نواكشوط | لم تدم فرحة الموريتانيين كثيراً بعد إعلان موافقة المعارضة والموالاة على مبادرة رئيس البرلمان مسعود ولد بلخير الهادفة إلى إنهاء الأزمة السياسية، حتى اعاد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الوضع إلى ما كان عليه برفضه حكومة ائتلافية من ضمن المبادرة. ونقلت صحيفة «الأخبار» الموريتانية، أن عبد العزيز أكد خلال اجتماع بنواب الأغلبية الداعمة له استعداده لقبول كل نقاط مبادرة رئيس البرلمان مسعود ولد بلخير باستثناء نقطة مشاركة المعارضة في حكومة ائتلافية تشرف على الانتخابات المقبلة. وأضافت أن الرئيس الموريتاني قال «إنه رئيس منتخب من طرف الشعب ولن يقبل بإشراك المعارضة في أي حكومة توافقية»، مضيفاً أن ما عدا ذلك هو مستعد له ويرحب به.
وشدد ولد عبد العزيز على أن الانتخابات ستجرى في موعدها الذي حددته اللجنة المستقلة للانتخابات، نافياً أن تكون لديه أي نية في تأجيلها أو تغيير موعدها.
وكانت اجواء من الارتياح قد سادت البلاد مع إعلان موافقة طرفي النزاع على مبادرة رئيس البرلمان الهادفة إلى ايجاد حلول تخرج البلاد من أزمتها السياسية التي تعيشها منذ خمس سنوات.
وكانت المعارضة قد أكدت أن الكرة باتت في ملعب الرئيس وموالاته بعد موافقتها على مبادرة رئيس البرلمان.
وطلبت المعارضة التي التقاها رئيس البرلمان بشقيها الراديكالي والمحاور تكثيف «الاجتماعات والمشاورات للتنسيق في الآليات والضمانات التي تشترطها المنسقية لنزاهة الانتخابات». ووسط هذه التطورات تبدو الانتخابات البرلمانية المقرر تنظيمها في أيلول القادم ابرز التحديات التي ستبحثها الاقطاب السياسية الموريتانية.
ويحذر الرئيس السابق للجنة الانتخابات الشيخ سيدي احمد ولد باب مين من خطورة الاستعجال في تنظيم الانتخابات.
ويبدي ولد باب أمين عجبه من اتفاق الاحزاب على الانتخابات كما لو كانت هدفاً بحد ذاتها أو أنها النهاية السعيدة لأزمة هيكلية بعمق أزمة بلادهم.
ويرى أن على الموريتانيين الذين يعيشون اختلالات في مؤسساتهم الديموقراطية أن يوفروا على أنفسهم كلفة تنظيم هذه الاقتراعات التي يرى انها لن تفيد إلا بإثقال الأعباء المالية وتوسيع طيف سلطة أعيان ووجهاء جرى تدجينها بأنواع الهبات.
ويدعو المسؤول الى تنظيم استفتاء دستوري يسوي هذه الاختلالات بعد مشاورات موسعة، ولو كان ذلك سيكبح جماح المترشحين المتعطشين للانتخابات المرتقبة.