لم يمنع الوضع الأمني البالغ التوتر الذي يطاول ضباطاً كباراً في أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية، المؤتمر الوطني العام من إقرار قانون انتخاب الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الدائم للبلاد في جلسته العلنية أمس، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الليبية (وال).وذكرت مصادر خاصة لـ«الأخبار» أن الجلسة التي انعقدت بعد جهد طويل عقب استقالة النائب الأول لرئيس المؤتمر جمعة أحمد عتيقة «لأسباب صحية»، كما أوضح عضو المؤتمر صفوان ميلاد، تضمنت القانون الذي حدد شكل الهيئة واختصاصاتها وعددها (60).
وقالت المصادر إن القانون حدد نسبة 10 في المئة من المقاعد للمرأة ليصبح لها 6 مقاعد، بينما أقر في مادته (5) تحديد نسبة 10 في المئة للأقليات، أي 6 مقاعد أيضاً.
وكان المؤتمر الوطني العام قد خصص جلساته التي عقدها طوال الأيام الماضية لمناقشة مشروع القانون، إذ أبدى الأعضاء ملاحظاتهم على مواده، وصولاً إلى الصياغة النهائية التي أُقرّت أمس.
وبذلك تكون ليبيا قد بدأت مرحلة جديدة من مراحل تحولها نحو الديموقراطية، فيما قدم النائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني العام استقالته من منصبه في رسالة تُليت خلال الجلسة الصباحية للمؤتمر.
ودعا عتيقة النائب عن الدائرة التاسعة في مصراتة أعضاء المؤتمر إلى «المضي قدماً في إتمام الاستحقاقات التي اختارهم من أجلها الشعب الليبي وانتهاج مبدأ الحوار الهادف ونبذ الفرقة والتنازع وتوحيد الصفوف».
من جهة ثانية، ذكرت وكالة الأنباء الليبية أن العقيد فتحي علي العمامي آمر مكتب البحث والإنقاذ التابع لرئاسة الدفاع الجوي الليبي في مدينة درنة (شرق) اغتيل مساء الاثنين في هذه المدينة.
وأطلق مسلحون مجهولون النار على العقيد العمامي حين توجه إلى متجر يملكه في درنة على ساحل البحر المتوسط.
وقال المتحدث باسم رئاسة الأركان علي الشيخي، إنه كان يحاول فتح المتجر وكانت هناك سيارة تنتظره في ما يبدو وأطلق من بداخلها الرصاص عليه.
وزادت أعمال العنف في ليبيا في الأشهر الأخيرة مع سعي الحكومة إلى فرض سلطتها على الميليشيات المسلحة التي أسهمت في إطاحة نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
ومنذ أسبوعين اغتال مسلحون العقيد فوزي البركي من مكتب مكافحة الإرهاب، وكان القتيل أحد الضباط الفاعلين في «جهاز مكافحة الإرهاب والزندقة في العهد السابق».
وتتحدث تقارير إخبارية عن أن درنة معروفة في أنحاء المنطقة بأنها مركز تجنيد مهم للمقاتلين المتشددين للمشاركة في الحروب في العراق وأفغانستان وسوريا.
وتتركز أعمال العنف في شرق ليبيا بوجه خاص، ولا سيما في مدينة بنغازي مهد الانتفاضة المناهضة لمعمر القذافي ويستهدف أغلبها قوات الأمن. ويقول سكان إنه يحتمل أن بعض الهجمات أعمال انتقامية ينفذها سجناء سابقون.
إلى ذلك، هزّ حي الزهور على طريق المطار في العاصمة طرابلس، أمس، أربعة تفجيرات متتالية استهدفت أربع سيارات إحداها تتبع الشرطة العسكرية والبقية سيارات مدنية تخص مواطنين يعملون لدى الشرطة العسكرية ولم يُفد عن وقوع أي أضرار بشرية.
(الأخبار، أ ف ب)