سقط نيزك مصحوب بشهب عديدة على مقاطعة تشيليابينسك الروسية في منطقة الأورال أمس، متسبباً بإصابة نحو ألف شخص نتيجة تحطم النوافذ الزجاجية في بعض المباني القريبة من منطقة السقوط، بينما تمكن العلماء من الحصول على أجزاء النيزك بفضل الصيادين الذين كانوا أول الشهود على هذا الحدث. وأعلن متحدث باسم وزارة الأحوال الطارئة الروسية في بيان له، «أن نيزكاً تفتت فوق الأورال (وسط روسيا) واحترق جزئياً في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي. وتساقطت أجزاء منه على الارض. ودوت انفجارات قوية رافقتها ومضات من الضوء الأبيض». وأوضح المتحدث أنه «نيزك انفجر فوق تشيليابنسك وموجة الصدمة أدت الى تحطم نوافذ المباني وهدمت جزئياً جدران أحد المصانع»، مشيراً الى سقوطها «فوق مناطق غير مكتظة بالسكان».
وقال حاكم المنطقة ميخائيل يوريفيتش، حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي» إن «عدد الجرحى بلغ نحو 950»، فيما ذكرت الوكالة أن غالبية الجرحى أصيبوا بشظايا الزجاج لكنّ بعضهم يعاني أيضاً ارتجاجاً في المخ. وذكرت قناة «روسيا اليوم» أن عدد المباني المتضررة من سقوط النيزك بلغ زهاء 3 آلاف مبنى.
من جهتها، أعلنت أكاديمية العلوم الروسية أن النيزك كان قطره بضعة امتار ووزنه قرابة عشرة أطنان، وأنه تفتت على علو يراوح بين 30 و50 كيلومتراً.
وشاهدت مجموعة من الصيادين في السماء صباح أمس بقعة ضوئية تقترب من الأرض بسرعة كبيرة، وبعد ذلك بقليل سمعوا دوي انفجار كبير نتجت عنه أجزاء متناثرة في أماكن مختلفة. وعند اقترابهم من المكان الذي سقط فيه النيزك شاهدوا فتحة في الجليد بلغ قطرها نحو 8 أمتار. وعلى أثر ذلك أبلغوا الشرطة.
وقال متحدث باسم المنطقة العسكرية في الأورال العميد ياروسلاف بوشيوبكين، إن مجموعة استطلاعية حددت موقع سقوط أحد أجزاء النيزك على ضفة بحيرة تشيبركول. أما العلماء، فقالوا إن النيزك صغير جداً من حيث حجمه وطاقته، قياساً بنيزك تونغونسك الذي سقط عام 1908 في حوض نهر تونغوسكا في شرق سيبيريا، والذي راوحت قوته بموجب حسابات مختلفة بين 10 و40 ميغاطن من مادة التروتيل الشديدة الانفجار. وحسب المؤشرات، فان النيزك حجري أو حجري – حديدي.
في هذا الوقت، أعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، أثناء منتدى كراسنويارسك الاقتصادي: «لقد سقطت النيازك فوق مقاطعة تشيليابينسك وتيومين وبعض الأماكن الأخرى. وهذا على ما يبدو رمز آخر لمنتدانا. وآمل ألا تكون هناك عواقب خطيرة، لكنّ ذلك دليل آخر على أنه لا الاقتصاد فحسب، بل وكوكبنا على نحو عام ليس في مأمن».
وحصلت هذه الظاهرة بينما كانت وكالات الفضاء في مختلف انحاء العالم ترصد النيزك «2012 دي ايه 14» وهو كتلة مساحتها 45 متراً ووزنها 135 الف طن الذي كان من المفترض أن يمر بمحاذاة الارض يوم أمس. واعلنت وزارة الاحوال الطارئة تعبئة 20 الف عنصر وضعوا في حالة تأهب، إضافة الى ثلاث طائرات او مروحيات لمعاينة الاماكن.
وطالب الرئيس فلاديمير بوتين، ببذل اقصى الجهود لمساعدة السكان.
واغلقت المدارس في كافة انحاء المنطقة، بينما كانت الحرارة 18 درجة تحت الصفر الجمعة في الاورال. الا أن السلطات دعت السكان الى عدم الاستسلام للذعر. ولوحظت هذه الظاهرة ايضا في مناطق عدة مجاورة من كازاخستان.
(الأخبار، أ ف ب)