نقلت كوريا الشمالية صاروخاً ثانياً متوسط المدى إلى ساحلها الشرقي، ونصبته على منصة إطلاق صواريخ نقالة أمس. وفي إشارة إلى حجم خطورة الموقف، طلبت بيونغ يانغ من بعض السفارات الأجنبية، بينها الروسية والبريطانية، التفكير في إجلاء رعاياها قبل 10 نيسان الحالي. ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية أمس عن مسؤول حكومي كوري جنوبي رفيع المستوى قوله إنه «تأكد أن كوريا الشمالية نقلت في مطلع هذا الأسبوع صاروخين متوسطي المدى من نوع «موسودان» في القطار إلى الساحل الشرقي ونصبتهما على آليات مجهزة بمنصات اطلاق». ولم يُجرَّب صاروخ «موسودان» بعد، لكن يعتقد أن مداه يبلغ نحو ثلاثة آلاف كيلومتر، ويمكن أن يصل إلى أربعة آلاف كيلومتر مع حمولة أخف.
وهذا الصاروخ يمكنه أن يصل الى اي هدف في كوريا الجنوبية واليابان، ويمكن ان يصل الى قواعد عسكرية أميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ.
وأفاد مسؤول في البحرية الكورية الجنوبية «يونهاب» بأنه، في المقابل، نُشرت مدمرتا «ايجيس» كوريتان جنوبيتان مع أنظمة رادار متقدمة؛ إحداهما قبالة الساحل الشرقي والأخرى قبالة الساحل الغربي، لرصد مسار أي اطلاق صاروخي.
وقال المسؤول: «إذا أطلق الشمال صاروخاً، يمكننا أن نلاحق مساره»، معتقداً أن الآليات التي تنقل الصواريخ قد تكون خُبّئت في منشآت خاصة تحت الأرض. وأضاف: «يبدو أن الشمال ينوي إطلاق الصواريخ من دون إنذار مسبق».
وفي موقف إيراني لافت، رأى نائب رئيس الأركان الإيراني الجنرال مسعود جزائري، أن «التوترات في المنطقة تفسر بطلبات الولايات المتحدة المبالغ فيها وجهود أنصار الحرب في هذا البلد لتعزيز وجوده في مختلف بقاع الأرض، ولكن كذلك رغبتهم في الإطباق على كوريا الشمالية»، ملمحاً بذلك إلى الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.
وأضاف أن «المسؤولين في هذا البلد (كوريا الشمالية حليفة إيران) لا خيار لديهم سوى مواجهة التحركات غير المشروعة للولايات المتحدة»، موضحاً أن «وجود الولايات المتحدة هو السبب الرئيسي لانفصال الكوريتين والتوتر الماضي والحاضر في هذه المنطقة».
في المقابل، أعلنت الولايات المتحدة أنه يتعين على كوريا الشمالية وقف تهديداتها بشن حرب، والإيفاء بالتزاماتها الدولية، إذا كانت ترغب في تلقي المساعدات الاقتصادية من المجتمع الدولي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية، فكتوريا نولاند، في مؤتمر صحافي، إن «الرئيس باراك أوباما، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، أوضحا أنه إذا حبذت كوريا الشمالية سلك خيارات أخرى، فإن الولايات المتحدة جاهزة لأن تستجيب. إلا أنه بكل أسف، الاستجابة التي لقيتها الولايات المتحدة على مقترحها كانت تتمثل في تصعيد متزايد من خطابها السياسي». ورأت نولاند أن تصريحات بيونغ يانغ الأخيرة «لن تزيد إلا من العزلة التي تعيشها، وتعوق جهود تعاملها مع الأسرة الدولية».
ونفت نولاند أن يكون البيت الأبيض والبنتاغون قد تلقيا أي إخطار مسبق من قبل كوريا الشمالية بشأن تهديداتها الأخيرة، حسبما قال المتحدث الرسمي باسم أركان الجيش الكوري الشمالي، الذي قال إن بلاده أبلغتما بأنها ستعمل على سحق سياسات الولايات المتحدة العدائية تجاه بلاده.
في هذه الأثناء، أعلن المتحدث باسم سفارة روسيا في بيونغ يانغ، دنيس سامسونوف، أن «ممثلاً عن وزارة الخارجية الكورية الشمالية عرض في 5 نيسان على الجانب الروسي النظر في مسألة إجلاء موظفي السفارة الروسية».
وأضاف الدبلوماسي أن روسيا تلقّت هذا العرض «وكذلك السفارات الأخرى في بيونغ يانغ، نظراً إلى تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية».
بدورها، قالت بريطانيا إن كوريا الشمالية طلبت منها الاستعداد لإجلاء موظفيها من سفارتها في بيونغ يانغ بسبب تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. لكن وزارة الخارجية البريطانية ردت في بيان، قائلة: «نعتقد أنهم اتخذوا هذه الخطوة ضمن حملتهم الكلامية المتواصلة عن أن الولايات المتحدة تمثل تهديداً لهم. نبحث الخطوات المقبلة ومن بينها تغيير في درجة التحذير من السفر». وأضاف البيان أن على كوريا الشمالية «التزامات بموجب اتفاقية فيينا لحماية البعثات الدبلوماسية»، مشيراً الى أن «السفارة البريطانية في بيونغ يانغ تلقت اتصالاً صباح اليوم (أمس) يقول إن حكومة كوريا الشمالية لن تكون قادرة على ضمان سلامة السفارات والبعثات الدولية في البلاد في حالة اندلاع حرب اعتباراً من العاشر من نيسان».
في الوقت نفسه، قال وزير خارجية الفيليبين، البرت ديل روزاريو، إن بلاده مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة التي تعد دفاعاتها لمواجهة تهديدات من كوريا الشمالية بمهاجمتها، ملمحاً الى احتمال فتح المزيد من القواعد الفيليبينية للجيش الأميركي.
وأضاف روزاريو، في القاعدة العسكرية الرئيسية في مانيلا أمس: «أعتقد أننا كحليفين بيننا معاهدة فإنه اذا وقع هجوم فعلينا أن يساعد احدنا الآخر، وهذه هي طبيعة التحالف بموجب معاهدة».
وللولايات المتحدة سفن في «سوبيك» التي كان يتمركز بها في ما سبق الاسطول السابع الأميركي وطائرات في قاعدة كلارك القريبة وكانت قاعدة أميركية في ما سبق في جزيرة لوزون الرئيسية.
وبدأت الدولتان أمس تدريبات عسكرية مشتركة يشارك فيها نحو ثمانية آلاف جندي أميركي وفيليبيني تستمر أسبوعين تحمل اسم باليكاتان أو (كتف في كتف).
الى ذلك، وقعت هزة بقوة 6,2 درجات أمس شرق روسيا قرب الحدود مع الصين وكوريا الشمالية، حسبما أعلن المرصد الأميركي الجيولوجي.
(أ ف ب، رويترز، الأخبار)