بينما بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ، جولة على بعض دول أميركا اللاتينية قبل أسبوع من لقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما، في لوس أنجلوس، اتفقت الولايات المتحدة والصين على عقد لقاءات منتظمة على مستوى عال اعتباراً من تموز المقبل حول أمن الانترنت والتجسس التجاري، ووضع مدونات سلوك مشتركة، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أول من أمس.وقالت الصحيفة إنه «أول جهد دبلوماسي لنزع فتيل التوتر (بين البلدين) بعد التصريحات الأميركية التي أشارت الى عمليات تسلل معلوماتية يومية وسرقة أسرار صناعية وحكومية».
واعلن مسؤول أميركي مشارك في المفاوضات التي تهدف الى عقد هذه اللقاءات، للصحيفة، «نحن بحاجة الى ضوابط وقواعد». وقالت الصحيفة إن «المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم لا يأملون أن تؤدي هذه العملية على الفور إلى خفض كبير لعمليات التسلل اليومية التي مصدرها الصين».
الا انها «مسألة مهمة لا يمكن انجازها فقط في لقاء واحد»، حسبما أعلن مسؤول اميركي لم يكشف هويته، موضحاً ان اللقاءات المنتظمة على مستوى عال ستتركز اولاً على سرقة الملكية الفكرية لشركات أميركية.
وأول من أمس، اغتنم وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، فرصة عقد منتدى حول الأمن في آسيا بحضور وفد عسكري صيني لاتهام بكين بالتجسس المعلوماتي.
وهذا الاتهام الجديد الذي جرى التعبير عنه أمام المسؤولين العسكريين الآسيويين الرئيسيين، يضع ضغوطاً على بكين قبل أسبوع من قمة الرئيسين الأميركي والصيني.
وكان تقرير في البنتاغون قد ندد في أول ايار الماضي بحملة تجسس معلوماتي واسعة من قبل بكين، في محاولة منها لجمع معلومات عن برامج الدفاع الاميركية.
في هذه الأثناء، وقّع الرئيس الصيني في بورت اوف سبين ثلاث اتفاقيات لتعزيز التعاون بين الصين وترينيداد وتوباغو، في المجالات التقنية والاقتصادية والثقافية، وذلك في اليوم الأول من زيارته الى هذه الدولة الصغيرة في البحر الكاريبي، التي اختارها لتكون محطته الأولى في جولته الأولى على القارة الأميركية.
وترافق شي في جولته الأميركية زوجته بينغ ليوان، وهي مغنية سابقة انجذبت اليها عدسات المصورين بفستانها الأخضر الصيني الطراز.
واحتل تزويد الصين بالطاقة حيزاً كبيراً في المباحثات، ولا سيما أن ترينداد وتوباغو، تعتمد في اقتصادها على ازدهار قطاع النفط والغاز.
وسيكون كذلك الحال في المكسيك، التي يصلها شي غداً وتستمر يومين.
وقد وقعت بكين ومكسيكو أخيراً عدة اتفاقيات تعاون، إحداها بين شركة «بيميكس» النفطية المكسيكية العامة ونظيرتها الصينية «تشاينا ناشيونال بتروليوم» من أجل تبادل التكنولوجيات.
(أ ف ب، رويترز)