في وقت بدا فيه كأن السعودية تتحرك حيال إيران عبر القنوات الدبلوماسية، برزت أمس حملة على كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، سعيد جليلي، من زملائه المرشحين للرئاسة، فيما انتقد هو سلفه في هذا المنصب، حسن روحاني، لتقديمه «تنازلات أكثر من اللازم» للقوى العالمية في المحادثات بشأن برنامج إيران النووي، لكن روحاني رفض هذا الاتهام.
وبينما بدا البرنامج النووي موضوع توافق بالنسبة الى المرشحين الثمانية للانتخابات الرئاسية، قال جليلي «بغضّ النظر عن المرشح الذي سيُنتخب في 14 حزيران، فإن أنشطة تخصيب اليورانيوم ستتواصل من دون خوف من الأعداء». أما وزير الخارجية السابق، علي أكبر ولايتي، فانتقد جليلي، معتبراً أن «المفاوضين يجب أن يعرفوا اللغة الدولية لكي يفهمها الطرف الآخر». وقال القائد الأسبق للحرس الثوري، محسن رضائي، «حتى الآن، أدت المفاوضات الى تشديد للعقوبات»، داعياً الى «تغيير التوجه» في هذا المجال، فيما أكد محمد باقر قاليباف أنه في حال انتخابه «ستواصل الحكومة المقبلة مهمتها، لكن بشكل بنّاء على أساس المصلحة الوطنية والقيم الثورية».

وتتطلع إيران الى تشغيل مفاعل «آراك» النووي الذي يعمل بالماء الثقيل العام المقبل، بينما يرى خبراء إسرائيليون وغربيون أن أي هجوم على البرنامج النووي الإيراني سيفضّل على الأرجح القيام به قبل تشغيل «آراك» تفادياً لانبعاث إشعاعات.
وتقول الجمهورية الإسلامية إنها ستنتج نظائر مشعة للاستخدام الطبي والزراعي. لكن محللين يقولون إن هذا النوع من المنشآت يمكن أن ينتج أيضاً بلوتونيوم لاستخدامه في صناعة الأسلحة في حال إعادة معالجة الوقود المستنفد، وتقول إيران إن لا نية لديها لهذا.
وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يدلين، «من يفكر في مهاجمة مفاعل نشط يريد تشيرنوبيل أخرى»، مشيراً الى حادث المفاعل السوفياتي الذي وقع عام 1986 والذي أدى الى انتشار غبار مشع في معظم أنحاء أوروبا.
وفي السياق، أفاد دبلوماسي غربي في فيينا، حيث يوجد مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأنه «بات الخوف من مسار البلوتونيوم وموقع آراك أقوى كثيراً»،
في هذا الوقت، شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، على «الضرورة العاجلة والملحة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي».
وفي سياق الحملات الانتخابية، قال موقع «كلمة» المعارض إن سبعة أشخاص اعتقلوا ونقلوا الى سجن إيفين أثناء تجمع انتخابي مؤيد لروحاني. لكن مكتب روحاني دان، في بيان، «أي حركة غير مناسبة، ودعا الجميع الى احترام القانون والتحلي بالهدوء والصبر»، مؤكداً أن مثل تلك التحركات «تناقض خط المعتدلين» وأنها «تصب في خانة العدو».
وألقى روحاني، المقرب من الرئيس الأسبق محمد خاتمي، كلمة أمام حشد من مئات المؤيدين الشبان في حي جمران في شمال طهران، قائلاً «لماذا توجد أجواء أمنية في كل مكان؟ في الشوارع والجامعات والمدارس. يجب أن نضع نهاية لهذه الأجواء الأمنية».
وشجع روحاني أنصاره على التوجه الى صناديق الاقتراع في مجموعات، مضيفاً إن «شعبنا يستحق المزيد من السلام والحرية والرخاء، وكذلك المزيد من الشرف والأمن. لن يكون هذا ممكناً إلا بوجودكم. لا تدعوهم يثبطوا عزيمتكم».
وأمس، أعلن قائد الشرطة الوطنية، الجنرال اسماعيل أحمدي مقدم، حسبما نقلت وكالة الأنباء الطلابية، أن «أحد تعهدات المرشحين هو عدم اتباع قادة التمرد في 2009. هذه القضية ليست مرتبطة ربما بالمرشح، وقد يكون البعض أراد الاستفادة من الوضع».
من جهة ثانية، شدد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، خلال استقباله أمس سفير السعودية، عباس محمد الكلابي، على ضرورة إزالة بعض سوء الفهم بين طهران والرياض «ضمن مسار وأسلوب صحيحين». وتأتي الزيارة بعد أسابيع من زيارة صالحي للسعودية التقى خلالها نظيره السعودي سعود الفيصل.
إلى ذلك، تعرضت المروحية التي كانت تقلّ الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس لـ«حادث» واضطرت إلى القيام بهبوط اضطراري في شمال شرق طهران. وخرج نجاد من الطائرة سالماً وواصل أنشطته قبل أن يعود الى العاصمة براً، حسبما أفاد الموقع الرسمي للرئاسة على الإنترنت.
(أ ف ب، رويترز، فارس، مهر