دول مجموعة العشرين التي تجتمع في قصر قسطنطين في ستريلنا (جنوب غرب بطرسبرغ) إلى عدم التراخي، مشيراً إلى أن «صندوق النقد الدولي خفض توقعات النمو العالمي عام 2013 إلى 3.1 في المئة، رغم أنها كانت قبل عام تحوم حول 4 في المئة. وقال إن «الاقتصاد الأميركي ينمو، لكن ليس بوتائر كافية، وللمرة الأولى خلال عدة سنوات نشهد نمواً في الاقتصاد الياباني، لكن ليس ثمة الآن ضمانات لاستقرار نزعة النمو هذه»، حسبما نقلت عنه وكالة «أنباء موسكو».
ورأى بوتين «أن الوضع الاقتصادي في المنطقة الأوروبية مقلق مع تواصل الركود»، مشيراً إلى نمو طفيف بلغ 0.3 في المئة في الربع الثاني من العام الحالي، فيما يتوقع أن يحدث هبوط معين في وتائر التنمية قد يبلغ 0.6في المئة في العام ككل.
كذلك أكد بوتين أن ما يثير القلق أيضاً أن «قطاع الاقتصاد الحقيقي في أوروبا لا يتلقى الدعم المالي اللازم، بسبب تعثر آلية الوساطة المالية، كما يثير قلقا خاصا انخفاض وتائر النمو في الدول ذات الأسواق الناشئة». وكشف الرئيس الروسي أن بلدان «العشرين» تعتزم إيجاد التوازن الأمثل بين ضبط الأوضاع المالية ودعم النمو، مشيراً إلى أن أمام القمة مهمة إقرار وثيقة أطلق عليها «خطة بطرسبرغ» للتحرك باتجاه ضمان النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل. وأوضح أن «الاستراتيجية في مجال الميزانيات الحكومية والتزامات الدول إزاء إجراء إصلاحات هيكلية تمثل أساس خطة سان بطرسبرغ».
ودعا الرئيس بوتين شركاء روسيا في مجموعة «العشرين» إلى الإسراع في إجراء الإصلاحات الهادفة إلى زيادة حصص الدول النامية في صندوق النقد الدولي. والهدف من الاجتماع هو وضع «مقاربة مشتركة تتعلق بأبرز مواضيع قمة مجموعة العشرين»، التي بدأت أعمالها أمس، حسبما أوضح بوتين.
من جهة ثانية، استقبل الرئيس الروسي زعماء مجموعة الدول العشرين ذات الاقتصادات المتقدمة والنامية في جلسة عمل في سان بطرسبرغ، بهدف تكوين جبهة موحدة إزاء قضايا النمو والتجارة والشفافية المصرفية ومكافحة التهرب الضريبي.
في هذه الأثناء، رأت الصين أن سحب التحفيز النقدي الأميركي سيكون له تأثير عالمي كبير، لتضع بذلك تقليص التيسير الكمي الذي يقوم به مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في بؤرة النقاش الاقتصادي في قمة مجموعة العشرين.
ورأى نائب وزير المالية الصيني، زو غوانغياو، أن الولايات المتحدة «ينبغي ان تدرك تداعيات سياستها، وأن تتحمل مسؤولياتها حيال ما يتعلق باستقرار الاقتصاد العالمي».
وأضاف إن دول مجموعة بريكس «ليست بحاجة إلى خطة مساعدة.. (بل) إلى اصلاحات هيكلية» لمواجهة الظاهرة. وقالت المنسقة الروسية للقمة كسينيا يوداييفا، خلال مؤتمر صحافي «نتوقع مخاطر كبيرة إذا بدأ تقليص التحفيز النقدي».
وستناقش مجموعة بريكس المخاطر الاقتصادية خلال القمة، غير أن يوداييفا قالت إن مجموعة دول الأسواق الناشئة لم تتفق على أي خطوات مشتركة.
من جهته، قال نائب وزير المالية الروسي سيرغي ستورتشاك، إن البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين سيلتزم بالصياغة التي اتفق عليها وزراء المالية في تموز الماضي، بشأن التداعيات التي قد تلحق بدول أخرى من جراء تعديلات السياسة النقدية.
وأبلغ وكالة «رويترز» في مقابلة على هامش القمة «لن يتجاوز الاتفاقات التي توصلنا إليها في موسكو».
(أ ف ب، رويترز)