وصلت الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران أمس، إلى الفشل حول اتفاق يسمح للأخيرة بالتثبت من أن طهران سعت أو لم تسع إلى تصنيع سلاح ذري، حسبما قال كبير مفتشي وكالة الطاقة هيرمان ناكيرتس. لكن المندوب الإيراني لدى المنظمة الدولية علي أصغر سلطانية تحدث عن «تحقيق بعض التقدم». وقال سلطانية: «لقد أجرينا محادثات مكثفة اليوم. وقُدِّمت مقترحات من الجانبين».
وأعلن سلطانية أيضاً أن الطرفين «سيدرسان حالياً هذه المقترحات بعناية، وأثناء اللقاء المقبل سنحصل على نتائج»، مضيفاً أن «الهدف هو ردم الفجوات للوصول إلى خلاصة بشأن النص أثناء الاجتماع المقبل».
في المقابل، أعلن كبير مفتشي وكالة الطاقة أنه «لم نتمكن من حسم وثيقة مقاربة ممنهجة نتفاوض بشأنها منذ عام ونصف عام».
وأضاف ناكيرتس البلجيكي أن «التزامنا من أجل حوار متواصل ثابت. لكن يتعين علينا الاعتراف بأن كل جهودنا لم تصل إلى نتيجة حتى الآن».
وتابع يقول: «سنواصل محاولة العمل على إيصال هذه العملية إلى خواتيمها. سيُحدَّد موعد لاجتماع جديد».
وتريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تبرم اتفاقاً مع إيران يسمح لها بالدخول بحرية إلى مواقع ووثائق أو أفراد باستطاعتهم مساعدتها في التحقق مما إذا كان البلد حاول أو لم يحاول تطوير السلاح الذري.
وكان ناكيرتس لدى وصوله إلى المحادثات في مقر البعثة الدبلوماسية الإيرانية في فيينا، قد قال: «كما تعلمون، لا تزال الخلافات قائمة، لكننا ملتزمون الحوار، ومصممون على حل هذه المسائل، وبالتالي سنعمل جاهدين اليوم على حل هذه الخلافات».
وتؤكد وكالة الطاقة وجود إثباتات «عامة ذات صدقية» على إقدام علماء إيرانيين حتى عام 2003 وربما بعده كذلك على إجراء أبحاث حول تطوير قنبلة نووية.
وتجري الوكالة عمليات تفتيش دورية للمنشآت النووية الإيرانية المعلنة، فيما تنفي طهران بنحو قاطع السعي في الحاضر أو في الماضي إلى حيازة أسلحة نووية، وتؤكد أنها ليست ملزمة بإجازة الدخول إلى أي موقع آخر. وتبنى مجلس الأمن الدولي سلسلة من القرارات تطالب إيران بتعليق جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم، وأُرفق بعضها بعقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وفي العام الفائت بدأت عقوبات إضافية أميركية وأوروبية تثير مشاكل اقتصادية كبرى، نظراً إلى استهدافها القطاعين النفطي والمصرفي الإيرانيين.
وفي السياق، أظهرت بيانات جمركية رسمية أن كوريا الجنوبية استوردت سوائل الغاز الطبيعي من إيران للشهر الثاني على التوالي في نيسان الماضي، رغم العقوبات الدولية على طهران، لكن مصدراً على علم مباشر بالمسألة قال إن ذلك حدث بسبب تأخر وصول شحنات من عقد سابق.
وأوقفت واردات كوريا الجنوبية من سوائل الغاز الطبيعي الإيراني، وهو خام لقيم خفيف يستخدم في إنتاج البتروكيماويات في تموز الماضي بسبب العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على الناقلات التي تنقل الخام الإيراني، لكن شركة «سامسونغ توتال» للبتروكيماويات الكورية الجنوبية أبرمت صفقة في السوق الفورية في وقت سابق هذا العام مدفوعة بالسعر الرخيص للوقود.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه: «جزء من شحنة آذار تعطل وسيورد جزئياً في نيسان»، مضيفاً أنه لن تكون هناك واردات من سوائل الغاز الطبيعي في أيار الحالي.
وكانت كوريا الجنوبية خامس أكبر مستورد للنفط الخام في العالم وثاني أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال استوردت الشهر الماضي 136 ألفاً و604 أطنان من سوائل الغاز الطبيعي.
(أ ف ب، رويترز)



التقت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون أمس كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي في اسطنبول، للمرة الأولى منذ محادثات مجموعة «5+1» في كازاخستان في نيسان الماضي.
وأعلن جليلي: «إننا ننتظر رداً واضحاً من 5+1 على مقترحاتنا».
وقال لدى وصوله إلى مطار إسطنبول: «لقد قدمنا مقترحات معتدلة في محادثات آلما أتا، وقد طلبت مجموعة 5+1 في المقابل مهلة لأربعة أيام للرد على هذه المقترحات، إلا أن هذه المهلة قد طالت».
وعما إذا كانت الانتخابات الرئاسية الايرانية ستترك أثراً على مسار المحادثات، قال جليلي: إن الموضوع النووي الإيراني هو موضوع مجمع عليه وطنياً بعيداً عن التوجهات الفئوية.
(الأخبار)