هل بدأت السلطة الفلسطينية تمهيد الأجواء لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل عبر إجراءات «حسن نية»؟ سؤال تطرحه الأنباء عن سحب مشاريع قرارات ضد الاحتلال في منظمة اليونسكو، وهي المنظمة الوحيدة التي اعترفت بفلسطين دولة كاملة العضوية، إذ ذكرت الإذاعة العبرية أن إسرائيل توصلت إلى اتفاق مع الاردن والسلطة الفلسطينية، بوساطة أميركية، ينص على شطب مشاريع قرارات ضدها كان من المفروض التصويت عليها، أمس، لدى منظمة اليونسكو الدولية للتربية والعلوم والثقافة. وترمي مشاريع القرارات هذه، حسب الإذاعة، إلى إدانة إسرائيل بسبب نشاطاتها في المناطق وما وُصف بمحوها الطابع العربي للقدس. وقد وافقت إسرائيل في المقابل على السماح لوفد خبراء من اليونسكو بالقيام بجولة تفقدية في عدة مواقع أثرية في البلدة القديمة من القدس منتصف الشهر المقبل.
كذلك أعلنت إسرائيل موافقتها على المشاركة في اجتماع لليونسكو سيعقد الشهر المقبل في باريس لبحث قضية جسر باب المغاربة. وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل قد أوقفتا دعمهما المالي لليونسكو بعد قبولها عضوية السلطة الفلسطينية فيها.
وأكد الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، النبأ بشكل غير مباشر، إذ طالب اليونسكو بأخذ دورها في متابعة الأماكن التراثية والتاريخية في فلسطين. وأوضح أن وفد اليونسكو خلال زيارته الشهر المقبل الى فلسطين يجب أن يقف عند مسؤولياته في متابعة التزوير الذي تقوم به حكومة الاحتلال في فلسطين.
بدورها، استنكرت حركة الجهاد الاسلامي الاتفاق. واعتبرت الحركة ما حدث استمراراً لنهج التفاوض العقيم الذي وفر الغطاء وهيّأ للاحتلال فرصاً ومناخاً مشجعاً لتهويد المقدسات ومزيداً من الانتهاكات للتراث الفلسطيني. وقالت «إن صدور قرارات إدانة للاحتلال من قبل منظمة «اليونسكو» لا يلغي تكليف المنظمة لجاناً مختصة لمتابعة الشكاوى المرفوعة لها والقرارات التي صدرت عنها، وبالتالي فإن خطوة سحب مشاريع القرارات غير مبررة على الإطلاق». وأوضحت «الجهاد» «لقد تعهدت السلطة بموجب اتفاق «العار الجديد» بعدم تقديم شكاوى جديدة لليونسكو لمدة عام كامل، ما يعني توفير غطاء للاحتلال ليقوم بمزيد من الانتهاكات بحق المقدسات والتراث الفلسطيني».
وطالب بيان الحركة «جماهير شعبنا وأمتنا برفض هذا الاتفاق الذي يراد تسويقه تحت عناوين «العمل على حماية القدس»، وندعو لتحرك عربي وإسلامي جاد لحماية المقدسات ومواقع التراث الفلسطيني المهددة تحت واقع التزييف والشطب والسرقة الذي تفرضه سلطات الاحتلال بالقهر والقوة وبغطاء سياسي خبيث».
(الأخبار)