أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، دعمه للتدخل العسكري الفرنسي في مالي، ووعد بالعمل مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند لملاحقة الإرهاب في شمال أفريقيا. وذكر بيان للبيت الأبيض أن الرئيس أوباما عبر لهولاند، في اتصال هاتفي، عن دعمه للقيادة الفرنسية لجهود الأسرة الدولية لمنع الإرهابيين من اتخاذ ملاذ لهم في مالي. وقال البيت الأبيض إن هولاند وأوباما «شددا على ضرورة انتشار سريع لقوة أفريقية في مالي» و«أهمية أن تعدّ الحكومة المالية خريطة طريق لإجراء انتخابات وإعادة الحكم الديموقراطي».
من جهة أخرى، أجرى وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان مباحثات مع ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز في الرياض تطرقت إلى الأوضاع في مالي والتعاون العسكري بين البلدين. وأضاف مصدر دبلوماسي فرنسي، رافضاً ذكر اسمه، إن «الموضوع الرئيسي كان التدخل الفرنسي في مالي بغطاء من الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن المباحثات شملت «التعاون العسكري مثل التسليح وتزويد المعدات في قطاعات مختلفة، لكن دون توقيع أي عقود».
في سياق متصل، أعرب رئيس بنين، توماس بوني يايي، في خطاب ألقاه بمناسبة انتهاء مدة رئاسته للاتحاد الأفريقي وتسليمها لرئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالين، عن الأسف لبطء تحرك الدول الأفريقية من أجل «الدفاع» عن مالي، مشيداً خلال القمة العشرين للاتحاد والمنعقدة في أديس أبابا أمس بتدخل فرنسا العسكري في هذا البلد.
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، باماكو إلى «اعتماد عملية سياسية بدون إقصاء وإعداد خريطة طريق من شأنها أن تؤدي إلى استعادة النظام الدستوري بالكامل».
ميدانياً، وصلت القوات الفرنسية والمالية أمس إلى مدينة تمبكتو في شمال مالي بعدما سيطرت قبل ذلك على غاو دون مقاومة تذكر من المجموعات المسلحة، في حين قصف الطيران الفرنسي أمس مدينة كيدال، وهي آخر معقل كبير للمسلحين في الشمال.
من جهة ثانية، أعلن رئيس أركان ساحل العاج، الجنرال صوماليا باكايوكو، الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، أن رؤساء هيئات أركان المجموعة قرروا خلال الاجتماع الطارئ في أبيدجان «زيادة» عديد الجنود المقرر نشرهم في مالي إلى «خمسة آلاف و700 عنصر».
كذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جورج ليتل، أن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أبلغ نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان موافقة واشنطن على توفير طائرات صهريج لإعادة تزويد الطائرات الفرنسية المقاتلة والقاذفة التي تهاجم المتشددين المرتبطين بالقاعدة في شمال مالي بالوقود.
من جهة أخرى، كشف المتحدث باسم رئيس مجلس «الحركة الوطنية لتحرير أزواد»، حما اغ سيد أحمد، أن المتمردين الطوارق لن يساعدوا الجيش المالي وقوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في حملتها في شمال مالي، لأنه يخشى أن تشن حرباً إثنية على «البيض». وقال سيد أحمد، في مقابلة لصحيفة «لوسوار دالجيري» الجزائرية، إن رئيس المجلس بلال اغ شريف «سبق أن قال إن الحركة لن تتحالف مع القوات الأفريقية». وأوضح أن القوات المالية ستشن حرباً على أهالي الشمال ولن تفرق بين السكان المدنيين والمجموعات المسلحة، وهذا سيكون خطراً جداً على السكان.
إلى ذلك، رفض رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت «منطق الابتزاز» في قضية إطلاق سراح الرهينة الفرنسي جيلبرتو رودريغي والمعتقل لدى حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، في الوقت الذي أعلنت فيه الحركة استعدادها للتفاوض بشأن رودريغي المعتقل لديها منذ شهرين.
(أ ف ب، رويترز)