لا يزال الغضب مستعراً في منطقة كويتا الباكستانية، حيث استهدف تفجير أول من أمس، مدينة هزارة الشيعية، تبنته جماعة إسلامية متطرفة، وراح ضحيته أكثر من 80 قتيلاً إضافة الى عشرات الجرحى. وقال حاكم إقليم بلوخستان، نواب ذو الفقار علي ماجسي، أثناء تفقده أحد المستشفيات إن «الهجوم الإرهابي على الهزارة الشيعية في كويتا هو فشل للاستخبارات وقوات الأمن». ودعا زعماء الهزارة الحكومة إلى اتخاذ إجراء حاسم، فيما حذر بعض الباكستانيين من خروج العنف الطائفي عن السيطرة.
وقال نائب رئيس حزب الهزارة الديموقراطي، عزيز هزارة، «الحكومة مسؤولة عن الهجمات الإرهابية وجرائم القتل بين أفراد الهزارة لأن قواتها الأمنية لم تقم بعمليات ضد الجماعات المتطرفة». وأضاف «نمهل الحكومة 48 ساعة للقبض على الجناة المتورطين في قتل شعبنا وبعد ذلك سنقوم باحتجاجات قوية».
وأعلنت السلطات المحلية أن قنبلة تحوي حوالى طن من المتفجرات موضوعة في شاحنة صهريج فجرت عن بعد مساء أول من أمس في سوق محلية في مدينة هزارة تاون الشيعية الواقعة في ضواحي كويتا عاصمة ولاية بلوشستان. وقال مسؤول أمني كبير إن عدد القتلى يمكن أن يرتفع لأن هناك 20 شخصا أصيبوا بجروح خطيرة. وأُغلقت العديد من المتاجر والأسواق واستجاب أقارب المصابين لمناشدة المستشفيات بالتبرع بالدم. وقال التاجر محمد عمران «تعرف الحكومة تماماً من يفعل هذا، ومن وراء كل هذا. إذا أرادت الحكومة (منع ذلك) فلن يجرؤ أحد على أن يحمل ولو سكين مطبخ إلى أي سوق».
وفي العاصمة إسلام آباد، شارك نحو 400 شخص في تظاهرة لمطالبة الحكومة بالقضاء على التطرف. وقال سيد عباس نقوي «هناك قانون للغاب لكن أعتقد أن هذا البلد يخلو حتى من قانون الغاب»، فيما قال الطالب مالك أفضل «ما لم نقرر التكاتف فسيستمر القتل. اليوم ماتوا (الشيعة) وغدا سنموت نحن (السنّة). وفي اليوم التالي سيقتل آخرون»، كما نُظمت احتجاجات في بعض المدن الأخرى بما فيها كويتا وكراتشي العاصمة التجارية للبلاد.
وأعلنت جماعة «عسكر جنجوي» السنية المتشددة عن مسؤوليتها عن تفجير كويتا. وهي الجماعة نفسها التي تبنت تفجير في الشهر الماضي بمدينة كويتا أيضاً وقُتل فيه نحو مئة شخص.
ويقول مسؤولو استخبارات باكستانيون إن الجماعات المتطرفة التي تقودها جماعة عسكر جنجوي تريد زعزعة استقرار البلاد بأعمال العنف الطائفي. مع أن الاستخبارات الباكستانية نفسها متهمة أيضاً بدعم هذه الجماعة لاستخدامها في النزاع مع الهند، قبل أن تفقد السيطرة عليها.
(أ ف ب، رويترز)