رفض البرلمان القبرصي بأغلبية ساحقة أمس خطة الانقاذ الاوروبية التي تهدف إلى إنقاذ الجزيرة من الافلاس. وصوّت 36 نائباً ضد الخطة وامتنع 19 آخرون عن التصويت، ولم يصوّت أي نائب لصالحها. وذكرت وسائل الاعلام المحلية أن الحكومة ستحاول الآن إعادة التفاوض على شروط الصفقة مع الجهات الثلاث الدائمة، كما ستسعى في الوقت نفسه إلى إيجاد سبل أخرى لجمع مبلغ 5.8 مليارات يورو (7,47 مليارات دولار) المطلوبة للحصول على مبلغ 10 مليارات يورو في خطة الانقاذ. ومن بين تلك الخيارات إصدار برنامج سندات خزينة، وإعادة هيكلة بنوك الجزيرة ومحاولة اجتذاب مزيد من الاستثمارات من روسيا، حسب وسائل الاعلام. وكان رئيس البرلمان، ياناكيس أوميرو، دعا أعضاء البرلمان قبيل الجلسة إلى أن يقولوا «لا للابتزاز». وأضاف أوميرو، من حزب ايديك الاشتراكي أمام البرلمان، «لا يوجد سوى جواب واحد: لا للابتزاز... القرار ليس أكثر من غارة على حسابات البنوك... ويجب أن يكون مطلبنا هو إعادة التفاوض على هذا الاتفاق. إذا وافقنا على هذه الضريبة، فلن يبقي أي مستثمر أجنبي أمواله هنا».
من جهته، قال النائب عن الخضر، جورج بيرديكس، «وكأننا نهوي من ارتفاع 10 آلاف متر من دون مظلة، والهدف الوحيد من هذا القرار هو تدمير الاقتصاد القبرصي. لكننا نقول لا لن نصوّت». ورأى زعيم حزب اكيل الشيوعي اندروس كيبريانو أن «قبرص كبش محرقة بشأن الضريبة على الودائع المصرفية».
وفي وقت سابق أمس، أعلن المتحدث باسم الحكومة القبرصية، خريستوس ستيليانيدس، أن الرئيس نيكوس اناستاسيادس سيجري محادثات جديدة مع المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل اليوم حول خطة الإنقاذ التي تم التفاوض بشأنها مع الاتحاد الاوروبي.
كذلك قالت متحدثة ألمانية أمس إن ميركل أصرّت في اتصالها مع الرئيس القبرصي على إجراء المفاوضات حول خطة المساعدة فقط مع الترويكا الاوروبية.
وفي سياق متصل، أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، خلال مؤتمر مالي في فرانكفورت أمس، أن على الحكومة القبرصية «الآن تطبيق تعهداتها». وأكدت لاغارد أن «إعادة المصارف إلى حجمها المناسب وإعادة تنظيمها وفق ترتيب جيد هي إحدى النقاط المركزية للاتفاق» الذي تم التوصل اليه السبت حول خطة إنقاذ قبرص. ووعدت قبرص أيضاً بمزيد من التشدد في التصدي لتبييض الاموال.
إلى ذلك، عرض البنك الروسي «غازبروم» على قبرص مساعدة مالية مقابل امتيازات لإنتاج الغاز الطبيعي قبالة سواحل الجزيرة المتوسطية. وذكرت صحيفة «فيدوموستي» الروسية اليومية أن «غازبروم» بنك شارك العام الماضي مع مجموعة نوفاتك الروسية للغاز وشركة توتال الفرنسية للنفط في استدراج عروض لاستثمار موارد المحروقات «الأوف شور» في قبرص، لكن المفاوضات منيت بالفشل.
(أ ف ب، رويترز)