ذكرت مجلة «دير شبيغل الأسبوعية» الألمانية أمس، أن وكالة الأمن القومي الأميركية تجسست على دبلوماسيين فرنسيين محددين في الولايات المتحدة وعلى قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية، في سياق ما يُنشر من وثائق سرّبها المستشار السابق في الاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن، الذي أكد أن أجهزة الاستخبارات الاميركية شنت 231 هجوماً الكترونياً عام 2011، مستهدفة خصوصا ايران وروسيا والصين وكوريا الشمالية.
وقالت المجلة الألمانية إن وكالة الأمن القومي تجسست في 2010 على بعثات دبلوماسية فرنسية في نيويورك وواشنطن، حسب وثيقة داخلية للوكالة تعود الى حزيران 2010، ومصنفة «سرية للغاية»، أطلعت عليها «دير شبيغل».
واهتمت الوكالة خصوصاً بالشبكة الافتراضية الخاصة (في بي إن) التي تربط بين أجهزة كمبيوتر السفارتين والقنصليات ومقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس.
وقالت المجلة ان هذا العمل ضد وزارة الخارجية الفرنسية وصف بـ «الناجح».
وكانت المجلة نفسها قد كشفت أن الوكالة التي قام المستشار الاميركي السابق للاستخبارات، بتسريب وثائق لها اخترقت نظام الأمم المتحدة صيف 2012.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» السبت استناداً الى وثائق سربها سنودن، أن «كشف هذه المعلومات (التي تتحدث عن الهجمات الالكترونية).. يمثل دليلاً جديداً على ان «مقاتلي الانترنت» الذين يزداد عددهم داخل ادارة (الرئيس الاميركي باراك) اوباما يتسللون الى شبكات معلوماتية في الخارج ويعطلون عملها».
واضافة الى هذه الهجمات، اوضحت الصحيفة ان متخصصين «يخترقون شبكات أجنبية لوضعها تحت سيطرة أميركية سرية»، لافتة الى مشروع «جيني» تبلغ موازنته 652 مليون دولار يقوم على وضع برامج «كل عام في عشرات من الماكينات» لإحداث اضطرابات فيها. واضافت «واشنطن بوست» أنه «بحلول نهاية هذا العام، سيكون «جيني» قادراً على السيطرة على 85 الف برنامج على الأقل زُرعت في ماكينات اختيرت على نحو استراتيجي في كل أنحاء العالم»، مقابل نحو 21 الف برنامج عام 2008.
وتابع المصدر نفسه ان «الوثائق التي سلمها سنودن ومقابلات مع مسؤولين اميركيين سابقين تظهر حملة اختراق معلوماتية أكبر بكثير واكثر عداء من تلك التي جرى القيام بها حتى الان».
ومن بين الهجمات المعلوماتية الـ 231 التي شُنت عام2011، فان «نحو 75 في المئة منها أصابتت أهدافاً بالغة الأهمية... مثل ايران وروسيا والصين وكوريا الشمالية، او انشطة مثل انتشار السلاح النووي».
في غضون ذلك، قال وكيل المستشار السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) اناتولي كوتشيرينا، إن سنودن المتهم بالتجسس في الولايات المتحدة، الذي لجأ الى روسيا، نفى كل المعلومات التي أفادت بأنه خطط مسبقاً لمجيئه الى روسيا.
وقال المحامي لصحيفة «كومرسانت» الروسية «أبلغني ادوارد أنه لم يتوجه أبداً الى ممثليات دبلوماسية روسية، وان كل ذلك غير صحيح. ولم يلتق أبداً دبلوماسيينا حين كان في هونغ كونغ».
واكد مصدر في الحكومة الروسية، أن سنودن أمضى يومين في القنصلية الروسية قبل ان يتوجه الى موسكو، لكنه نفى تلقيه دعوة من السلطات الروسية.
لكن كوتشيرينا قال في المقابلة ان سنودن «واصدقاءه كانوا في الفندق. لقد فهم جيداً انه ملاحق، لذا كان يبدّل دائماً مكانه»، موضحاً أن سنودن سُحب منه جواز سفره «خلال رحلته» الى روسيا، ما يفسر تمكنه من مغادرة الصين لا روسيا.
ورفض أن يكشف مكانه، مكتفياً بالقول إنه «مكان آمن» يدرس فيه اللغة ويقرأ الأدب الروسي.
(أ ف ب)