انتهت الجولة الثانية من محادثات «آلما أتا 2» بين مجموعة الدول «5+1» وايران، باتفاق الجانبين على مواصلة المحادثات اليوم، في ظل استمرار الخلافات حول طرق حل الأزمة المتعلقة ببرنامج طهران النووي. وأفادت وكالة‌ أنباء فارس الإيرانية، بأن الجولة الثانية من محادثات الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي (فرنسا والصين وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة) وألمانيا مع ايران، في آلما أتا كبرى المدن الكازاخستانية‌، استغرقت نحو ثلاث ساعات، مضيفة أن الجانبين اتفقا على مواصلة المفاوضات اليوم السبت.
وكان نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي باقري، قد أكد أن طهران قدمت إلى السداسية الدولية في محادثات آلما أتا، خطة واقتراحات خاصة ببدء تعاون جديد. وقال باقري إن أمين المجلس الأعلى سعيد جليلي، قدم أمس خطة واقتراحات إيرانية بهدف بدء تعاون جديد مع «السداسية»، مشيراً إلى أن هذه الاقتراحات تأتي في إطار خطة شاملة طرحتها طهران في جولة موسكو من المفاوضات سابقاً. وأضاف باقري أن «إيران في مباحثات اليوم (أمس) ركزت على ثلاثة محاور، هي بدء العملية وأطر العملية ونتائجها النهائية».
في هذه الاثناء، أكد مساعد وزير الخارجية الايرانية لشؤون آسيا والمحيط الهادئ عباس عراقجي، ان رفع الحظر المفروض من قبل الدول الغربية على ايران يجب ان يجري خلال مسار المحادثات مع مجموعة «5+1». وقال، في مقابلة خاصة مع وكالة «مهر» الإيرانية للانباء، إن «البدء بتوجه جديد في محادثات ايران ومجموعة «5+1» يُعدّ في حد ذاته خطوة ايجابية، واذا استمر هذا التوجه في محادثات «المآ أتا 2»، فمن المؤكد أن تكون نتيجته رفع الحظر، واذا لم يتحقق ذلك فلن نواصل مسار المحادثات».
وقال المفاوضون الإيرانيون إنهم عرضوا مقترحاتهم «المحددة»، لكن دبلوماسياً غربيا قال إنهم لم يردوا بعد بوضوح على مبادرة القوى الست. وقال دبلوماسي غربي «نحن في حيرة بعض الشيء من وصف الايرانيين لما قدموه خلال الجلسة الصباحية.. ليس هناك رد واضح أو ملموس بعد على.. اقتراح (القوى الست)».
ويأمل الدبلوماسيون الغربيون على الأقل إجراء مناقشات جادة بشأن نقاط محددة في عرضهم، الذي تقدموا به خلال جولة المحادثات الأخيرة التي جرت في شباط الماضي، والذي بموجبه يتعين على ايران اغلاق منشأة «فوردو» بالقرب من قم (جنوبي طهران، ونقل بعض مخزونات اليورانيوم المخصب إلى الخارج مقابل تخفيف العقوبات على قطاع البتروكيماويات الايراني، وتجارة طهران في الذهب وغيره من المعادن النفيسة.
وفي الوقت الحالي ربما تسعى ايران إلى كسب الوقت في محاولة منها لابقاء المسار الدبلوماسي لتجنب عقوبات جديدة قبل الانتخابات.
لكن إذا أخفقت المحادثات في تحقيق تقدم كاف فإن من المرجح أن تفرض الحكومات الغربية عقوبات اقتصادية جديدة للضغط على طهران ومحاولة اقناع اسرائيل في نفس الوقت بعدم توجيه أي ضربة عسكرية لايران.
وذكر مدير وحدة الشرق الأوسط في مركز يوراسيا للاستشارات، كليف كوبتشان، أن «الفشل المحتمل لهذه الجولة (من المحادثات) لا يعني أن الضربات (العسكرية) وشيكة، أو أنه لا فرصة امام الدبلوماسية في وقت لاحق من العام.. زيارة أوباما أخيراً طمأنت اسرائيل إلى أن واشنطن تتخذ موقفاً صارماً».
ويرى دبلوماسيون غربيون أنه وفقاً لأفضل التصورات فقد يمنح هذا الطرفين بعض الوقت لدراسة تفاصيل أي اتفاق مستقبلي.
وكانت مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا قد قدمت لايران عرضاً يتضمن تخفيف بعض العقوبات مقابل تنازلات من طهران بشأن برنامجها النووي، الذي يعتقد الغرب انه يهدف الى تصنيع قنبلة ذرية.
(رويترز، أ ف ب)