أكد المجلس الوطني للانتخابات في فنزويلا أن قرار إعادة فرز الأصوات لن يغير من واقع فوز نيكولاس مادورو بكرسي الرئاسة في البلاد، في حين أكد مادورو عقب تنصيبه رسمياً رئيساً للبلاد رغبته في حوار المعارضة. وأعلنت نائبة رئيسة المجلس الوطني الانتخابي في فنزويلا ساندرا أوبليتاس أن التدقيق في تعداد الأصوات بعد الانتخابات الرئاسية في البلاد لن يؤثر «بأي شكل من الأشكال» على النتائج التي أظهرت فوز نيكولاس مادورو. ودعت أوبليتاس، خلال مؤتمر صحافي أول من أمس، إلى «عدم إثارة توقعات زائفة حول ما يبقى مجرد عملية تدقيق ولن يغير في أي شكل من الأشكال في النتيجة الانتخابية». وأضافت إن «المجلس الوطني الانتخابي أعلن النتائج الانتخابية، وكل من لا يوافق عليها يمكنه أن ينقضها أمام الهيئات المعنية، ولا يعود لعملية التدقيق أن تعطي نتائج مختلفة».
من جهتها، شددت المعارضة على أن المراجعة، المتوقع أن تستغرق شهراً، يجب أن تشمل جميع جوانب الانتخابات. وطالب المدير الوطني لحملة كابريليس، كارلوس أوكاريز، أنصار المعارضة باليقظة لأن عملية إعادة فرز الأصوات ستستغرق وقتاً لكي نصل إلى الحقيقة.
وأضاف أوكاريز، في مؤتمر صحافي، إن نتيجة لاستطلاع الرأي أظهرت أن أغلبية الناخبين الفنزويليين يؤيدون إجراء إعادة الفرز اليدوي وهي مراجعة وافية بدرجة أكبر مما وافقت عليه السلطات. وندد بما وصفه بحالات تعرض خلالها موظفون في الدولة للاضطهاد للاشتباه في أنهم أعطوا أصواتهم للمعارضة.
وكان الرئيس الجديد نيكولاس مادورو قد أكد خلال أدائه اليمين الدستورية أنه سيحترم قرار إعادة فرز الأصوات.
وقال «أحترم المجلس القومي للانتخابات. ربما اختلف بعض الشيء مع القرار الذي اتخذه، لكنها قضية منتهية. المجلس القومي للانتخابات اتخذ قراراً وأنا أؤيده بشدة فهو يفعل ذلك في إطار الدستور والقانون».
وفي إطار آخر، تعهد الرئيس المنتخب بتعديل خطط الحكومة لتتوافق مع واقع الصحة والتعليم ولتوفير الغذاء ولتنشيط الاقتصاد على مستوى الحكومة والبلديات. كما وعد مادورو بالسير على خطى راعيه الرئيس الراحل هوغو تشافيز، وأكد في الوقت نفسه أنه يمد اليد للمعارضة بعد الأزمة الأخيرة عقب الانتخابات الرئاسية. وأوضح مادورو أنه جاهز للحوار مع الجميع «بما في ذلك مع الشيطان».
وفي سياق متصل، تبين أن الرجل الذي فاجأ الجميع بوصوله إلى المنصة أثناء إلقاء مادورو كلمته عقب تنصيبه لم يكن سوى المهرج الفكاهي المعروف بالمقالب الإعلامية يندري سانشيز.
وأوضحت السلطات أن سانشيز (28 عاماً) وضع في الحبس على ذمة التحقيق، وهو متخصص في التشويش على الاجتماعات السياسية والحفلات الموسيقية وانتخاب ملكات الجمال كما كشفت الصحافة المحلية. وكان سانشيز قد تمكن من خداع الأجهزة الأمنية وحمل الرئيس مادورو الذي كان يلقي خطاب التنصيب في الجمعية الوطنية في كراكاس على التوقف لحظات عن القراءة، بعدما استولى على مكبر الصوت الذي حاول رئيس الجمعية الوطنية التمسك به، لكنه لم ينجح.
في إطار آخر، نددت «المدافعة» عن الشعب الفنزويلي غابرييلا راميريز القريبة من الحكومة بأعمال التخريب التي ارتكبها أنصار المعارضة واستهدفت مستوصفات بعدما نددت المعارضة بتوقيف متظاهرين.
من جهتها، اتهمت المعارضة الفنزويلية حكومة الرئيس مادورو بتوقيف أعداد من المتظاهرين الذين احتجوا منذ الاثنين الماضي على نتائج الانتخابات منددين بحصول تجاوزات.
وكشفت النائبة عن المعارضة ديلسا سولورزانو أنه تم توقيف 242 متظاهراً منذ الاثنين الماضي، ولا سيما بتهمة القرع على القدور خلال تجمعات احتجاج.
(أ ف ب، رويترز)