لا يزال «مكتب التحقيقات الفدرالي» بانتظار أن يتمكّن من استجواب المشتبه فيه باعتداء بوسطن جوهر تسارناييف الذي يعالج في المستشفى من إصابات بالغة، فيما يواجه «اف بي آي» انتقادات بسبب إهماله في هذا الملف. وأعلن المكتب الفدرالي في بيان أصدره أمس أن «جوهر تسارناييف لا يزال في حالة حرجة».
وبعد حوالى 24 ساعة من المطاردة، أوقفت الشرطة جوهر تسارناييف مساء الجمعة، وقد أصيب بشكل بالغ، وعثر عليه في مركب موضوع في حديقة في ووترتاون، الضاحية الغربية لبوسطن.
وذكرت شبكة «سي بي اس» الاميركية نقلاً عن محققين أن جوهر «تعرّض لإصابتين في جسمه ونزف كثيراً».
وسيلجأ المحققون الأميركيون في حالة جوهر الى بند «الاستثناء الخاص بالأمن العام» من أجل استجوابه. هذا الإجراء يعني أن المشتبه فيه لن يستفيد على مدى أيام من حق التزام الصمت أو من حق إبلاغه أن بإمكانه الاستعانة بمحام خلال عمليات الاستجواب.
وينتظر عناصر من شرطة مكافحة الشغب من المدرّبين على استجواب معتقلين مصنفين «بالغي الاهمية» استجواب جوهر، كما قال مسؤول في قوات الأمن.
ولم يتردد عدد من جمهوريي مجلس الشيوخ في المطالبة بأن تطلق على جوهر صفة «عدو مقاتل» رغم حصوله على الجنسية الاميركية. وهذه الصفة هي كتلك التي أطلقت على المعتقلين في غوانتنامو، والتي تنصّ على أنه «يمكن اعتقال شخص ما لمهلة غير محدودة بدون محاكمة أو أن يحاكم أمام محكمة عسكرية».
وفي هذه الأثناء، ينكبّ المحققون الأميركيون بشكل خاص على رصد الاشهر الستة التي أمضاها الشقيق الأكبر تاميرلاند في داغستان والشيشان العام الماضي. لكن والده أنزور يؤكد من جانبه أن ابنه «لم يقم سوى بزيارة أفراد من عائلته». وكانت السلطات الروسية طلبت في عام 2012 من الـ «اف بي آي» التحقيق حول تاميرلان استناداً الى «معلومات مفادها أنه يؤيد الإسلام المتطرف ومؤمن متشدد، وأن سلوكه تغيّر بشكل جذري في عام 2010»، كما أعلنت الشرطة الفدرالية التي «لم تعثر على أي دليل على قيامه بنشاط إرهابي»، فتراخت في ملاحقته ومراقبته. وعلى أثر تلك الاعترافات، واجه «مكتب التحقيقات الفدرالي» أمس انتقادات شديدة لأنه لم يواصل مراقبة تاميرلان عند عودته الى بوسطن في تموز 2012.
من جهة أخرى، نفى متمردو شمال القوقاز أمس أي ضلوع لهم في اعتداء بوسطن. وقالت قيادة التمرد في داغستان، في بيان نشر على موقع على الانترنت، إن متمردي القوقاز «لا يشنّون عمليات عسكرية ضد الولايات المتحدة الاميركية».
وأضاف البيان «نحن لا نناضل إلا ضد روسيا المسؤولة ليس فقط عن احتلال القوقاز بل أيضاً عن جرائم بشعة ضد المسلمين».
ودعا المتمردون وسائل الإعلام الاميركية الى «وقف التكهنات وعدم مساعدة الدعاية الروسية»، ونصحوا في الوقت نفسه السلطات الاميركية «بالتركيز على احتمال ضلوع أجهزة استخبارات روسية» في الاعتداء.
وكانت وسائل إعلام أميركية أعلنت أن الـ«اف بي آي» يحقق في احتمال وجود روابط بين المشتبه فيهما في اعتداء بوسطن والتمرّد الإسلامي في القوقاز الروسي بقيادة دوكو عمروف. وبحسب وسائل الإعلام، فإن السلطات الأميركية كانت تحقق خصوصاً في خلية متمردة في داغستان معروفة باسم «ولاية داغستان».
من جانبها، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن مصادر في الأجهزة الأمنية الروسية أنه «في الوقت الراهن، ليس لدينا معلومات موثوق بها حول ضلوع الأخوين تسارناييف في الحركة المتطرفة لإمارة القوقاز».
(الأخبار، أ ف ب)