في خطوة فاجأت الجميع أمس، أعلنت الإكوادور تخلّيها عن اتفاق جمركي مع الولايات المتحدة كان يمنحها تعرفة تفضيلية، كبادرة لضمان استقلاليتها في دراسة طلب اللجوء السياسي الذي قدمه إدوارد سنودن قبل أيام. وجاء في بيان قرأه وزير الاتصالات الإكوادوري فرناندو الفارادو «تتخلى الاكوادور من طرف واحد وبصورة لا رجعة عنها عن أفضليتها الجمركية». وأضاف البيان إن «الاكوادور لا تقبل الضغوط ولا التهديد من أحد ولن تساوم على مبادئها، ولن تخضعها للمصالح التجارية، مهما كان حجمها». وأفادت سلطات كيتو إن «هذه التعرفة منحت في الأصل كتعويض لدول الانديز عن مكافحة تهريب المخدرات، لكنها سرعان ما أصبحت أداة جديدة للابتزاز». وقالت الرئاسة الإكوادورية على موقعها على الانترنت إن الولايات المتحدة مارست «ضغوظاً صريحة وضمنية» بشأن دراسة طلب سنودن واللجوء الممنوح لجوليان أسانج. من جهة اخرى، أفادت قناة «اونيفيزيون» الأميركية الناطقة باللغة الإسبانية أمس أن الاكوادور منحت مسرّب وثائق «وكالة الأمن القومي» سنودن «جواز مرور».
وكان سنودن قد بدأ يومه الخامس في مطار شيريميتييفو بموسكو، بعدما غادر هونغ كونغ الاحد الماضي، فيما ألغت واشنطن جواز سفره وطالبت السلطات الروسية بتسليمه. ونشرت «أونيفيزيون» على موقعها نسخة من وثيقة بتاريخ 22 حزيران ادّعت فيها أنها صدرت عن قنصلية الاكوادور العامة في لندن باللغتين الاسبانية والانكليزية.
وجاء في الوثيقة أن «القنصل العام للاكوادور في لندن يمنح جواز المرور هذا للمواطن الوارد اسمه آنفا، وتمنح هذه الوثيقة للسماح لصاحبها بالسفر الى الاكوادور بهدف اللجوء السياسي».
واضافت الوثيقة انه «يُطلب من سلطات بلد الترانزيت أن تقدم المساعدة اللازمة إلى صاحب الوثيقة كي يتمكن من مواصلة سفره الى الاكوادور». وورد في الوثيقة المتضمنة في صفحة طبع عليها ختم الاكوادور، اسم سنودن ومكان وتاريخ ميلاده ولون شعره وعينيه وقامته ووضعه العائلي. ووقع الوثيقة فيدل نرفايز نرفايز بصفته «القنصل العام للاكوادور في لندن».
وكانت الاكوادور قد نفت أول من أمس أن تكون قد منحت وثيقة سفر لسنودن وأبقت المتابعين في حالة ترقب مشددة على أن دراسة قرار منح اللجوء قد تأخذ يوماً او شهراً.
وتستقبل سفارة الاكوادور في لندن ايضا جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، الذي نشر مئات الاف الوثائق السرية سنة 2010، وذلك تفاديا لنقله الى السويد حيث هو مطلوب لمحاكمته بتهمة الاعتداء الجنسي.
وفي تصريح لافت أيضاً، قال الرئيس الاميركي باراك أوباما أمس إنه «لم يتصل بالرئيسين الصيني شي جينبينغ او الروسي فلاديمير بوتين» بشأن قضية سنودن «لان المسألة محض قانونية». وأكد أوباما أنه لن يأمر باعتراض اي طائرة تقلّ سنودن في حال مغادرته روسيا. وقال متهكماً «لن آمر بخروج طائرات مقاتلة للامساك بقرصان انترنت في الـ29 من العمر».
(الأخبار، أ ف ب)