لا يزال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، يعيش هاجس أحداث تقسيم، التي عمّقت الشرخ بين حكومته والقاعدة الشعبية فبات خائفاً على الاقتصاد في بلد يعتمد بالدرجة الأولى على السياحة، بينما يتّهم بترويع وسائل الاعلام المحلية، بعد فصل عشرات الصحافيين الأتراك من عملهم بسبب تغطية الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ نهاية أيار الماضي.وفي آخر تصريحاته، قال إردوغان أول من أمس «إن من يحاولون حل خلافهم مع الحكومة عن طريق تدمير الاقتصاد التركي لا يختلفون أبداً عمن يحاول ثقب قاع سفينة تحمل على متنها 76 مليون شخص».وأضاف، خلال مشاركته في مأدبة إفطار أقامها اتحاد الصناعيين والحرفيين الأتراك، أن من لا يملك أي ارتباط بشعبه، ولا يحظى بالاحترام في الانتخابات، وليس له أمل بالوصول إلى الحكم، يدعو إلى تدمير بلده، مشددًا على أن تركيا بلد كبير لن ينحنى أمام تلك «المحاولات القذرة»، حسبما نقلت وكالة أنباء الأناضول.
وبيّن أن الأحداث والاحتجاجات، التي شهدتها بعض المدن التركية، وفي طليعتها إسطنبول وأنقرة، ألحقت خسائر كبيرة بأرباب المهن، مشيرًا إلى أن المحلات التجارية فى بعض الشوارع تعرضت لهجمات ونهب، بل إن أصحابها استُهدفوا وهُددوا.
وأفاد بأن «الصناعيين والحرفيين أدركوا أن تركيا واقتصادها واستقرارها وجو الأمان فيها استُهدفت في الأحداث والاحتجاجات في الآونة الأخيرة، ولهذا اتخذوا موقفاً واضحاً ورافضاً للأحداث»، مؤكداً أن الحكومة لن تتغاضى عمن ألحق الضرر بالصنّاع والحرفيين والتجار.
وتطرق رئيس الوزراء التركي إلى عملية السلام الداخلية، الرامية إلى حل مشكلة الصراع التاريخي مع الأكراد في تركيا، فأكد أن «حماية العملية، والتقدم بها، وجعلها دائمة هو واجب يقع على عاتق الجميع»، لافتاً إلى أهمية تحمّل كل فرد من الشعب، وعلى الأخص أرباب المهن، المسؤولية، وليس الحكومة وقوات الأمن فقط.
وغداة إعلان اتحاد الصحافيين الاتراك أن 72 صحافياً على الأقل إما فُصِلوا من عملهم أو أُجبِروا على الحصول على عطلة أو استقالوا في الأسابيع الستة الماضية منذ بداية الاضطرابات، هاجم رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو، رئيس الوزراء التركي، متسائلاً: «لماذا تسمح برحيل الصحافيين؟ لماذا تجبرهم على الرحيل؟ هل لأنهم يكتبون مقالات لا تعجب رؤساءهم».
وقال الزعيم المعارض «إننا نواجه الآن فترة جديدة تخضع فيها وسائل الإعلام لسيطرة الحكومة والشرطة ويتلقى معظم رؤساء وسائل الإعلام أوامر من السلطات السياسية. فترة تنشر فيها التقارير الصحافية التي توافق عليها السلطات السياسية، أما تلك التي لا توافق عليها فتُمنع من النشر».
وكان كيليتشدار أوغلو، يتحدث الى الصحافيين في العاصمة أنقرة لإطلاق تقرير أعده حزبه عن الصحافيين السجناء في تركيا. ووفقاً للتقرير يوجد 64 صحافياً في السجون الآن.
(الأخبار، رويترز)