أعلن كبير المفاوضين النوويين في إيران سعيد جليلي، أمس، أن بلاده مستعدة لسلك الطريق الدبلوماسي مع القوى العالمية قبل انتخابات الرئاسة التي تشهدها البلاد الشهر المقبل أو بعدها. وقال بعد محادثات حول النزاع النووي مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في اسطنبول «نحن مستعدون لمواصلة محادثاتنا مع (القوى الست) حين تكون مستعدة قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية في إيران... ستجري محادثات قريباً». وأضاف جليلي «مساء أمس (الأربعاء) أجرينا، كما أوضحت آشتون، محادثات طويلة ومفيدة... سنحت لنا فرصة الدخول في التفاصيل وقررنا مواصلة العمل والإبقاء على محادثاتنا»، مؤكداً أن «مقترحاتنا في الما آتا (خلال مفاوضات نيسان) كانت جيدة جداً». وقال «نأمل أن يتوصلوا الى تفاهم حول هذه المقترحات. نأمل أن يتمكنوا من تحويل مقترحاتنا الى فرصة للتعاون».
وأكد جليلي مجدداً أن إيران لن تتخلى أبداً عن حقها في تخصيب اليورانيوم، مشدداً على أن «الشعب الإيراني لن يسمح _ حتى بعد الانتخابات في 14 حزيران المقبل _ بانتزاع حقه في تخصيب اليورانيوم»، مطالباً بضرورة رفع العقوبات الدولية عن بلاده.
وفي ختام هذا الاجتماع، أعلنت آشتون، التي تتولى إدارة المفاوضات باسم الدول الكبرى، أن مواقف الطرفين لا تزال «متباعدة حول أساس الموضوع». وجاء اجتماع جليلي مع آشتون التي تشرف على المحادثات مع إيران بالنيابة عن الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، بعد جولة دبلوماسية فاشلة في نيسان في مدينة الما آتا في كازاخستان.
وفي أحدث إجراء أميركي لمحاولة عرقلة تمويل البرنامج النووي الإيراني، أضافت وزارة الخزانة الأميركية الى قائمتها السوداء شركة صرافة وشركة تجارة مقرهما الإمارات، قائلة إنهما تعاملتا مع مصارف إيرانية في خرق لحظر تفرضه الولايات المتحدة.
وقال نائب وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في الولايات المتحدة ديفد كوهين، إن الولايات المتحدة ستنفذ بصرامة اعتباراً من الأول من تموز عقوبات تحظر على الحكومات أو الشركات الخاصة ببيع الذهب لإيران.
وأبلغ كوهين لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس في شهادته عن إيران أن هناك زيادة في مبيعات الذهب لإيران نتيجة الانخفاض الحاد في قيمة الريال الإيراني. وقال «يمكن أن أؤكد لكم أننا ندرس بحرص شديد أدلة على ما إذا كانت أي جهة خارج إيران تبيع الذهب للحكومة الإيرانية». ورداً على سؤال عما إذا كان على علم بارتفاع مبيعات الذهب من تركيا لإيران، سلم كوهين بأنه «لا شك في أن هناك ذهباً ينقل من تركيا إلى إيران». وأضاف «من منظور ما، فإن تجارة الذهب هذه التي نراها تتزايد هي انعكاس لنجاح عقوباتنا في دفع قيمة الريال إلى الانخفاض».
وفقد الريال نحو ثلثي قيمته أمام الدولار منذ أواخر عام 2011 نتيجة عقوبات غربية تستهدف القطاع المصرفي وصادرات النفط بسبب أنشطة إيران النووية، ما يشكل ضغوطاً مالية على العديد من الإيرانيين.
(أ ف ب، رويترز)