تشهد بريطانيا اليوم فضيحة جديدة قامت بها الشرطة، تمثلت بسرقة أوراق ثبوتية تخص نحو 80 طفلاً ميتاً في عمليات قام بها ضباط سريون (جواسيس). وكشفت صحيفة «الغارديان»، في عددها الصادر أمس، أن أحد قادة الشرطة في العاصمة لندن، استُدعي إلى مجلس العموم البريطاني (البرلمان) لشرح سبب قيام الشرطة بهذا العمل الذي أجازه ضباط كبار وغطَّوه سراً.وكشفت التحقيقات التي نشرتها «الغارديان» أن الشرطة تسللت داخل مجموعات احتجاج على مدى ثلاثة عقود بهويات الأطفال الموتى، من دون أن تُعلم أو تستشير أهاليهم. وقالت الصحيفة البريطانية إن اثنين من الضباط السريين قدّموا وصفاً تفصيلياً عن كيفية استخدامهم وآخرين هويات الأطفال الموتى.
مسؤول لجنة الشؤون الداخلية كايث فاز، قال للصحيفة إنه «صُدِم» لهذه الممارسة «البشعة»، مشيراً إلى أن اللجنة البرلمانية ستستمع إلى الجواسيس المتورطين بالعمليات، وكذلك ضحاياهم. وقال: «طلبت من نائب المفوض المساعد لشرطة العاصمة بات غالان التعامل مع هذه القضايا الناشئة». وغالان هو رئيس دائرة العاصمة (ميتروبوبيتان) للمعايير المهنية.
وبينت «الغارديان» كيف جهز ضباط الشرطة أنفسهم بسجلات شخصية مفبركة، إضافة إلى رخص قيادة وأرقام تأمين وطني، بأسماء الأطفال الذين اختيروا لذلك. كذلك زاروا منازل عائلات الأطفال الموتى ليألفوا بأنفسهم البيئة المحيطة ويجروا بحوثاً إزاء الأعضاء الآخرين من العائلة.
«سكوتلاند يارد» أعلنت، من جهتها، عن التحقيقات المثيرة للجدل. وقالت إنها تلقت شكوى واحدة، يُعتقد أن تكون مرجعاً لضابط شرطة مشتبه فيه كان جاسوساً عام 2003، وقالت إنه قد «تقدّر المخاوف التي أُثيرت»، مشددة على أن استخدام هويات الأطفال الموتى حالياً غير مسموح به. ونقلت الصحيفة عن ضابط شرطة قوله إن العملية كانت شبيهة «بإحياء» هوية أشخاص ميتين.
ويأتي هذا الكشف بعد سنتين بعد الكشف عن فضيحة متعلقة بضباط شرطة سريين على خلفية علاقات مع نساء كانوا يتجسسون عليهن. وفي الوقت الحالي هناك إحدى عشرة امرأة قمن بإجراءات قانونية ضد شرطة العاصمة بسبب الأضرار التي لحقت بهن.
وعن هذه الفضيحة التي ظهرت عام 2011، قال فاز إن «نشاطات ضباط الشرطة السرية هذه سببت عدم ثقة (بالشرطة)». وهنأ فاز «الغارديان» على تحقيقاتها. الصحيفة التي كانت سباقة إلى فضح هذا العمل تحدثت عن نية اللجنة البرلمانية الاستماع إلى اثنين من المحامين، هاريت ويستريتش وجوليس كاري، اللذين وُكّلا عن نساء قلن إنهن تعرضن للخداع عبر علاقة حميمة دامت أكثر من تسع سنوات مع جواسيس.
(الأخبار)