بينما كان تقرير الوكالة الوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد من فيينا أمس بأن إيران ربما تمثل أكبر مشكلة للوكالة، لكنها ليست الدولة الوحيدة التي تماطل في الاستجابة لطلبات المفتشين بتقديم معلومات تتعلق بالأنشطة النووية، انتهت المناظرة الثالثة والأخيرة بين المرشحين للانتخابات الرئاسية في إيران. وعبر القناة الأولى في التلفزيون الايراني، استهل المناظرة بالقرعة المرشح المستقل محسن رضائي، الذي عرض برنامجه السياسي قبل أن يبدأ باقي المرشحين نقد برنامجه. وأكد رضائي أنه سيضع حداً للنزاعات السياسية خلال حكومته، وانه سيشكل طاولة للحوار ويطلق المجال للحريات المشروعة، كما انه سينظم القوانين على نحو يسمح للجميع بالدفاع عن حقوقهم. بدوره، قال المرشّح حسن روحاني «إن أساس السياسة الداخلية لحكومة التدبير والأمل يقوم على ضمان الأمن وتوفير الاستقرار لجميع المواطنين في ايران في كافة أبعاد الحياة»، مضيفاً أن القضية الثانية هي مسألة الحرية التي يجب أن تتوافر للجميع. وانتقد روحاني سياسة البلاد في الأعوام الأخيرة، قائلاً «إننا لم نفشل فقط في استقطاب المخالفين لنا، بل خسرنا حتى الأصدقاء والمتناغمين معنا والثوريين».
من جانبه، قال المرشح الرئاسي غلام علي حداد عادل إن «المعضلة الاقتصادية مرتبطة بالحظر (الدولي) الذي وصفه الاعداء بالمشل»، موضحاً أن هذا الحظر يمكن الحد من تأثيراته عبر تبني نظام اداري أفضل.
بدوره اكد المرشح محمد باقر قاليباف، أن برنامجه في الحقل الدبلوماسي يستند الى خمسة محاور، قائلاً «إن تحقيق الانسجام الدائم والدبلوماسية الاقليمية الفاعلة وتنشيط الدبلوماسية الاقتصادية والدبلوماسية العمومية واستراتيجية المقاومة المقتدرة والتنافس الواعي هي محاور برنامجه الدبلوماسي». أما المرشح محمد غرضي، فقال «إن ما أفهمه من السياسة الخارجية أنها انعكاس للمشاكل الداخلية للبلاد»، متسائلاً: «هل المشاكل الداخلية للبلاد، وغياب التناسب بين الاستعدادات الداخلية يسمحان بانتهاج سياسة خارجية واضحة تساعدنا على تسوية المشاكل؟».
بدوره، قال المرشح محمد رضا عارف إن «اداء الحكومة خلال الأعوام الثمانية الماضية أثبت أننا لا نستطيع ان نلبي احتياجات البلاد، ونحقق المبادئ والأهداف بالاعتماد على تيار واحد»، مؤكدا ضرورة الاستفادة من الطاقات الملتزمة والمقتدرة، بغض النظر عن انتماءاتهم وميولهم.
المرشح سعيد جليلي رأى «أن السياسة الخارجية حقل للفكر، ويجب أن نبحث هذه القضية على أساس مبادئ الاسلام الأصيل». واضاف «يجب ان نفوض هذا العمل الى ادارة واعية تؤمن بالحوار، وبانها قادرة على أن تمارس مهمّاتها بنجاح حتى نهاية المطاف».
في المقابل، انتقد المرشح علي اكبر ولايتي، أسلوب التفاوض «الإشكالي» الذي يعتمده جليلي، مسؤول التفاوض عن الجانب الايراني مع القوى الكبرى بشأن الملف النووي الايراني، مشيراً إلى أن «المفاوضات الجارية حالياً اشكالية».
من جهة ثانية، أفاد التقرير السنوي لوكالة الطاقة في ختام اجتماع حكام الوكالة الممثلين لـ 35 دولة، بأن من بين 159 دولة عضواً هناك 71 دولة لم ترد على طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية «لتقديم معلومات تتعلق بالضمانات أو إيضاحات بشأنها في الوقت المناسب».
وقال التقرير الدولي إنه رغم طلبات الأمم المتحدة العام الماضي لم تقم إيران «بتعليق أنشطتها الخاصة بالتخصيب، أو تلك المتعلقة بالماء الثقيل، ولم تبدد المخاوف الجمة التي تساور الوكالة تجاه الأبعاد العسكرية المحتملة» لبرنامجها النووي.
(فارس، أ ف ب، رويترز)