أكدت إيران أمس إحراز «خطوة كبرى» في سعيها الى إرسال بشر الى الفضاء مع حلول 2020 بإرسال قرد على متن مسبار الى ارتفاع 120 كيلومتراً وإعادته سالماً. وقال تلفزيون «العالم» الإيراني الناطق بالعربية، نقلاً عن «منظمة الصناعات الجو _ فضائية» التابعة لوزارة الدفاع، إن إيران نجحت أمس في «إطلاق مسبار بيشكام (الرائد)» الذي هدف الى «إرسال كائن حي (قرد) الى ارتفاع 120 كيلومتراً، واستعادة الشحنة سليمة». وقال وزير الدفاع أحمد وحيدي «إنها خطوة كبرى لخبرائنا وعلمائنا»، مؤكداً أن القرد كان «حياً» عند الهبوط. وسبق أن أرسلت إيران ثلاثة أقمار اصطناعية الى الفضاء منذ 2009 إضافة الى «مسبار» يحوي جرذاً وسلاحف وحشرات في شباط2010. وفشلت محاولة سابقة لإرسال قرد الى الفضاء عام 2011، وأقرّت إيران بهذا الفشل ضمناً من دون توضيح الأسباب.
في هذه الأثناء، نفت إيران تقارير إعلامية عن وقوع انفجار كبير في موقع «فوردو» لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم (جنوبي طهران). ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية (إرنا) عن نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، سعيد شمس الدين بار برودي، قوله إن «الأنباء الكاذبة عن انفجار في فوردو دعاية غربية قبل المفاوضات النووية للتأثير عليها وعلى نتيجتها».
وفي تطورات المفاوضات النووية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن القوى العالمية وإيران يجب أن «تتوقف عن التصرف مثل الأطفال» وتتفق على موعد ومكان لإجراء محادثات جديدة بشأن برنامج طهران النووي، مشيراً الى أن «جوهر محادثاتنا أهم بكثير (من مكان إجرائها) ونأمل أن يغلب صوت العقل». وأضاف، في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع نظيره البلجيكي ديديه ريندرز، «بعض شركائنا في القوى الست والجانب الإيراني لا يستطيعون التوصل الى اتفاق حول مكان اجتماعهم».
من جهته، قال مايكل مان، المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون، أمس، إن إيران لم توافق على اقتراح أشتون عقد الاجتماع في نهاية كانون الثاني، مضيفاً أن «إيران لم تقبل عرضنا الذهاب الى إسطنبول في 28 و29 كانون الثاني، ولذلك عرضنا مواعيد جديدة في شباط. نحن نعرض مواعيد مقترحة منذ كانون الأول ونشعر بخيبة الأمل لأن الإيرانيين لم يوافقوا حتى الآن».
وكانت أشتون قدمت الاقتراح نيابة عن مجموعة «5+1» التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا.
وحول الموضوع نفسه، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، «قلنا دائماً إننا مستعدون للتفاوض حتى التوصل الى نتيجة ولم نقطع المناقشات قط». واقترح صالحي إجراء الجولة المقبلة من المحادثات في القاهرة، لكن الدول الست أرادت عقد اللقاء في مكان آخر. وقال إن السويد وكازاخستان وسويسرا عرضت أيضاً استضافة المحادثات.
إلى ذلك، دانت فرنسا على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو، توقيف 11 صحافياً إيرانياً، واعتبرت ذلك «عرقلة غير مقبولة» لحرية الصحافة، ودعت السلطات الإيرانية الى احترام تلك الحرية. وأعلن وزير الثقافة الايراني محمد حسيني أمس توقيف 11 صحافياً إصلاحياً على الأقل في إيران يعمل معظمهم في وسائل إعلام إصلاحية، بتهم متعلقة بالأمن.
وأفادت وكالة «أنباء فارس» بأن أولئك الصحافيين، وبينهم نساء اعتُبِروا «مقرّبين من التيار المناهض للثورة»، أوقفوا أول من أمس «بموجب مذكرة أصدرتها السلطات القضائية». وأفادت وكالة «مهر» بأنه يشتبه في تعاون الموقوفين «مع وسائل إعلام مناهضة للثورة ناطقة بالفارسية».
(أ ف ب، رويترز)