أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير لها أمس، أن ايران بدأت بنصب أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً في موقع ناتنز في مطلع شباط الجاري، فيما أكدت باريس بعد لندن أن مجموعة الست ستقدم عرضا يحمل عناصر جوهرية خلال اجتماع المجموعة مع إيران في كازاخستان الأسبوع المقبل. وجاء في تقرير وكالة الطاقة الذرية أنه «في 6 شباط لاحظت الوكالة أن ايران بدأت نصب أجهزة طرد مركزي من نوع «أي-آر-2 أم» في ناتنز». وأضاف «أنها المرة الأولى التي تنصب فيها أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً من «أي-آر-1» في الموقع». وفي 13 شباط، أعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية فريدون عباس دواني أنه بدأ بنصب هذه التجهيزات الجديدة وهو ما لم تؤكده الوكالة. وفي أول تعليق غربي على التقرير، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، أن «تركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة جديدة سيكون تصعيداً أكبر وانتهاكاً مستمرا لالتزامات ايران نحو (الامم المتحدة). هذا سيشكل خطوة استفزازية أخرى».
من جهة ثانية، أشار تقرير الوكالة الذرية الى الطريق المسدود الذي وصلت اليه محادثاتها مع ايران حول اتفاق التحقق من أنشطتها النووية. وقال «بعد عدة اجتماعات منذ سنة ويعود آخرها الى الأسبوع الماضي، لم يكن من الممكن انجاز وثيقة المقاربة المنظمة أو البدء بعمل فعلي في هذا الاتجاه».
وسيعقد لقاء بين القوى الكبرى، أي مجموعة «5+1» وايران في كازاخستان في 26 شباط. وأكدت فرنسا، على لسان مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني، أن مجموعة الست ستقدم عرضا محدثا لإيران مع عناصر جديدة خلال اجتماع كازاخستان. وقال «سنقدم عرضاً محدثاً سيتضمن عناصر جوهرية جديدة».
واضاف المتحدث الفرنسي أن «المقاربة تبقى تلك التي أطلق عليها مقاربة بغداد، أي مقاربة تدريجية بدءاً بإجراءات الثقة». وتابع «نأمل أن تدخل ايران هذا الاجتماع بروح بناءة، وأن تكون مستعدة لتبحث في التفاصيل وبأفق متجدد. نأمل أن يجري تبادل حقيقي لوجهات النظر يؤدي الى نتائج ملموسة».
وكان دبلوماسي غربي، رفض الكشف عن هويته، قد أعلن أن مجموعة الست تستعد لتقديم «عرض جدي وجوهري» لطهران مع عناصر مهمة. في المقابل، حذر سفير ايران في الامم المتحدة محمد خزاعي من أن تزايد الضغوط الغربية على طهران بسبب برنامجها النووي سيقضي على أي أمل في حل تفاوضي. وأكد أن بلاده تريد التفاوض لكنه انتقد استراتيجية الغرب بفرض عقوبات بموازاة الحوار. وقال إن «المزيد من الضغوط سيفضي الى المزيد من الريبة وسيدفع ايران الى فقدان الامل في تسوية تفاوضية». واضاف «ما دامت ايران تخضع لضغوط وما دام هناك سيف مسلط على اعناقنا لنتفاوض، فهذا ليس تفاوضا ولا يمكن للايرانيين القبول بذلك». وقال ان ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما أعلنت «حربا اقتصادية» على ايران.
الى ذلك، دافع البنك المركزي الأوروبي عن نظام لتسوية المدفوعات، بعدما ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» إن الكونغرس الأميركي يعمل على إعداد عقوبات جديدة مرتبطة بإيران تستهدف نظام البنك المركزي الأوروبي لتسوية المدفوعات عبر الحدود. وذكرت الصحيفة أن مشروع القانون يهدف للضغط على المركزي الأوروبي لبذل مزيد من الجهود لمنع الشركات والبنوك الإيرانية من استخدام نظام «تارجت 2» لإجراء معاملات باليورو. وأكد المركزي الأوروبي أنه يمتثل لعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على إيران. وقال متحدث باسم البنك «المركزي الأوروبي يضمن عدم تسوية أي معاملات غير مشروعة في «تارجت 2». لكن العقوبات هي عقوبات الاتحاد الأوروبي وليست من اختصاص البنك».
(أ ف ب، رويترز)