أثنی المرشد الأعلى للثورة الإسلامیة في إيران علي خامنئي أمس علی «الملحمة العظیمة والحقیقیة» التي سطّرها الشعب الإیراني في الانتخابات الرئاسیة الأخيرة، داعیاً الی دعم الرئیس المنتخب حسن روحاني. وقال خامنئي، في معرض تقييمه للانتخابات، في أول خطاب يلقيه بعد هذا الاستحقاق الذي أجري في 14 حزيران الحالي، إن «الهزیمة الشاملة التي مُنیت بها برامج العدو وأهدافه وتجلت (من خلال) الثقة العامة للشعب بالدولة الإسلامیة والقائمین علی الانتخابات ووجود الأمن الراسخ وتقید المترشحین الآخرین بالقانون مقابل الرئیس المنتخب واقتدار الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة وصلابتها في الدفاع عن مصالح الشعب، تعدّ كلها من النقاط المهمة للانتخابات».
وخلال استقباله رئیس السلطة القضائیة صادق آملي لاريجاني ومسؤولي السلطة القضائية، لمناسبة الذكری السنویة لاغتيال 73 من أنصار الثورة عام 1981، أعرب عن شكره للإجراءات التي يتخذها الجهاز القضائي.
ووجّه المرشد الأعلى عتباً علی بعض ما قاله المترشحون للانتخابات في حملاتهم الانتخابیة، قائلاً «إن الحكومة الحالیة وبجانب مواقع ضعفها لدیها مواقع قوة كثیرة، وكم كان جیداً لو ألقى المترشحون نظرة منصفة علی الخدمات المهمة للحكومة والأعمال الأساسیة والمشاریع الانمائیة التي أنجزتها».
ورأى خامنئي أن «نزاهة السلطة القضائیة وفاعلیتها یشكلان هدفین استراتیجیین ودائمین لجهاز القضاء»، مؤكداً أن هذین الهدفین السامیین یجب أن یؤخذا بنظر الاعتبار في جمیع البرامج والإجراءات لكي یتحول جهاز القضاء الی مجموعة متكاملة ونزیهة». وأشار الی التخطیط المُعقّد والمتعدد الأوجه الذي قامت به «الجبهة المعارضة للشعب الایراني» علی مدی عام قبل الانتخابات، قائلاً إن «أعداء الجمهوریة الإسلامیة ومعارضيها حاولوا إما ألا تقام الانتخابات أو أن تُقام بفتور یتخلله عدم اهتمام الشعب بها».
وكشف أن أعداء إيران «كانت لدیهم خطط لما بعد الانتخابات أیضاً لكي یتابعوا تحت ذرائع مختلفة مآربهم المشؤومة، لكن الشعب أظهر بفضل الله ورعایته مهارته وعظمته یوم الانتخابات، وان ما حصل كان علی طرف نقیض من مطالب الأعداء بـ180 درجة». وأشار الى المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات الرئاسية، معتبراً أن «هذه الحقيقة تبيّن أنه حتى الذين لا يؤيدون النظام، لديهم ثقة بالنظام والانتخابات، لأنهم يدركون أن الجمهورية الاسلامية تقف كالأسد في مواجهة الطامعين وتدافع جيداً عن المصالح الوطنية والكرامة الوطنية».
ووصف الانتخابات بـ«الملحمة الكبرى والحقيقية للشعب الإيراني الواعي واليقظ»، مؤكداً ضرورة تقديم المساعدة الى الرئيس المنتخب في القيام بأداء مسؤولياته. وأضاف «إن لقاء المرشحين الآخرين مع رئيس الجمهورية المنتخب وتهنئته والإعراب عن سرورهم بانتخابه، قد أدخل الفرحة على قلوب الشعب، وهو أمر يستحق الشكر».
وتطرق خامنئي الى الموضوع النووي، متحدثاً عن الغرب بالقول «إذا تخلوا عن التعنت فإن حل القضية النووية الايرانية عمل سهل ويسير». وأكد أنه «بالنسبة الى الأعداء لا أهمية للموضوع النووي وحقوق الانسان والديموقراطية وأي شيء آخر، لأنهم يريدون فقط وقف عجلة تطور الشعب وإعادة هيمنتهم على إيران. إلا أن الجمهورية الإسلامية من خلال الاقتدار والاستقلال والاعتماد على الشعب والتوكل على الله، صامدة وتدافع عن مصالح إيران». ورأى أن «التجربة أثبتت أن كل من تمسك بطريق الحق سينتصر، وبلا شك فان الشعب الإيراني سيوجه صفعة الى الاعداء في هذا المجال أيضاً».
وفي مستهل اللقاء، قدم رئيس السلطة القضائية لاريجاني تقريراً عن أهم الإجراءات التي قام بها الجهاز القضائي خلال العام المنصرم.
في غضون ذلك، أعلنت دائرة الأمن في محافظة فارس (جنوب إيران) أن عناصر الأمن في المحافظة تمكنوا من تفكيك «أعقد شبكة تجسس مدعومة من قبل أميركا والكيان الإسرائيلي وبعض الدول الرجعية في المنطقة».
وأوضحت أن هذه الشبكة من الجواسيس كانت تنوي تنفيذ عمليات اغتيال وتفجير قنابل في أماكن إقامة صلاة الجمعة والهجوم على مراكز الاقتراع والتجمعات الشعبية خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في إيران في 14 حزيران الحالي.
من جهة أخرى، أعلن رئیس مؤسسة الطاقة الذریة الإیرانیة، فريدون عباسي دواني، مشاركة إیران في معرض «آتوم اکسبو2013» الدولي في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، وفي «المؤتمر الدولي للطاقة الكهروذریة في القرن 21» في بطرسبورغ.
وأشار الى أن هذه المشاركة تهدف الى «عرض قدرات إیران في مجال صادرات الخدمات الفنیة والهندسیة في قطاع الطاقة النوویة». وقال رئیس مؤسسة الطاقة الذریة إن إیران تقدّمت خطوات جیدة في مجال تصمیم المفاعلات النوویة وإنتاجها خلال السنوات الأخیرة. إلى ذلك، أرسل سلاح البحر في الجيش الإيراني سفينتين حربيتين قاذفتين للصواريخ الى ميناء‌ «أستراخان» الروسي، في زيارة هي الأولى من نوعها، حسبما أعلن العميد البحري سياوش جره أمس.
(فارس، إرنا)