أعربت مجموعة دعم مالي، التي عقدت اجتماعاً في بروكسل أمس، عن الرغبة في وضع القوة الأفريقية المنتشرة في مالي تحت سلطة الامم المتحدة للاتفاق على السبل اللازمة لإرساء استقرار دائم في هذا البلد. وشدد الوزير الفرنسي المكلف بشؤون التنمية، باسكال كانفان، في ختام الاجتماع، على أن «الهدف الآن هو تحقيق السلام». وأضاف أن «العمليات العسكرية مستمرة، لكن علينا أن ننظر أبعد من ذلك، لأنه لن يكون هناك أمن دائم في مالي في غياب التنمية». وأوضح كانفان أن «الأهم حالياً هو انتشار القوة الأفريقية»، مضيفاً «هناك دعم من الجهات المعنية لتحويل المهمة إلى مهمة لحفظ السلام». بدوره أكد وزير الخارجية المالي تيمان كوليبالي، الذي مثل بلاده في الاجتماع، أن مالي ليست «ضد» هذه الخطوة، وأن «من الضروري مسبقاً تحديد تفويض» المهمة. وقال إن «وضعها تحت سلطة الامم المتحدة يسمح بالحصول على إمكانات».
وقال رئيس لجنة سيدياو ديزيريه كادري أويدراوغو أن «دول سيدياو والاتحاد الأفريقي ترغب في إشراك الأمم المتحدة»، لأن حفظ السلام في كل مالي سيكون «مهمة هائلة». وأضاف أن هذه المسألة «ستكون موضع نقاش في الامم المتحدة لمعرفة ماهية التفويض الأنسب».
وشارك نحو أربعين مسؤولاً من دول غرب أفريقيا وأوروبا ومنظمات كبيرة مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والبنك الدولي في الاجتماع الثالث المغلق لمجموعة دعم مالي. ومن دون اتخاذ قرار، ناقش المجتمعون الشروط المادية والمالية لنشر قوة أفريقية مكلفة بمساعدة الجيش المالي في استعادة الشمال الذي كانت تسيطر عليه مجموعات إسلامية مسلحة حتى التدخل الفرنسي.
في المقابل، «أحرز تقدم كبير» أمس في تشكيل البعثة الأوروبية لتدريب الجيش المالي. وقال مسؤول أوروبي إن «معظم الحاجات مؤمنة». وستساهم 16 دولة، في مقدمها فرنسا وألمانيا، في هذه المهمة التي تضم 500 عنصر، بينهم 200 مدرب، بتفويض يستمر 15 شهراً.
من جهة أخرى، برر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، أمام البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ، تدخل بلاده العسكري في مالي، ودافع عن القرار المتخذ في 11 كانون الثاني الماضي الذي قضى بإقحام الجيش الفرنسي الذي «لولاه لسيطرت المجموعات الارهابية على «كل مالي»، ما سيؤثر على «كل غرب أفريقيا»».
وأكد هولاند أن فرنسا ليس لديها «أي مصالح» اقتصادية في مالي تدافع عنها «بتدخلها» العسكري. وتابع «بالمقابل نحن نحمي الماليين أنفسهم (...) وإذا كانت هناك مسؤولية الآن بالنسبة إلى أوروبا، فهي الانتباه إلى أنه علينا تنمية هذه المناطق».
في إطار متصل، كشف وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، أن الشرطة اعتقلت أربعة متشددين إسلاميين مشتبه فيهم بالقرب من العاصمة باريس أمس، في إطار تحقيق في تجنيد متطوعين للانضمام إلى متمردي القاعدة في مالي، موضحاً أن الاعتقالات جاءت بعد تحقيق طويل تحت إشراف قاضي مكافحة الإرهاب مارك ترفيديك في شبكات تجنيد القاعدة.
ميدانياً، ينتظر اجتياز أول رتل من المدرعات الفرنسية نهر النيجر في محيط تين بكتو «تمبكتو» باتجاه غاو، كبرى مدن شمال مالي، باتجاه كيدال المحطة الأخيرة.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أمس أن 1800 جندي من الجيش التشادي دخلوا مدينة كيدال، المعقل السابق للجماعات الإسلامية المسلحة في شمال مالي، من أجل «تأمينها».
(أ ف ب، رويترز)