في حادث مفجع، قضى أكثر من 232 شخصاً في البرازيل في حريق شب في ملهى ليلي في سانتا ماريا (جنوب) ليل السبت، فيما أصيب العشرات بجروح. وأعلن مساعد قائد فوج العمليات الخاصة في الشرطة العسكرية رويس تافاريس أن «عدد القتلى هو 232 وهم 120 رجلاً و112 امرأة» وقضى «معظمهم اختناقاً».
وكانت الأرقام قد تضاربت في شأن عدد القتلى، حيث ذكر قائد الشرطة العسكرية في المنطقة كليبرسون بستيانيلو في وقت سابق أمس أن عدد القتلى 245. وأضاف المسؤول الأمني إن «كل الجثث سحبت من داخل الملهى» الذي أقفل الآن لدواعي التحقيق.
وأودعت جثث الضحايا، الذين قضوا جميعاً تقريباً بسبب الاختناق، في المركز الرياضي البلدي في سانتا ماريا حيث تدخل العائلات بمجموعات من 20 شخصاً للتعرف إلى هويات أقربائها.
وقال مساعد سكرتير الصحة في المدينة جوليو نونيس «إنها اللحظة الأكثر صعوبة».
ودعت السلطات إلى الهدوء، وطلبت من العائلات تقديم صور الشباب لتسهيل عملية التعرف إلى القتلى والجرحى، كما دعتهم إلى التبرع بالدم. وقالت السلطات إن هذا الحريق «هو ثاني أسوأ حريق لجهة حصيلة القتلى في البرازيل بعد حريق خليج ريو دي جانيرو في 1961 وأسفر حينها عن مصرع 533
شخصاً».
وألغت الرئيسة ديلما روسيف زيارة لتشيلي، حيث كانت ستشارك في قمة أميركا ــ الاتحاد الأوروبي، وتوجهت إلى مكان الكارثة. وقالت «أود أن أقول لسكان سانتا ماريا إننا معكم في هذه اللحظة الحزينة».
كذلك، أفاد شهود بأن الحريق نشب حوالى الساعة 02,00 صباحاً (04,00 ت غ) في مرقص «كيس» بوسط سانتا ماريا، المدينة الجامعية في أقصى جنوب البلاد. ولم يتم إخماده حتى الساعة 07,00 بالتوقيت المحلي.
واندلعت النيران عندما بدأ المغني في المجموعة التي تؤدي عملها في الملهى عرضاً صغيراً للألعاب النارية.
وتطايرت الشرارات حتى بلغت الطبقة العازلة من السقف وانتشرت اللهب بسرعة في المبنى الذي يستخدم في معظم الأحيان لإحياء حفلات جامعية، بحسب الشهادات.
وقال طالب في طب الأسنان جانيو فييرا، نجا من الكارثة لقناة «تي. في. باند نيوز» إنه «أمر فظيع. فقدت صديقاً حميماً. لم تكن مخارج النجاة كافية، دب الذعر في الحشود وغاب صديقي عن ناظري في الفوضى التي عمت المكان». وأوضح فييرا «بدأت النيران على المنصة، ثم انتشرت بسرعة كبيرة».
وأضاف الشاب الذي لا يزال تحت وقع الصدمة ويصعب عليه التكلم «كنت على مقربة من مخرج النجاة وتمكنت من الخروج». وبعد ذلك انتشر الذعر وتدافع الناس عند باب المرقص.
بدوره، أوضح الناجي ماتيوس بوتولوتو أن «الحواجز المعدنية المستخدمة لتنظيم الصفوف عرقلت عملية الإجلاء وتصادم الناس وسقطوا، حتى إن عدداً من رجال الإطفاء اختنقوا بالدخان». وأضاف بوتولوتو في حديث إلى صحيفة «كوريو دو بوفو دي بورتو اليغري» إن فتاة توفيت بين يديه «وشعرت بقلبها يتوقف عن النبض، لم أر ذلك قط إلا في السينما»، مؤكداً «تمكنّا من استعمال مخارج النجاة، لكن الذين كانوا في آخر المرقص علقوا هناك».
إلى ذلك، أعلن مفوض سانتا ماريا مارسيول أريغوني أن الجثث نقلت إلى المركز الرياضي البلدي الذي ستقام فيه صلاة الجنازة للقتلى.
(أ ف ب، رويترز)