بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، المرتقبة إلى إسرائيل كمحطة أولى في جولة شرق أوسطية، كُشف عن صفقة أسلحة متطورة جداً بين واشنطن وتل أبيب والسعودية والإمارات، تسمح للولايات المتحدة بتحقيق قفزة نوعية في القدرات العسكرية لحلفائها، في مواجهة إيران وحلفائها في المنطقة.
وكشفت العديد من التقارير الاعلامية الإسرائيلية عن أنّه بات بامكان سلاح الجو الإسرائيلي، وضمن الاستعدادات لمواجهة إيران، امتلاك طائرات حديثة تزوّد بالوقود، ورادارات للطائرات القتالية وصواريخ مضادة للرادارات، إضافة إلى «الطائرة المروحية أوسبري V-22». وأوضحت هذه التقارير أنّه سيتم التوقيع على الصفقة الاسبوع المقبل، بين وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون ونظيره الأميركي هاغل، الذي كثيراً ما تحدثت وسائل الاعلام الإسرائيلية عن أن اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة سعى للحؤول دون توليه منصبه.
ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أنّ المباحثات بشأن صفقة الأسلحة، التي تبلغ قيمتها نحو 10 مليارات دولار، جرت خلال العام الماضي، بين وزير الدفاع السابق إيهود باراك، ونظيره الأميركي السابق، ليون بانيتا. وتمّ بحث هذه الصفقة أيضاً، بين باراك وهاغل خلال لقائهما الشهر الماضي.
وبحسب الصحيفة، باتت إسرائيل، بموجب هذه الصفقة، قادرة، للمرة الأولى في تاريخها، على امتلاك «الطائرة المروحية أوسبري V-22»، التي توصف بالقدرة على التحليق بسرعة عالية لمسافات طويلة، ونقل قوات كالطائرات، وقادرة على التحليق والهبوط كمروحية، وتعتبر أحدث تطور في عالم العمليات الخاصة. وكانت مجلة سلاح الجو قد ذكرت، قبل حوالي سنة ونصف السنة، أنّ هذه الطائرة «تغيّر قواعد اللعبة وتنتج تغييرا جوهريا»، وأن ذلك يعود إلى سرعتها المضاعفة عن المروحية، وقدرتها على مواجهة تهديدات صواريخ أرض جو، وقدرتها على التحليق على مستويات مرتفعة.
وسيتزود سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي، أيضاً، بطائرات تزود بالوقود بالجو من الجيل الجديد، KC-135، التي توصف بأنها «ستطيل ذراع سلاح الجو الإسرائيلي، وتسمح له بمهاجمة إيران». كما ستحصل إسرائيل على صواريخ جديدة قادرة على تدمير أنظمة رادار، وعلى رادارات متطورة للطائرات القتالية، وعلى قنابل دقيقة ومتطورة لسلاح الجو، يحتاج إليها الجيش الإسرائيلي من أجل امتلاك القدرة على شن «هجمات جراحية» مثل الأهداف المتصلة بحزب الله في لبنان.
في السياق، نقلت الصحيفة عن مسؤول في «البنتاغون» قوله إنّ الهدف من هذه الصفقة، ضمان بقاء القوة العسكرية الإسرائيلية الأفضل في المنطقة من أجل ردع إيران وغيرها، وحرص على أنّ لا يبدو ذلك كما لو أنه تسريع لخطط شن هجوم منفرد ضد المنشآت النووية الإيرانية. وأوضحت «يديعوت»، بأنّ الصفقة التي عرضها على الكونغرس تضمنت وعوداً لأصدقاء إسرائيل، بألا تمس الصفقات مع السعودية والامارات بالتفوق النوعي لإسرائيل.
كما لفتت الصحيفة إلى أن هاغل ينوي، أيضاً، انجاز صفقات أسلحة أخرى مع كل من السعودية والامارات العربية المتحدة، بهدف تعزيز قوة هذه الدول إلى جانب اسرائيل في مواجهة إيران. وبموجب هذه الصفقات، سوف تحصل الإمارات على 26 طائرة «ف – 16»، بموجب صفقة تصل قيمتها إلى 5 مليارات دولار.
كما أشارت الصحيفة إلى أن السعودية، التي لا تزال تنتظر 84 طائرة من طراز «أف 15» في صفقة وقعت عليها في العام 2010، تستطيع في إطار الصفقة الحالية تزويد هذه الطائرات بصواريخ « جو - أرض» أميركية متطورة.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أنّ إسرائيل ضاعفت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة كميات الوقود الخاصة بالاستخدام العسكري التي تستوردها من الولايات المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب طلبت شراء 864 مليون غالون من الديزل الذي تستخدمه الآليات العسكرية، ووقود الطائرات الذي تستخدمه مقاتلات سلاح الجو، وذلك مقارنة مع 444 غالوناً اشترتها عام 2010. وتبلغ كلفة هذه الكمية نحو 2.67 مليار دولار، يتم تغطية جزء منها من أموال المساعدات التي تقدمها واشنطن لتل أبيب.